فاز حزب العمال في الانتخابات العامة بالمملكة المتحدة التي أجريت في الأسبوع الأول من يوليو الجاري، والتي أصفرت عن تعيين كير ستارمر رئيسًا للوزراء، لتنتهي بذللك 14 عامًا من سيطرة المحافظين على السلطة، فما الذي تنتظره بريطانيا في هذا العهد الجديد؟
ذهاب بلا عودة قريبًا
وصفت الكاتبة في صحيفة “The Guardian”، فرانسيس رايان، الفوز الساحق الذي حققه حزب العمال، بتوجيه ضربات من قبل الناخبين لحزب المحافضين؛ ردًا على الغضب من التعاطي مع الحرب في غزة ومخاوف أخرى.
وقالت “رايان”: “في جوهرها، لم تكن هذه الانتخابات تتعلق بالترحيب بحزب العمال بقدر ما تتعلق بإخراج المحافظين”.
وأشارت إلى مساوئ حزب المحافظين، والتي من بينها التقشف وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إلى جانب القسوة والفوضى والفساد.
وأضافت: “لا يعتقد الكثيرون أن أي شيء سيتغير مع حكومة حزب العمال، ولكن في الأشهر المقبلة، يتعين على ستارمر أن يثبت قدرته على ذلك”.
اليمين المتشدد في الصورة
عبّر الكاتب في صحيفة “The Guardian”، أديتيا تشاكرابورتي، تخوّفه من سيطرة اليمين المتشدد على البرلمان، لافتًا أنه بموجب قواعد تمويل الأحزاب، سيحصل حزب الإصلاح على أموال نقدية من دافعي الضرائب.
وقال “تشاكرابورتي”: “يؤيد واحد من كل سبعة ناخبين حزبًا يضم ممثلين أشادوا بهتلر ووصفوه بأنه عبقري، ووصفوا السود بأنهم أرانب الغابة، وكان لمسؤوليه صلات مع المنظمات الفاشية”.
وأشار أن أحد النشطاء الذين ساعدوا رئيس الحزب نايجل فاراج في الفوز بمقعد البرلمان عن منطقة كلاكتون، وصف الإسلام بأنه “عبادة الموت” وطالب الجيش بإطلاق النار على اللاجئين.
ويحذّر كاتب الصحيفة البريطانية من أن “فاراج” يشكل تهديدًا للملايين من الأقليات العرقية في هذا البلد.
حزب المحافظين سيكافح كثيرًا للتعافي
ترى كاتي بولز، المحررة السياسية في مجلة “Spectator” جانبًا إيجابيًا في الانتخابات البريطانية بالنسبة لحزب المحافظين في الانتخابات الأخيرة، وهو أنه تجنب الهزيمة الكاملة.
وأوضحت أنه رغم سيطرة حزب العمال، ما زال حزب المحافظين يحتفظ بأكثر من 100 مقعد في البرلمان، مما يجنبه إذلال المعاملة كحزب هامشي.
وقالت: “في نهاية المطاف، عانى المحافظون من خسائر كارثية سيكافحون من أجل التعافي منها لأكثر من ولاية واحدة”.
وأضافت: “سيكون هناك عدد صغير ولكن صاخب من نواب الإصلاح، الذين لديهم القدرة على إحداث الفوضى وتقسيم المحافظين بشكل أكبر أثناء محاولتهم إعادة تجميع صفوفهم والتعافي”.
وتابعت: “بصيص الضوء الصغير الآخر الوحيد لحزب المحافظين هو أنه على الرغم من فوز حزب العمال الساحق، فإن الدلائل المبكرة تشير إلى أن حصته من الأصوات لم ترتفع بشكل كبير عن عام 2019، وبالتالي فإن حجم الأغلبية قد لا يعكس اندفاع الحماس العام لستارمر”.
وعود ينبغي أن تتحقق
أشار توم بيلجر، محرر “LabourList” أن حزب الوقت يطارد حزب العمال نظرًا للأهمية السياسية المتمثلة في تحقيق الإنجازات خلال المائة يوم الأولى، وهو الجدول الزمني الذي التزم به بالفعل لطرح التشريعات بشأن إصلاحاته الرئيسية في مجال التوظيف.
وقال “بيلجر” إن “الشؤون الدولية، من قمة حلف شمال الأطلسي في الولايات المتحدة إلى قمة المجموعة السياسية الأوروبية ستستهلك وقتًا ثمينًا ربما كان كير ستارمر يرغب في الاستفادة منه لتحقيق تقدم محلي”.
وواصل: “من المؤكد أن حزب العمال سيكون لديه سلسلة من الإعلانات البارزة التي سيكشف عنها قريبًا، لكنه يواجه موازنة صعبة بين الوعد بتلبية التوقعات العامة العالية للتغيير، وتخفيفها نظرًا للقواعد المالية الصارمة التي يفرضها”.
المصادر: