كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن الحرب بين إسرائيل وحزب الله قد تتسع لمواجهات أكبر، انطلاقًا من المناوشات بين الجانبين التي بدأت قبل أشهر على الحدود اللبنانية.
وقالت الصحيفة إن تلك المؤشرات ستجبر إسرائيل لبذل مجهود أكبر بغرض تأمين حدودها الشمالية مع لبنان.
أسباب الاستنتاج
وفق ما ذكرته الصحيفة، فإنها بنت استنتاجاتها على ارتفاع الأعمال العدائية بين الجانبين خلال الأسابيع الأخيرة، إذ عمل حزب الله على تزويد هجومه من خلال الطائرات بدون طيار والصواريخ، ما تسبب بخسائر لمنشآت عسكرية إسرائيلية مهمة.
من جانبها، زادت إسرائيل من هجماتها على عمق لبنان وتحديدًا في وادي البقاع، كما نفذت عمليات لاغتيال قادة في الجماعة الإسلامية.
وتُصر إسرائيل على الاستمرار في هجماتها سواء على حزب الله أو في غزة، طالما أنه لم يتم الاتفاق على وقف إطلاق النار أو آخر مع حزب الله يلبي الشروط الإسرائيلية.
كان حزب الله المصنف من قبل الولايات المتحدة على أنه “منظمة إرهابية” بدأ هجماته على إسرائيل بعد يوم من بداية العدوان الإسرائيلي على غزة في 7 أكتوبر الماضي.
ووفق ما قاله الوزير في حكومة الحرب الإسرائيلية، بيني غانتس، فإن سلطات الاحتلال تسعى إلى إعادة المستوطنين إلى شمال الأراضي المحتلة بحلول سبتمبر المقبل، تزامنًا مع استئناف الدراسة.
توترات الأيام الأخيرة
ومنذ الأحد الماضي، تشهد غابات الأراضي المحتلة حرائق واسعة ناتجة عن هجمات حزب الله، ما أسفر عن إصابات قليلة قبل أن يتم احتواؤها جزئيًا أمس الثلاثاء.
وردًا على تلك الحرائق، تسعى إسرائيل إلى تكثيف هجماتها على الجنوب اللبناني حيث معقل حزب الله، وقال وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف، إيتمار بن غفير، أمس خلال زيارته للمستوطنة الإسرائيلية المتضررة من الحريق “كريات شمونة” إن تدمير جميع معاقل حزب الله بات ضرورة ملحة.
وقال رئيس الأركان الإسرائيلي يوم الثلاثاء إن إسرائيل مستعدة لشن هجوم على طول الحدود الشمالية مع لبنان، كما أنها تقترب من اتخاذ قرار في الوقت الذي قالت فيه جماعة حزب الله إنها لا تسعى لتوسيع نطاق الصراع.
إنهاء الصراع
من أجل إنهاء هذا الصراع، تحاول كلا من الولايات المتحدة وفرنسا التوسط لإيجاد حل دبلوماسي، معتمدة على الزيارات التي تتم للجانبين الإسرائيلي واللبناني منذ أشهر.
وتناقش المباحثات إمكانية نقل قوات حزب الله لمسافة تزيد على ستة أميال شمال إسرائيل عبر نهر الليطاني، إلى جانب مناقشة النزاعات الحدودية القائمة بالفعل.
وإذا وافق حزب الله على هذا المقترح، فهذا من شأنه أن يوقف التهديدات على المستوطنات الإسرائيلية، إلى جانب التهديد الأكبر من حزب الله بغزو شمال الأراضي المحتلة.
ولكن العديد من الإسرائيليين يرون أن مجرد التوصل لاتفاق بشأن وقف إطلاق النار ليس كافيًا للشعور بالأمان والعودة إلى منازلهم.
وتقول حزب الله إن وقف هجماتها مرهونة بوقف القصف الإسرائيلي على غزة، وهو الوضع الذي يواجه هو الآخر تعثرات في محاولة التوصل لاتفاق بين إسرائيل وحماس، وبسبب تشبث إسرائيل بأهدافها الكبرى المتمثلة في القضاء نهائيًا على حماس.
وبحسب تصريحات عضو الكتلة البرلمانية لحزب الله، حسن فضل الله، فإن الهدف من وراء هجماتهم على الأراضي المحتلة من إسرائيل هو إثبات قدرتهم على جر الصراع إلى حرب أوسع لا تمتثل إلى قواعد أو حدود.
وقال: “لقد طالبنا بوقف إطلاق النار في غزة ولا ننوي توسيع الحرب، لكن إذا قرر نتنياهو توسيع الحرب، فلن يكون الأمر مجرد نزهة في الحديقة”.
الانسحاب من الحدود
كان الصراع بين إسرائيل وحزب الله بدأ في عام 2006، ووقتها اضطر عشرات الآلاف من الأشخاص على جانبي الحدود إلى الفرار من منازلهم.
ولكن الأعمال العدائية الأخيرة هي الأقوى في سلسلة التوترات بين الجانبين منذ ذلك الوقت.
وأعلن حزب الله انضمامه للحرب الحديثة تضامنًا مع الفلسطينيين الذين يتعرضون للقصف الإسرائيلي المستمر منذ نحو 8 أشهر.
وبموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 الصادر بعد حرب 2006، فإن حزب الله ملتزمة بالابتعاد عن الحدود مع الأراضي المحتلة ونزع السلاح من تلك المنطقة.
لكن – وفق مسؤولين إسرائيليين – فإن حزب الله لم يمتثل للقرار، وقام بدلًا من ذلك بجمع ترسانة قدرها 150 ألف صاروخ وقذيفة في تلك المنطقة، والتعزيز بجنود مشاة محترفي القتال.
في المقابل، تتهم حزب الله إسرائيل بانتهاك شروط ذلك الاتفاق، من خلال التوغل المستمر سواء بحريًا أو بريًا أو جويًا داخل الأراضي اللبنانية.
ووفق تقديرات النائب السابق لمستشار الأمن القومي في إسرائيل، تشاك فريليتش، فإنه سواء اختارت إسرائيل أن تدفع بحزب الله وراء نهر الليطاني، أو نزع سلاح الجماعة لتجنب تهديد ترسانتها، فإن هذا الأمر يهدد بحرب أوسع.
وقال: “هذه الحرب ستخلف دمارًا غير مسبوق في إسرائيل”.
المصدر: wsj