تُعد مناظرات المرشحين للانتخابات الرئاسية الأمريكية من أبرز الأحداث السياسية التي تسبق يوم الانتخاب، حيث تتيح للناخبين فرصة تقييم المرشحين بشكل مباشر.
تنطلق هذه المناظرات عادة بتغطية إعلامية واسعة وتُبث على القنوات التلفزيونية الكبرى، ما يجعلها منصة حيوية للمرشحين لعرض رؤاهم وسياساتهم والتفاعل مع القضايا الملحة التي تهم الجمهور، وهو ما يجعلها تلعب دورًا مؤثرًا في تحديد ملامح السباق الرئاسي.
تقليد يعود تاريخه إلى عام 1960
أُقيمت المناظرات الرئاسية المتلفزة الأولى بين جون إف كينيدي وريتشارد نيكسون في عام 1960 في استوديوهات التلفزيون دون حضور جمهور مباشر.
ولم تجر مناظرات أخرى حتى انتخابات عام 1976، ومنذ ذلك الحين تُقام أمام جماهير حية يتم توجيهها بعدم إحداث ضجيج باستثناء بداية ونهاية المناظرة.
ويقول آلان شرودر، أستاذ الصحافة الفخري في جامعة نورث إيسترن، إن هناك عادةً مناظرتين أو ثلاث مناظرات رئاسية ومناظرة واحدة لنائب الرئيس في كل دورة.
ويعزو الكثيرون فوز كينيدي الضئيل في عام 1960 إلى أدائه الجذاب في المناظرة المتلفزة، وربما خسر الرئيس جيرالد فورد فرصة إعادة انتخابه عندما أخطأ في سؤال حول القوة العسكرية السوفييتية في أوروبا الشرقية في عام 1976.
وقد استخدم رونالد ريغان، الممثل المحترف سابقًا، عروضه القوية في المناظرات ضد الديمقراطيين جيمي كارتر ووالتر مونديل للمساعدة في تأمين انتصارين انتخابيين.
وأصبح القرار غير الحكيم بالنظر إلى ساعته في مناظرة عام 1992 مشهد لا ينسى في هزيمة الرئيس جورج بوش الأب أمام بيل كلينتون.
وفي عصر الانقسامات الحزبية المتزايدة، ليس من الواضح كم من العقول يمكن التأثير عليها من خلال المناظرات، ومع ذلك تظل المناظرات فرصة ذهبية للمرشحين للوصول إلى ملايين الأمريكيين، فقد شاهد حوالي 73 مليون شخص المناظرة الأولى بين ترامب وبايدن في عام 2020، وتم بثها على 16 قناة، بينما شاهد رقم قياسي بلغ 84 مليونًا المناظرة الأولى بين ترامب وهيلاري كلينتون في عام 2016.
المناظرات في 2024
كان بايدن وترامب المرشحين المفترضين لحزبيهما منذ أشهر، رغم استمرار الانتخابات التمهيدية في كل ولاية، ومن المرجح أن تقتصر المناظرة على الرجلين فقط، دون المستقل روبرت إف كينيدي جونيور.
وفقًا لمعايير سي إن إن للمشاركة، لم يتمكن كينيدي حتى الآن من تأمين العدد الكافي من بطاقات الاقتراع في الولايات ليصل إلى 270 صوتًا انتخابيًا ضروريًا، كما لم يحقق الحد الأدنى من متوسط الاقتراع البالغ 15٪ في استطلاعات الرأي الكبرى مؤخرًا.
وكان كينيدي قد طالب مرارًا بمناظرة بايدن وترامب، لم يتقبل الإعلانات الأخيرة بشكل جيد، واتهم المرشحين الرئيسيين بالتواطؤ لإبعاده عن المنصة.
ويذكر أن المرشح الوحيد من خارج الأحزاب الرئيسية الذي شارك في المناظرات هو روس بيرو في عام 1992، ولم يتم تضمينه عندما ترشح مرة أخرى في عام 1996.
المصدر: