قالت لجان مقاومة ود مدني السودانية، إن هجوم لقوات الدعم السريع على قرية ود النورة في ولاية الجزيرة أسفر عن مقتل أكثر من 100 مواطن.
وتشهد مناطق الخرطوم والجزيرة والنيل الأبيض في الجنوب ومدينة الفاشر في شمال دارفور اشتباكات مسلحة بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني.
ماذا حدث في “ود النورة”؟
فرضت قوات الدعم السريع منذ صباح، أمس الأربعاء، حصارًا على قرية “ود النورة” وقطعت الاتصالات، وفتحت عليها النيران تمهيدًا لاقتحامها.
ولجأ سكان القرية للهروب باتجاه منطقة المناقل وحاولوا الاستغاثة بالقوات المسلحة ولكنها لم تحرك ساكنًا، وفق ما نشرته لجان مقومة مدني على منصة X.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي ونشطاء صور للمجزرة والضحايا متبوعة بوسم #مجزرة_ودالنورة، فيما شارك العديد من السكان شهاداتهم حول الحادث.
ووجه الكثيرون انتقادات إلى الجيش السوداني الذي لم يستجب لإغاثة الضحايا والأهالي، والذي ظلت قواته في أماكنها دون حراك.
وقال الأهالي إن قوات الدعم السريع بدأت باستخدام الأسلحة الخفيفة والمتوسطة في هجومها على القرية، ثم استخدموا الأجهزة الثقيلة ما تسبب في هذا العدد الكبير من القتلى الذين تم دفنهم في مقابر جماعية.
وفتحت قوات الدعم السريع النيران بشكل عشوائي على المدنيين من فوق 35 عربة حربية، ما أدى لسقوط 140 قتيلًا وفق ما نقلته وسائل الإعلام السودانية عن شهود عيان.
ولم يُصدر الجيس أي بيانات تعليقًا على ما حدث في هذه المجزرة.
فتح تحقيق دولي
أشار مجلس السيادة الانتقالي في السودان إلى قوات الدعم السريع بأصابع الاتهام، مدينًا تلك المجزرة التي أودت بحياة العشرات من المدنيين السودانيين في قرية ود النورة.
وقال في بيان إن هذه “الجريمة يندى لها جبين الإنسانية، وتضاف لسلسلة الجرائم التي ترتكبها هذه المليشيا المتمردة في كثير من ولايات السودان”.
وأشار إلى أن هذا السلوك ليس بجديد على قوات الدعم السريع التي اعتادت نهب ممتلكات المدنيين واستهدافهم وإجبارهم على الرحيل القسري من مدنهم.
وطالب المجلس بفتح تحقيق دولي فيما وصفه بالجريمة، بهدف محاسبة مرتكبيها من ميليشيا الدعم السريع.
وقال والي ولاية الجزيرة المكلف الطاهر إبراهيم الخير، أن ما حدث في القرية لا يمتثل لأعراف الحروب ويمكن وصفه بأنه جريمة حرب كاملة مدانة من المجتمع الدولي، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء السودانية “سونا”.
من جانبه أدان حزب المؤتمر السوداني في بيان له، تلك الجريمة التي وصفها بـ “البشعة”، داعيًا قوات الدعم السريع للتوقف عن تلك الجراشم والانتهاكات.
صراع ممتد
وبدأ الصراع العسكري بين قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”، والجيش السوداني بقيادة لجنرال عبد الفتاح البرهان، في أبريل عام 2023.
وأسفرت المواجهات العسكرية منذ ذلك الحين عن مقتل حوالي 15 ألف قتيل، ونحو 8.5 ملايين نازح ولاجئ، بحسب تقديرات الأمم المتحدة.
وتدهورت الأوضاع الإنسانية في السودان منذ ذلك الوقت، في ظل نزوح الآلاف ونقص الإمدادات الأساسية، واستمرار الاشتباكات الدامية في عدة مناطق وأبرزها مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.
واليوم أكدت قوات الدعم السريع هجومها على القرية، ولكنها قالت إنها استهدفت عناصر من الجيش السوداني وليس المدنيين وقتلت منهم العشرات.
حشدت مليشيا البرهان وكتائب المجاهدين، قوات كبيرة في ثلاثة معسكرات للعدو في غرب المناقل بمنطقة “ود النورة” بولاية الجزيرة بغرض الهجوم على قواتنا في جبل الأولياء.
وفي تمام الساعة الخامسة من صباح اليوم الأربعاء، هاجمت قواتنا ثلاثة معسكرات غرب وجنوب وشمال منطقة “ود النورة” تضم قوات…
— Rapid Support Forces – قوات الدعم السريع (@RSFSudan) June 5, 2024
وأضافت في بيان نشرته خلال الساعات الأولى من الأربعاء، إنها استهدفت تجمعات لميليشيا البرهان وكتيبة من كتائب الإسلاميين المعروفة بـ (الزبير بن العوام) إلى جانب مستنفرين.
وفي غضون ذلك، تلقى الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية، اتصالًا هاتفيًا، من نظيره البريطاني ديفيد كاميرون، وبحثا خلاله الأوضاع الراهنة في السودان، وفق ما نقلته “واس”.
بدوره حذر المبعوث الأمريكي الخاص للسودان توم بيرييلو، من صراع إقليمي محتمل على أثر الحرب الأهلية الدائرة في السودان، أو تحول السودان لدولة فاشلة في ظل غياب اتفاق للسلام.
المصدر: BBC