سياسة

المساعدات الأمريكية إلى إسرائيل.. كم تبلغ؟

تُعتبر إسرائيل المتلقي الأكبر للمساعدات الخارجية الأمريكية والتي تشمل الدعم العسكري، كما تًعد الولايات المتحدة أكبر مقدم للمساعدات إلى إسرائيل.

وشهدت الفترة الماضية منذ العدوان الإسرائيلي على غزة تزايد لتلك المساعدات، والتي خضعت لاحقًا للتدقيق بسبب خطة إسرائيل في الحرب على القطاع ومخاوف عدم حماية المدنيين.

وتتلقى إسرائيل المساعدات الأمريكية منذ عام 1948 عندما تم إعلان دولة إسرائيل على الأراضي المحتلة، إذ تلقت مليارات الدولارات خلال الفترة التي تلت الحرب العالمية الثانية.

وتعكس تلك المساعدات الالتزام الذي تشعر به الولايات المتحدة تجاه أمن وحماية إسرائيل، وكذلك المصالح المشتركة للدولتين في الشرق الأوسط.

حجم المساعدات

على مدار التاريخ، تلقت إسرائيل مساعدات أمريكية بلغت قيمتها الإجمالية 310 مليار دولار، تنوعت ما بين مساعدات عسكرية واقتصادية.

واستقبلت دول أخرى في المنطقة مساعدات خارجية أمريكية مثل مصر والعراق، ولكن تظل إسرائيل في الصدارة.

ومنذ عام 1971، قدمت الولايات المتحدة مساعدات اقتصادية كبيرة، ولكن في الوقت الحالي تنحصر المساعدات إلى حزم مقدمة للجيش الإسرائيلي.

ووافقت أمريكا مؤخرًا على مذكرة تفاهم لتزويد إسرائيل بمبلغ 3.8 مليار دولار سنويا حتى عام 2028.

منذ بدء حرب إسرائيل مع حماس في 7 أكتوبر 2023، أقرت الولايات المتحدة تشريعات تنص على تقديم ما لا يقل عن 12.5 مليار دولار كمساعدات عسكرية لإسرائيل.

وتشمل تلك المساعدات 3.8 مليار دولار من مشروع قانون في مارس 2024 (بما يتماشى مع مذكرة التفاهم الحالية) و8.7 مليار دولار من قانون المخصصات التكميلية في أبريل 2024.

المساعدات الأمريكية إلى إسرائيل.. كم تبلغ؟
حجم المساعدات العسكرية التي تلقتها إسرائيل من الولايات المتحدة بين عامي 1946 و2024

استخدام إسرائيل للمساعدات

تنحصر معظم المساعدات المقدمة (نحو 3.3 مليار دولار سنويًا) في صورة منح ضمن برنامج التمويل العسكري، والتي ينبغي على إسرائيل استخدامها لشراء أسلحة ومعدات عسكرية من الولايات المتحدة.

وقالت إدارة جو بايدن إن إسرائيل لديها ما يقرب من ستمائة حالة تمويل عسكري أجنبي نشطة، بإجمالي حوالي 24 مليار دولار.

وحصلت إسرائيل على مدار تاريخ بميزة استثنائية تمكنها من شراء الأسلحة من شركات إسرائيلية، وهي ميزة لم يتم منحها لمتلقي المساعدات الأمريكية الآخرين.

وتُشير التقديرات إلى أن المساعدات الأمريكية تمثل نحو 15% من ميزانية الدفاع الإسرائيلية، إذ إنها تشتري المنتجات العسكرية من بلدان أخرى خارج برنامج التمويل الأجنبي.

ومن المقرر تخصيص 500 مليون دولار سنويًا لبرامج الدفاع الصاروخي الإسرائيلية والأميركية الإسرائيلية المشتركة.

وتتعاون كلا من إسرائيل والولايات المتحدة في تطوير بعد الأنظمة الصاروخية ومن بينها نظام القبة الحديدية ومقلاع داوود.

المساعدات الأمريكية إلى إسرائيل.. كم تبلغ؟
المساعدات العسكرية التي تلقتها إسرائيل من الولايات المتحدة منذ عام 1971

هل هناك شروط للمساعدات العسكرية الأمريكية إلى إسرائيل؟

تخضع تلك المساعدات للقانون الأمريكي، مثلما يحدث في جميع الحكومات الأجنبية الأخرى.

ويكون على الرئيس أن يُطلع الكونغرس بقيمة حزم المساعدات التي تحددها الإدارة الأمريكية، ويُسمح للمشرعين بمراجعة تلك المساعدات.

ويكون أمام الكونغرس 15 يومًا لمراجعة المساعدات التي تتراوح قيمتها بين 25 مليون دولار إلى 300 مليون دولار، وذلك اعتمادًا على المواد أو الخدمات الدفاعية.

وللكونغرس الحق في وقف أي مساعدات رغم أنه لم يحدث من قبل، كما يمتلك الرئيس حق تجاوز مراجعة الكونغرس في حالة الطوارئ، وهو ما فعله من المساعدات الأخيرة إلى إسرائيل وأوكرانيا.

وقال مسؤولون في إدارة بايدن إنهم لم يفرضوا أي شروط على استخدام إسرائيل لأسلحتهم ولكن يجب أن تكون في إطار القانون الدولي، ولكن الأخيرة قالت إنها استخدمتها للدفاع عن نفسها.

المساعدات المقدمة لإسرائيل منذ أكتوبر

منذ 7 أكتوبر الماضي أجرت إدارة بايدن أكثر من مائة تحويل مساعدات عسكرية إلى إسرائيل، تجاوز اثنين منها فقط عتبة الموافقات من الكونغرس بقيمة 250 مليون دولار.

وبعد هجمات حماس وافقت الولايات المتحدة عل استئجار إسرائيل لبطاريتين للدفاع الصاروخي من نظام القبة الحديدية، كانت واشنطن اشترتهما سابقًا منها.

وشملت الأسلحة المقدمة الذخيرة والدبابات والمدفعية والقنابل والصواريخ والأسلحة الصغيرة.

وفي أبريل الماضي تداولت أنباء عن أن إدارة بايدن تدرس تقديم مساعدات عسكرية جديدة إلى إسرائيل بقيمة 18 مليار دولار، من بينها 50 طائرة من طراز إف-15، إلا أنها لن تصل قبل سنوات.

المساعدات الأمريكية إلى إسرائيل.. كم تبلغ؟
حجم المساعدات الأمريكية إلى إسرائيل مقارنة بدول المنطقة الأخرى

التدقيق في المساعدات العسكرية إلى إسرائيل

في أعقاب الهجمات على قطاع غزة، تلقت إسرائيل دعمًا كبيرًا من الدول الغربية باعتبار أنها تدافع عن نفسها أمام هجمات حماس.

ولكن تدريجيًا بدأ هذا الدعم في التراجع بشكل واضح حتى في الداخل الأمريكي، في ظل ارتفاع أعداد القتلى من المدنيين نتيجة القصف الإسرائيلي لمناطق المأهولة والتي تدعي أنها معاقل لمقاتلي حماس.

ووفقًا لاستطلاع أجراه مركز بيو للأبحاث في مارس 2024، فإن معظم الأمريكيين (64 في المائة) لديهم آراء إيجابية عن الشعب الإسرائيلي، بينما نظرت أغلبية طفيفة (51 في المائة) إلى الحكومة الإسرائيلية بشكل غير إيجابي.

وعبرت دول وجماعات إنسانية حول العالم عن قلقها المتزايد إزاء الهجمات المكقفة على غزة، وتقول إسرائيل أن قتل المدنيين يحدث نتيجة استخدامهم كدروع بشرية من قبل حماس.

وتسبب هذا الأمر في انقسام الآراء بين الأمريكيين وخصوصًا حول المساعدات المقدمة إلى إسرائيل، وفق استطلاعات الرأي الحديثة.

وقدمت جنوب أفريقيا قضية أمام محكمة العدل الدولية تتهم فيها إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية، وهو أمر نددت به إسرائيل.

المساعدات الأمريكية إلى إسرائيل.. كم تبلغ؟
الشباب هم الأكثر انتقادصا للمساعدات العسكرية الأمريكية المقدمة إلى إسرائيل

المصدر: cfr