تعاون باحثون من جامعة آرهوس وجامعة أكسفورد للكشف عن كيفية تفاعل دماغنا مع الموسيقى والتعرف عليها. كشفت دراستهم أن الاستماع إلى الموسيقى يُحفز سلسلة معقدة من الأحداث في الدماغ، وهو اكتشاف يمكن أن يُستخدم في المستقبل للمساعدة في فحص الخرف.
آلية التعرّف على الموسيقى
هل سبق لك أن تعرفت على أغنية من مجرد مقطع صغير أو التقطت إيقاع الكورس بعد بضع نغمات؟ بحث حديث من مركز الموسيقى في الدماغ بجامعة آرهوس ومركز السعادة البشرية بجامعة أكسفورد كشف كيفية معالجة أدمغتنا لتسلسلات الموسيقى وتوقعها.
كيف تتفاعل أدمغتنا؟
عند تشغيل الراديو وسماع أغنيتنا المفضلة، يتفاعل دماغنا بنمط معقد، حيث تُفعّل مناطق تعالج الصوت والعواطف والذاكرة. في حلقة تغذية أمامية وخلفية، يستجيب القشرة السمعية للأصوات ويرسل المعلومات إلى مناطق أخرى في الدماغ، مثل الحُصين الذي يشارك في الذاكرة، والقشرة الحزامية التي تساعد في الانتباه والمعالجة العاطفية. هذه العملية تساعدنا في التعرف على الأغاني بسرعة وتوقع ما سيأتي، مما يجعل الاستماع إلى الموسيقى تجربة ممتعة ومألوفة.
الآثار الأوسع على الدراسات المعرفية
يشرح أحد الباحثين الرئيسيين وراء الدراسة، الأستاذ المساعد ليوناردو بونيتي من مركز الموسيقى في الدماغ بجامعة آرهوس: “توفر أبحاثنا رؤى مفصلة حول قدرة الدماغ على معالجة وتوقع الموسيقى وتساهم في فهمنا الأوسع للوظائف المعرفية. هذا يمكن أن يحدث فرقًا في دراسة صحة الدماغ، لأنه يوفر مسارات محتملة لاستكشاف كيفية تأثير الشيخوخة والأمراض مثل الخرف على المعالجة المعرفية بمرور الوقت.”
تطبيقات مستقبلية في فحص الخرف
في الواقع، يمكن أن يساعد فهم كيفية تفاعل دماغنا مع الأغاني مثل “Bohemian Rhapsody” أو ردود أفعالنا على أغاني الطفولة الكلاسيكية الباحثين في اكتشاف الخرف في المستقبل.
“على المدى الطويل، يمكن أن تُسهم هذه النتائج في تطوير أدوات فحص للكشف عن خطر الإصابة بالخرف باستخدام نشاط الدماغ للأشخاص أثناء استماعهم وتعرفهم على الموسيقى.”
تفاصيل الدراسة
في الدراسة، قام الباحثون بقياس موجات دماغ 83 شخصًا أثناء استماعهم للموسيقى، وسيتم متابعة الدراسة بإجراء دراسات إضافية، حسبما ذكر ليوناردو بونيتي.
“يمكن للدراسات المستقبلية استكشاف كيفية تغير هذه الآليات الدماغية مع التقدم في العمر أو في الأفراد الذين يعانون من إعاقات معرفية. فهم هذه العمليات بمزيد من التفصيل يمكن أن يؤدي إلى تدخلات جديدة لتحسين الوظائف المعرفية ونوعية الحياة للأشخاص الذين يعانون من حالات عصبية.”