أحداث جارية سياسة

الانتخابات الفرنسية.. 3 عوامل أدت لخسارة اليمين المتطرف

الانتخابات-الفرنسية

جهّز أعضاء حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف أنفسهم للاحتفال بالفوز في الانتخابات البرلمانية الفرنسية، التي جرت يوم الأحد، لكن هذا المزاج سرعان ما تحول إلى صدمة بمجرد ظهور النتائج الأولى المتوقعة على شاشات التلفزيون.

لعدة أيام، توقعت زعيمة الحزب مارين لوبان بثقة أن حزبها سينتصر بأغلبية مطلقة، وأن تلميذها جوردان بارديلا سيكون رئيسًا للوزراء.

وبدلاً من ذلك، كان حزب التجمع الوطني في طريقه إلى احتلال المركز الثالث، خلف تحالف اليسار وكتلة الوسط التي يتزعمها الرئيس إيمانويل ماكرون.

لماذا خسر اليمين المتطرف الانتخابات الفرنسية

أوضح المحللون السياسيون أن هذه الخسارة جاءت مدفوعة في المقام الأول بإبرام الصفقات بين المعارضين الوسطيين واليساريين، الذين سحبوا أكثر من 200 مرشح من مناطق يتنافس فيها واحد من كل تيار لتجنب تقسيم الأصوات المناهضة لحزب المؤتمر الوطني.

وأوقفت النتيجة المتوقعة ما بدا وكأنه صعود لا هوادة فيه لليمين المتطرف في فرنسا، والذي هندسته بعناية لوبان التي سعت إلى تنظيف صورة حزبها والاستفادة من شكاوى الناخبين الغاضبين بشأن تكاليف المعيشة والخدمات العامة والهجرة.

وبدا الزخم الذي اكتسبه حزب الجبهة الوطنية وكأنه لا يمكن وقفه بعد أن ألحق هزيمة ساحقة بالوسطيين في الانتخابات الأوروبية التي جرت في أوائل يونيو، واحتل المركز الأول، متقدمًا على الجبهة الشعبية الجديدة اليسارية.

وأرجعت لوبان وبارديلا الانتكاسة التي مني بها حزبهما يوم الأحد إلى ما وصفه بارديلا بـ”التحالف المشين” للقوى المناهضة لحزب الجبهة الوطنية، التي قال إنها صورت الحزب بشكل كاريكاتوري ولم تحترم ناخبيه.

لكن بريس تينتورير، خبير استطلاعات الرأي في مؤسسة “إيبسوس”، أشار إلى أوجه القصور التي يعاني منها حزب الجبهة الوطنية، بما في ذلك الكشف قبل جولة الإعادة عن أن العديد من مرشحيه عبروا عن آراء معادية للأجانب، مما أثار تساؤلات حول ما إذا كان الحزب قد تخلص بالفعل من ماضيه الأكثر سمية.

وقال “تينتورير” لقناة “فرانس 2” التلفزيونية “ما حدث أيضا هو أن مرشحي حزب الجبهة الوطنية أنفسهم أظهروا في هذه الحملة أنهم إما غير مستعدين أو أن لديهم مرشحين معاديين للسامية أو كارهين للأجانب”.

عودة قريبة منتظرة

أقر فلوران دي كيرسوسون، مرشح حزب الجبهة الوطنية في بريتاني بغرب فرنسا، بأن تداعيات سلوك مرشحي الحزب إلى جانب تحالف الوسط واليسار “كانت مدمرة”.

وأشار “كيرسوسون” أن الناخبين ربما شعروا أن الحزب كان متعجرفًا في توقع الفوز بأصوات الأغلبية المطلقة.

وسعى بارديلا ولوبان إلى إظهار جانب إيجابي في نتائجهما، حيث أشار الثنائي أن الحزب رفع حصته من المقاعد في البرلمان إلى مستوى قياسي، وتعهدا بمواصلة المسيرة حتى فوزهم بالسلطة.

وقالت لوبان، التي من المرجح أن تشن حملتها الرئاسية الرابعة في عام 2027: “المد آخذ في الارتفاع، لكنه لم يرتفع بدرجة كافية هذه المرة، لقد تأخر انتصارنا فحسب”.

المصادر:

وكالة Reuters