أحداث جارية علوم

مبادرات وإجراءات.. المملكة تصنع قناعها الواقي من العواصف الترابية

بذلت المملكة على مدار السنوات القليلة الماضية جهودًا متنوعة بهدف الحد من تأثير العواصف الرملية والترابية في جميع أنحاء السعودية.

والعواصف الغبارية ظاهرة تحدث في جميع أنحاء العالم ولا يمكن الحد منها بشكل نهائي، ولكن يمكن الحد من تأثيراتها بمجموعة من الخطوات الوقائية.

وتحمل العواصف الغبارية عدة مخاطر على البيئة من حيوانات ونباتات، إلى جانب الحياة العامة مثل الصحة والتعليم والعمل والسياحة والسفر والتجارة.

وبمناسبة اليوم العالمي لمكافحة العواصف الرملية والغبارية الذي يحتفل به العالم في 12 يوليو من كل عام، نسلط الضوء على أبرز جهود المملكة في هذا الشأن.

أهم المبادرات

أطلقت المملكة عدة مبادرات ومن بينها “السعودية الخضراء” من قبل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في عام 2021.

وتهدف تلك المبادرة إلى مواجهة التحديات البيئية المحلية والعالمية، ومن بينها تقليل انبعاثات الكربون والحفاظ على النظم البيئية والبحرية، والتوجه بشكل أكبر نحو الطاقة المتجددة.

كما خصصت المملكة مركزًا لمعالجة هذا التهديد البيئي وهو “المركز الإقليمي للعواصف الغبارية والرملية”.

من ناحية أخرى، أنشأت المملكة المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر، والذي يهدف إلى زيادة مساحة المسطحات الخضراء والغطاء النباتي وتهيئة المواقع النباتية المتدهورة.

كما يستهدف الحد من الممارسات السلبية تجاه النباتات، والتي تؤدي في النهاية إلى مكافحة العواصف الرملية والترابية في المملكة.

وتضع المملكة خططًا لزراعة 10 مليارات شجرة، واستصلاح ما يزيد عن 40 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة خلال العقود المقبلة.

وأنشأت المملكة أيضًا المركز الإقليمي للتغير المناخي والمركز الإقليمي للتحذير من العواصف الرملية والترابية والبرنامج الإقليمي لاستمطار السحب، انطلاقًا من مبادرة الشرق الأوسط الأخضر.

اليوم العالمي للعواصف الترابية.. المملكة تكافح الغبار
تطلق المملكة مبادرات وتنفذ إجراءات بغرض الحد من العواصف الرملية والترابية على مدار السنوات القليلة الماضية

إجراءات المملكة

وتستثمر السعودية بشكل كبير في الأبحاث الرامية لفهم العواصف الرملية، وتطوير الحلول التقنية المتقدمة للتخفيف من حدتها وتأثيراتها.

وتتعاون المملكة مع شركاءها الإقليميين والدوليين لمكافحة هذا النوع من العواصف، كما وقعت اتفاقيات في مجالات ذات صلة ومن بينها أنظمة الإنذار المبكر ونقل التقنيات.

وتحرص المملكة على المشاركة النشطة في في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، وتبدي التزامًا واضحًا في الحفاظ على البيئة ومكافحة العواصف الرملية والترابية.

كما اعترفت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) بنظام الاستشارات والتقييم للإنذار بالعواصف الرملية والترابية لدول مجلس التعاون الخليجي (GCC) باعتباره إحدى نقاطها الإقليمية.

واعتمدت المنظمة أيضًا المركز الإقليمي للتحذير من العواصف الرملية والترابية كأحد مراكزها الإقليمية.

ويكمن السر في مواجهة العواصف الترابية والرملية في الحفاظ على البيئة ونظمها من غابات رطبة ومراعي، والتي تعمل كحاجز صد ضد التصحر والتآكل بفعل الرياح، كما أن التشجير وإصلاح الأراضي المتدهورة يوفر الحماية المهمة ضد تلك العواصف.

تراجع العواصف الترابية والرملية

وفق ما قاله نائب رئيس جمعية الطقس والمناخ السعودية، الأستاذ الدكتور عبد الله المسند، فإن العواصف الترابية والغبارية في السنوات الثلاث الأخيرة باتت قليلة.

وكشف في تغريدة عبر حسابه الرسمي على منصة X في فبراير الماضي، إن عام 2023 لم يُشكّل أي عاصفة رملية في مدينة الرياض، وكذلك بعض المدن السعودية الأخرى.

وفند المسند الأسباب التي ساهمت في هذا التقدم ومنها رؤية المملكة 2030 التي ساعدت في معالجة التدهور البيئي، والتوسع في نشر المحيات الطبيعية بنسبة 14% من مساحة السعودية وأغلبها في المناطق الشرقية أو شوقي الوسطى، وهي مناطق تكون السحب الغبارية عادة.

وأشار أيضًا إلى توالي المواسم المطيرة خلال السنوات الأخيرة، والتي ساهمت في انتشار الربيع في نطاق المحميات وخارجها.

وخلال شهر يونيو الماضي، سجلت المملكة انخفاضًا ملحوظًا في حالات الغبار والعواصف الغبارية والرملية بنسبة 90%، لأول مرة منذ 20 عامًا.

وكانت من أبرز المناطق الإدارية انخفاضًا هي الوسطى والحدود الشمالية بنسبة 100%، والشرقية بنسبة 90% ونجران بنسبة 70%، فيما سجلت جازات ارتفاعًا بنسبة 60%.

ويأتي هذا الانخفاض بارتفاع عن شهر مايو الماضي والذي قلت فيه العواصف الرملية والغبارية بنسبة 80%.

المصدر: المركز الوطني للأرصاد/ المركز الإقليمي للعواصف الغبارية والرملية