يستعد مؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج، لتطبيق صفقة إطلاق للسراح، غدًا الأربعاء، بعد اعترافه بانتهاك قانون التجسس الأمريكي.
وسيكون بمقدور أسانج أن يعود مرة أخرى إلى موطنه أستراليا، بعد 14 عامًا قضاها في بريطانيا خاض خلالها رحلة قانونية طويلة على خلفية تلك الاتهامات.
وكان أسانج – 52 عامًا – وافق على الاعتراف بالذنب بعد اتهامات وجهت ضده تتعلق بالتآمر والحصول على وثائق سرية خاصة بالدفاع الوطني الأمريكي والكشف عنها.
وقضى أسانج على خلفية تلك الاتهامات ما يزيد عن 5 سنوات في سجن بريطاني شديد الحراسة، و7 سنوات أخرى في سفارة الإكوادور في لندن.
ومن بين 18 تهمة جنائية، كان أسانج متهمًا في جرائم جنسية في السويد، ويجاهد من أجل منع تسليمه إلى الولايات المتحدة.
ونظرت إليه الحكومة الأميركية باعتباره متهورًا، عرّض حياة عملائه للخطر من خلال نشر موقع ويكيليكس لعدد كبير من الوثائق الأميركية السرية.
من هو جوليان أسانج؟
أسانج من مواليد عام 1971 في بلدة تاونزفيل في أستراليا.
ونال أسانج شهرة كبيرة خلال فترة مراهقته نظرًا لمهارته في برمجة الكمبيوتر، وفي عام 1995 تم توجيه تهمة القرصنة إليه واعترف بها.
وفي أواخر العشرينيات من عمره، التحق بجامعة ملبورن لدراسة الرياضيات والفيزياء.
وفي عام 2006، أسس أسانج موقع ويكيليكس، وكانت متخصصًا في نشر الوثائق والمستندات المسربة عبر العالم كله، ويستقبل المعلومات من جهات عدة.
وكانت بداية شهرة ويكيليكس في عام 2010، عندما نشر الموقع مقطع فيديو مسرب لهجوم بطائرة هليكوبتر أمريكية في عام 2007، على العاصمة العراقية بغداد، والذي أدى لمقتل 10 أشخاص من بينهم شخصان من موظفي وكالة رويترز الإخبارية.
كما نشر الموقع أكثر من 90 ألف وثيقة عسكرية مسربة عن الحرب في أفغانستان والعراق، والتي قال الموقع إنها سلطت الضوء على قضايا مثل إساءة معاملة السجناء في الحجز الأميركي، وانتهاكات حقوق الإنسان، ووفيات المدنيين.
وكانت عملية تسريب تلك الوثائق بمثابة أكبر خروقات أمنية في تاريخ الجيش الأمريكي.
وفي عام 2011، نشر موقع ويكيليكس آلاف البرقيات الدبلوماسية الأميركية غير المنشورة سابقًا من ضمن ما جمعه من أكثر من 250 ألف تقرير صادر عن وزارة الخارجية.
وبعد فترة هدوء، عاد الموقع مرة أخرى في عام 2016، عندما قام بتسريب عشرات الآلاف من رسائل البريد الإلكتروني التي تخص رئيس الحملة الانتخابية للمرشحة الديمقراطية للرئاسة هيلاري كلينتون، قبيل انتخابات الرئاسة الأمريكية.
الاعتقال وبدء التحقيقات
تم اعتقال أسانج لأول مرة في عام 2010، عندما أمرت محكمة سويدية باحتجازه للتحقيق في مزاعم ارتكاب قضايا جنسية، اتهمته بهم متطوعتان سويديتان في موقع ويكيليكس.
وألقت الشرطة البريطانية القبض على أسانج في ديسمبر من نفس العام بموجب مذكرة اعتقال أوروبية أصدرتها السويد، ووقتها نفى أسانج الاتهامات وقال إنها مكيدة الغرض منها تسليمه للولايات المتحدة على خلفية تسريبات ويكيليكس.
وفي عام 2012، رفضت المحكمة العليا البريطانية طعن أسانج، وبناءً عليه احتمى في سفارة الإكوادور طالبًا للجوء، وقضى هناك نحو 7 سنوات.
ومنحت الإكوادور أسانج اللجوء السياسي في أغسطس/آب 2012. ونشرت الشرطة البريطانية حراسة على مدار الساعة لمنع هروبه، قائلة إنه سيتم القبض عليه إذا غادر.
وخلال فترة اللجوء عمل أسانج في السفارة، وأنجب طفلين من شريكته ستيلا موريس، ثم ألغت الإكوادور طلب اللجوء وتم إخراجه في عام 2019، واعتقلته الشرطة.
وفي يونيو 2019، طلبت وزارة العدل الأمريكية رسميًا من بريطانيا تسليمه لمواجهة 18 تهمة تتعلق بالتآمر لاختراق أجهزة كمبيوتر تابعة للحكومة الأمريكية وانتهاك قوانين التجسس.
وفي عام 2021، ربحت السلطات الأمريكية أحد الاستئنافات على القضايا الموجهة لأسانج، وعرضت عليه قضاء أي عقوبة في أسترالي إذا أُدين.
وبعد عقد اتفاق إقرار بالذنب مع السلطات الأمريكية، من المقرر أن يُحكم على أسانج بالسجن لمدة 62 شهرًا قضاها بالفعل داخل السجن، وذلك في تهمة واحدة وهي الاطلاع على وثائق سرية تخص الدفاع الوطني.
المصدر: رويترز