حقق المرشحون اليمينيون المتطرفون، مكاسب كاسحة في انتخابات البرلمان الأوروبي، التي أجريت خلال الثلث الأول من يونيو الجاري.
ويشترك هؤلاء مع المرشح الرئاسي بالولايات المتحدة، دونالد ترامب، في العداء للمهاجرين، والنظرة الاقتصادية المتشددة، وازداء النخب الحاكمة والمؤسسات العالمية.
بالعودة إلى يونيو 2016، كان تصويت اليمين في بريطانيًا لصالح مغادرة الاتحاد الأوروبي نذيرًا لفوز ترامب بالانتخابات بعد بضعة أشهر، فهل يتكرر الأمر مجددًا؟
مقارنة بين الانتخابات الأوروبية والأمريكية
أوضح تحليل نشرته شبكة “CNN” أن الناخبين الأميركيين لا يتلقون التوجيهات من الأجانب، كما أن الانتخابات الرئاسية الأميركية، التي تجري في كل ولاية على حدة، تختلف كثيرًا عن الانتخابات الرئاسية في الاتحاد الأوروبي.
وأشارت الشبكة الأمريكية أن فوز ترامب قبل 8 سنوات كان مرتبطًا بأوجه القصور التي تعيب حملة المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون أكثر من ارتباطه بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
ورغم ذلك، أكد التحليل أن ما حدث في انتخابات الاتحاد الأوروبي يجب أن يُشعر جو بايدن يشعر بالقلق.
ويعزى هذا إلى أن الحملة الانتخابية التي ساهمت في صعود اليمين المتطرف بأوروبا استفادت من الغضب الشعبي تجاه أزمة الهجرة وارتفاع الأسعار والتكلفة التي يتحملها الفرد في مكافحة تغير المناخ، وهي المواضيع ذاتها التي يركّز عليها “ترامب”.
ومن جانب آخر، لا يحظى “ترامب” بنفس القدر من التأييد الذي يحصل عليه اليمين في أوروبا، باعتباره يحمل أعباءً سياسية ثقيلة كرئيس سابق تم عزله وإدانته مرتين.
عين على فرنسا
رد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على صعود حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف بزعامة مارين لوبان بحل البرلمان ودعا إلى انتخابات جديدة.
ويعد التجمع الوطني بمثابة تطور للجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة المناهضة للمهاجرين، والتي لم تتمكن قط من اجتياز النظام الانتخابي المكون من جولتين في البلاد للفوز بالرئاسة.
ويراهن ماكرون، الذي يرأس حزبًا وسطيًا تعرض للهزيمة في الانتخابات الأوروبية، على أن ارتفاع نسبة المشاركة في الانتخابات التشريعية يمكن أن يحقق لحزبه النصر، مع احتمال ظهور ائتلاف مناهض لليمين المتطرف.
وفي حال فاز حزب التجمع الوطني بالانتخابات، قد يضطر ماكرون إلى تشكيل حكومة يمينية متطرفة تشاركه قيادة البلاد حتى 2027.
تضمنت كلمات “ماكرون” للناخبين قبل الانتخابات رسالة توسّل لإنقاذ قيم البلاد، وهو ما يشبه تحذير “بايدن” للأمريكيين من أن الديمقراطية معرضة لخطر كبير وتحتاج إلى إنقاذ، في إشارة إلى أسلوب حكم دونالد ترامب.
ولهذا السبب، سوف يراقب البيت الأبيض نتائج الانتخابات الفرنسية في السابع من يوليو عن كثب أكثر من انتخابات الاتحاد الأوروبي التي جرت هذا الشهر.
المصادر: