سياسة

روسيا نحو إحياء تكتيك حربي قديم في حربها مع أوكرانيا

تخطط روسيا في الوقت الحالي لاستخدام تكتيك قديم لصد هجمات الطائرات بدون طيار الأوكرانية، في ظل حربها مع روسيا المستمرة منذ أكثر من عامين.

ويعمل التكتيك الذي يعود إلى الفترة بين الحربين العالمية الأولى والثانية على تطوير شبكة من البالونات الدفاعية للتصدي لهجمات الطائرات بدون طيار.

وقالت المديرة العامة لشركة الطيران والفضاء الروسية “فيرست إيرشيب” التي تعمل على تطوير الشبكة، بولينا ألبيك، خلال مؤتمر عقد في سانت بطرسبرغ، إن الشركة تعلم بشكل أساسي على بناء سفن الشحن، ولكنها اليوم تُعيد إحياء تجربة الأسلاف بإنشاء نظام دفاع “الحاجز”، حسبما ذكرت وكالة أنباء ريا نوفوستي الروسية التي تديرها الدولة.

روسيا نحو إحياء تكتيك حربي قديم في حربها مع أوكرانيا
يستهدف التكتيك القديم المراد إحياؤه الطائرات بدون طيار الأوكرانية

كيف تعمل البالونات؟

تم تصميم تلك البالونات لترتفع حتى 300 متر فوق الأرض أي بما يعادل 984 قدمًا، ثم ستسقط شبكة بطول 250 مترًا (820 قدمًا)، وذلك لمنع الطائرات بدون طيار من التحليق أو المرور.

وبحسب ما ذكرته صحيفة The Telegraph، من تفاصيل فإن الحد الأقصى للحمل يبلغ 30 كيلوغرامًا.

وتقول ألبيك إن هذه البالونات يمكن أن يتم تزويدها بقاذفات “بنادق” لإطلاق الشباك على الطائرات بدون طيار خلال تحليقها.

وذكرت مدير الشركة إن هذا النظام تم تجربته بالفعل، وأن الطلبات الأولية قد تم وضعها.

وكشفت ألبيك أن المطورين استوحوا الفكرة من البالونات الحارقة التي تم استخدامها خلال الحرب العالمية الأولى والثانية.

استُخدمت البالونات الحاجزة لأول مرة في الحرب العالمية الأولى، لكنها لعبت دورًا رئيسيًا بشكل خاص في دفاعات بريطانيا خلال الحرب العالمية الثانية.

وبحسب بيانات متحف الحرب الإمبراطوري في لندن، فإن بريطانيا كانت تمتلك 2748 بالونًا حاجزًا قيد الاستخدام بحلول سبتمبر 1941.

وتقول السجلات إن هذا التكتيك لعب دورًا حاسمًا خلال عملية الإنزال D-Day في 6 يونيو 1944، إذ قدمت الحماية للجنود والسفن المتحالفة.

ووفق تقرير نشرته جمعية القوات الجوية الملكية البريطانية، فإن البالونات تشكل خطرًا كبيرًا على أي طائرة تحاول الطيران عبرها.

وسيكون من الصعب محاولة إسقاط هذه البالونات، لأن مجرد لمسها يعني التسبب في انفجار الهيدروجين المستخدم في تثبيتها في الجو.

روسيا نحو إحياء تكتيك حربي قديم في حربها مع أوكرانيا
مجموعة من بالونات الحواجز تحمي قافلة من السفن قبالة سواحل إنجلترا، 17 يوليو 1949

حرب مستمرة

على مدار أكثر من عامين منذ بدء الحرب في فبراير 2022، استخدمت أوكرانيا الطائرات بدون طيار لاستهداف البنية التحتية للطاقة والقواعد الجوية الروسية.

وقال رئيس مديرية استخبارات الدفاع في أوكرانيا، الفريق أول كيريلو بودانوف، لموقع “ذا وور زون” في يونيو الماضي، إن أوكرانيا أطلقت 70 طائرة بدون طيار على قاعدة موروزوفسك الجوية في منطقة روستوف الروسية، على بعد حوالي 200 ميل من الحدود الأوكرانية.

ويأتي الهجوم ذمن مرحلة من مراحل خطوة طويلة الأمد لإضعاف القوات الجوية الروسية.

وفي نفس الشهر، قالت كييف إنها ضربت طائرة مقاتلة روسية من طراز سو-57 الشبحية في مطار أختوبينسك في جنوب روسيا – على بعد 360 ميلا من خط المواجهة.

وكانت أوكرانيا أعلنت في مايو الماضي عن تنفيذها واحدة من أطول هجماتها بطائرات بدون طيار حتى الآن، إذ إن الطائرات حلقت لمسافة وصلت إلى 839 ميلًا لضرب مصفاة نفط داخل روسيا، بحسب مسؤولين أوكران.

المصدر: businessinsider