لا تخلو صفحات الأخبار من حين لآخر من تفاصيل عن جرائم قتل تُقتل فيها عائلة كاملة، ويكون بطل القصة هو الأب.
وفي حين أن الأمر متكرر، إلا أنه لا يمكن اعتبار جرائم قتل العائلة شائعة، ولكنها نادرة.
وجد الباحثون أن الرجال الذين يتورطون في جرائم قتل عائلاتهم، غالبًا لهم تاريخ من العنف الأسري تجاه عائلاتهم.
ولكن ما الذي يدفع الرجل لقتل عائلته؟
بحسب أستاذة علم النفس الشرعي والعدالة الجنائية في جامعة دي سيلز في بنسلفانيا، الدكتورة كاثرين رامسلاند، فإنه لا يمكن جمع الرجال الذي يقتلون عائلاتهم تحت نوع واحد أو تصنيف بعينه.
ولكن بشكل عام يكون هؤلاء الأشخاص أكثر هشاشة وغير قادرين على التعامل مع المواقف المختلفة، أو اتخاذ القرارات المناسبة عندما يسود القلق أو الغضب أو الاكتئاب.
وتُشير رامسلاند إلى أن الرجال أكثر ميلًا من النساء لارتكاب جرائم العنف أو القتل ضد الأسرة، على الرغم من وجود حالات قتلت فيها النساء عائلاتهن.
وعن دوافع الرجال لقتل عائلاتهم، تقول رامسلاند إن كل حالة تختلف عن الأخرى، فهناك قضايا كانت متعلقة بـ “الأنا” مثل عدم القدرة على الوفاء بالتزامات الأسرة باعتبار الرجل هو المُعيل، والشعور بالفشل في تولي المسؤولية، ويظهر هناك الحل في القضاء على كل شخص لاحظ هذا الفشل وتكون العائلة هي الأقرب.
وإلى جانب الفشل في تولي المسؤولية هناك أيضًا الضغوط المالية والبطالة والعنف الأسري السابق، والتي تُشكّل عوامل خطر كبيرة لقتل الأسرة.
وقد يكون القتل بسبب الانتقام، ففي بعض الحوادث السابقة قتل الأب عائلته بسبب الطلاق أو قضايا الحضانة أو اتخاذ قرارات أحادية، مثل انتظار الزوجة لطفل في حين أن الزوج يرفض ذلك.
لماذا يلجأ الأشخاص لقتل عائلاتهم بدلًا من قتل أنفسهم فقط؟
في بعض الجرائم كان القاتل يشعر أن زوجته وطفليه في خطر إذا انتحر وتركهما بمفردهما ولذلك يقرر أن يأخذهما معه، معتقدًا أنه سيرسلهم إلى الجنة.
وفي بعض الحالات كان الشخص يشعر بأنه على وشك أن يفقد أطفاله، ولذلك يأتي القرار بقتلهم معه.
وفي دراسة أجرتها جاكلين سي كامبل من جامعة هوبكنز، بحسب تقرير منشور للمعهد الوطني للعدالة ومقره واشنطن، وجدت أن 70% من الرجال الذين قاموا بقتل عائلاتهم تعرضوا للعنف الأسري من قبل.
ومن بين 408 حالات قتل انتحارية رصدتها الدراسة، كان معظم الجناة (91%) منهم من الرجال، و(88%) منهم استخدموا المسدس كسلاح للجريمة.
وتُحدد كامبل العنف المنزلي باعتباره عامل الخطر الأكبر في تلك الجرائم، ولكنه دائمًا مقترن بعوامل أخرى مثل البطالة والضغوط المالية والفقر، والخلافات حول الخلافات حول المال والجنس والأطفال.
وأوضحت أيضًا أن معظم الناس الذين يرتكبون القتل والانتحار هم الذكور البيض غير اللاتينيين الذين يقتلون زملائهم أو زملائهم السابقين.
وبحسب أستاذ وعميد كلية السياسة الاجتماعية والممارسة في جامعة بنسلفانيا، ريتشارد غيليس، إن المشكلات الاقتصادية تؤدي إلى زيادة في إساءة معاملة الأطفال والإهمال والعنف المنزلي.
ولذلك يقرر الرجل أن يتخلص من حياته وحياة عائلته أيضًا حتى لا يترك ألم خلفه.
المصدر: aetv