يعد التهاب الأمعاء حالة تصيب الجهاز الهضمي، وتتضمن التهابًا في بطانة الأمعاء، وقد يسبب هذا الالتهاب أعراضًا مثل آلام البطن، الإسهال، وفقدان الوزن.
تشمل أسباب التهاب الأمعاء العدوى البكتيرية أو الفيروسية، وبعض الأمراض المزمنة مثل مرض كرون والتهاب القولون التقرحي.
واكتشف باحثون في معهد فرانسيس كريك، بالتعاون مع كلية لندن الجامعية وإمبريال كوليدج لندن، عن منطقة من الحمض النووي تعمل بشكل فعال على تنشيط نشاط خلايا دم بيضاء معينة، مما يؤدي إلى الالتهاب وزيادة خطر الإصابة بمرض التهاب الأمعاء
كما وجدوا أن فئة من الأدوية الموصوفة بالفعل لحالات أخرى غير التهابية (تسمى مثبطات MEK) يمكن أن تقطع هذا المسار، مما يقلل الالتهاب في الخلايا المناعية وفي عينات الأمعاء من المرضى الذين يعانون من مرض التهاب الأمعاء.
خطوة للأمام
أظهر البحث أن هذا المسار الالتهابي الرئيسي يمكن استهدافه بالأدوية في المختبر، إلا أن العلاج قد يكون له آثار جانبية، ولذلك أكد الباحثون أن الخطوة التالية ستكون إظهار ما إذا كان هذا النهج آمنًا وفعالًا لدى المرضى.
قالت كريستينا ستانكي، طالبة دكتوراه في جامعة كريك وباحثة دراسات عليا في قسم علم المناعة والالتهابات في جامعة إمبريال: “إن مرض التهاب الأمعاء وغيره من أمراض المناعة الذاتية معقدة حقًا، مع وجود عوامل خطر وراثية وبيئية متعددة، لذا فإن العثور على أحد المسارات المركزية، وإظهار كيف يمكن إيقاف ذلك باستخدام دواء موجود، يعد خطوة هائلة إلى الأمام.
التهاب الأمعاء وجين ETS2
يعاني نحو 10% من سكان المملكة المتحدة و5% عالميًا من أمراض المناعة الذاتية مثل مرض التهاب الأمعاء (IBD)، الذي يشمل مرض كرون والتهاب القولون التقرحي.
وعلى الرغم من الانتشار الواسع، تظل العلاجات الحالية غير فعالة للجميع، وتفشل محاولات تطوير أدوية جديدة بسبب الفهم غير الكامل لأسباب مرض التهاب الأمعاء.
واستهدف الباحثون في دراستهم المناطق غير المشفرة من الحمض النووي (المعروفة بالحمض النووي الداكن) ووجدوا أن منطقة “المُحسِّن” الرئيسية كانت نشطة، مما يزيد من نشاط الجينات القريبة وإنتاج البروتينات، وكانت نشطة فقط في الخلايا البلعمية، المهمة في مرض التهاب الأمعاء، حيث عززت نشاط جين يسمى ETS2، مع ارتباط مستويات البروتين المرتفعة بزيادة خطر الإصابة بالأمراض.
أكد التحليل الجيني أن ETS2 ضروري لوظائف البلاعم الالتهابية، وزيادة كمية ETS2 حولتها إلى خلايا التهابية مشابهة لتلك في مرضى التهاب الأمعاء، وكانت العديد من الجينات المرتبطة بمرض التهاب الأمعاء جزءًا من مسار ETS2، مما يشير إلى دوره الرئيسي في المرض.
مثبطات MEK
على الرغم من عدم وجود أدوية محددة تمنع ETS2، فقد قام الفريق بدراسة فئة من الأدوية تسمى مثبطات MEK، المستخدمة بالفعل لحالات غير التهابية، ووجدوا أن هذه الأدوية تقلل من الالتهاب في الخلايا البلعمية وعينات الأمعاء المأخوذة من مرضى التهاب الأمعاء (IBD).
ومع ذلك، قد تسبب مثبطات MEK آثارًا جانبية في أعضاء أخرى، لذا يعمل الباحثون مع مؤسسة LifeArc البريطانية للأبحاث الطبية على تطوير طرق لتوصيل مثبطات MEK مباشرة إلى الخلايا البلعمية.
وقال جيمس لي، قائد مختبر الآليات الوراثية للأمراض في كريك واستشاري أمراض الجهاز الهضمي في مستشفى رويال فري وكلية لندن الجامعية إنه باستخدام علم الوراثة كنقطة انطلاق، تم اكتشاف مسار يبدو أنه يلعب دورًا رئيسيًا في مرض التهاب الأمعاء والأمراض الالتهابية الأخرى.
وأضاف لي أن البحث كشف أن هناك إمكانية لاستهداف هذا المسار علاجيًا، وجاري العمل الآن على كيفية التأكد من أن هذا النهج سيكون آمنًا وفعالًا لعلاج المرضى في المستقبل.
المصدر: