اكتشف الباحثون باستخدام التلسكوبات الآلية كوكبًا بحجم الأرض، أطلق عليه اسم “SPECULOOS-3 b”، يدور حول نجم قزم أحمر فائق البرودة داخل مجرة درب التبانة.
رؤى جديدة حول الأقزام الحمراء
قال مؤلفو الورقة البحثية التي نُشرت في مايو 2024 بمجلة “Nature Astronomy” إن “هذا الكوكب، الذي من المحتمل أنه يفتقر إلى وجود غلاف جوي بسبب الإشعاع المكثف، يقدم رؤى جديدة حول الأقزام الحمراء طويلة العمر”.
يوضح الباحثون أن مجرتنا مليئة بالنجوم الحمراء من النوع “M”، والمعروفة باسم الأقزام الحمراء، والتي تشكّل 70% من درب التبانة.
تتسم هذه النجوم بأنها باردة ومعتمة مقارنة بالشمس، لكنها غالبًا ما تفجر الكواكب الخارجية التي تدور حولها بإشعاعات عالية الطاقة، خاصة في وقت مبكر من حياتها.
تحترق النجوم مثل الشمس لمدة 10 مليارات سنة تقريبًا قبل أن تتحول إلى عمالقة حمراء تلتهم أي كواكب قريبة جدًا.
وفي حالة الأقزام، تستمر النجوم في الاحتراق لمدة 100 مليار سنة أو أكثر، وربما توفر موطئ قدم للحياة.
يقع الكوكب الخارجي “SPECULOOS-3 b” على بعد حوالي 55 سنة ضوئية من الأرض وبنفس الحجم تقريبًا.
وتستغرق السنة هناك، حوالي 17 ساعة، وهو الوقت اللازم للدوران حول النجم.
ومن أغرب الاكتشافات حول هذا الكوكب أن أحد جانبيه مواجه للنجم بشكل دائم، بينما لا يفارق الظلام النصف الآخر.
يعد النجم الخاص بالكوكب “SPECULOOS-3” أكثر برودة من شمسنا بآلاف الدرجات، حيث يبلغ متوسط درجة الحرارة حوالي 2627 درجة مئوية، لكنه يضرب كوكبه بالإشعاع، مما يعني أنه من المحتمل عدم وجود غلاف جوي.
قالت كاثرين كلارك، المؤلفة المشاركة في البحث وباحثة ما بعد الدكتوراه في مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة “NASA”: “على الرغم من أن هذا القزم الأحمر على وجه التحديد أضعف من الشمس بأكثر من ألف مرة، إلا أن كوكبه يدور على مسافة أقرب بكثير من الأرض، مما يؤدي إلى تسخين سطح الكوكب”.
وفي حين أن الكوكب كبير مثل الأرض، فإن نجمه أكبر قليلاً من كوكب المشتري.
ويعتبر العلماء “SPECULOOS-3 b” مرشحًا للرصد بواسطة تلسكوب جيمس ويب الفضائي.
وسيساعد التلسكوب الفضائي الأكثر تطورًا في العالم في الكشف عن وجود غلاف جوي للكوكب المكتشف حديثًا وعن المعادن السطحية على سطحه.
المصادر: