ينتهي اليوم الأحد، التصويت في 21 دولة ضمن انتخابات البرلمان الأوروبي؛ لاختيار 720 عضوًا، في أكبر عملية اقتراع عابرة للحدود عالميًا.
وتتنبأ استطلاعات الرأي بمكاسب تاريخية للأحزاب اليمينية المتطرفة، بما يمنحها نفوذًا على سياسات الاتحاد الأوروبي أكثر من أي وقت مضى، فما سبب اتجاه الناس لمنحها أصواتهم؟
رد فعل أخضر
شهدت الأشهر الأخيرة تزايد الاتجاه لرفض الصفقة الخضراء الأوروبية، وهي السياسة الرئيسية للمفوضية الأوروبية في عهد الرئيسة أورسولا فون دير لاين.
وكانت الاحتجاجات الزراعية التي أغلقت الحدود بين إسبانيا وفرنسا أبرز الأنشطة المعبّرة عن رفض الصفقة الخضراء.
وتشمل الصفقة الأوروبية الخضراء، مجموعة من المبادرات السياسية التي تولتها المفوضية الأوروبية تحت هدف شامل يتمثل في جعل الاتحاد الأوروبي محايدًا مناخيًا بحلول عام 2050، عبر فرض خفض انبعاثات الغازات الدفيئة.
في إحدى الفعاليات التي أقيمت في باريس في أبريل الماضي، أكد نائب رئيس المفوضية الأوروبية، ماروس سيفتشوفيتش، أن احتجاجات المزارعين الأخيرة دليل على ارتفاع دعم الساعين لمقاومة السياسات المناخية”.
ويقول المحللون إن الرد الأخضر المتنامي ضد التركيز البيئي في أوروبا يتغذى من قبل الأحزاب اليمينية واليمين المتطرف في جميع أنحاء المنطقة، الذين يحاولون الاستفادة من مخاوف الناخبين بشأن تكلفة السياسات الخضراء.
وعلى الرغم من التوقعات بوجود أغلبية يمينية، تكشف البيانات أن الرد الأخضر ليس هو القوة الدافعة بالضرورة.
لا يزال أكثر من ثلاثة أرباع الأوروبيين يشعرون بقلق عميق بشأن التأثيرات المباشرة للقضايا البيئية على حياتهم اليومية وصحتهم، وفقًا لاستطلاع “يوروباروميتر” في مايو .
كما يعتقد حوالي 84% أن القوانين البيئية للاتحاد الأوروبي ضرورية لحماية بيئة بلادهم.
وفي إسبانيا واليونان وقبرص ومالطا والبرتغال وإيطاليا، يعتقد ما بين 88% و98% من المواطنين أن العوامل البيئية تؤثر على رفاهيتهم.
وإلى جانب سياسات المناخ، بدأت قضايا مهمة أخرى تبرز على الساحة الأوروبية، مثل ارتفاع أسعار الطاقة نتيجة للحرب في أوكرانيا وتكاليف المعيشة التي لا يمكن تحملها.
ومع احتمال خسارة حزب الخضر لثلث مقاعده وفقًا لآخر استطلاعات الرأي، فمن الممكن أن تطغى قضايا مثل التضخم والهجرة والأمن على المخاوف البيئية هذه المرة.
قال باس إيكهاوت، عضو البرلمان الأوروبي الهولندي والمرشح الرئيسي المشترك لحزب الخضر في الانتخابات الأوروبية: “في عام 2019، لم تتنبأ استطلاعات الرأي بنجاحنا القياسي، لكننا انتقلنا من 52 إلى 74 مقعدًا في البرلمان الأوروبي”.
وأضاف: “لدينا آمال كبيرة في أنه من خلال التعبئة القوية، سنتحدى صناديق الاقتراع مرة أخرى”.
المصدر: