أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس الأربعاء، فرض سيطرته على المنطقة العازلة على الحدود المصرية مع غزة، وهو ما يمنح إسرائيل سلطة كاملة على الحدود البرية للأراضي الفلسطينية.
وفي غضون ذلك، تستمر إسرائيل في غاراتها القاتلة على رفح، وهي المدينة التي تُعتبر أكبر تجمع إنساني في غزة في الوقت الحالي.
ويأتي ذلك على الرغم من إصدار محكمة العدل الدولية أمرًا إلى إسرائيل بوثق الهجمات على المدينة الجنوبية، والتي تضم نحو 1.3 مليون نازح من شمال غزة.
ممر فيلادلفيا
كان كبير المتحدثين باسم الجيش الإسرائيلي، دانييل هاغاري، قال في تصريحات تليفزيونية إن قوات الاحتلال سيطرة “عملياتية”، وهو الاسم الرمزي الذي يُطلقه الجيش الإسرائيلي على الممر البالغ طوله 14 كيلومترًا على الشريط الحدودي مع مصر.
وقال هاغاري إن هذا الممر كان شريان الحياة الوحيد لحماس والذي تم استخدامه لتهريب الأسلحة إلى القطاع المحاصر الذي تسيطر عليه المقاومة، وفق قوله.
ولم تضح تفاصيل تلك لسيطرة العملياتية التي أشار إليها هاغاري، ولكن بحسب مسؤولين إسرائيليين تمت تلك العملية من خلال جنود مشاة على الأرض.
وكانت الحدود الواقعة على طول الطرف الجنوبي هي المنطقة الوحيدة البعيدة عن سيطرة القوات الإسرائيلية.
مزاعم الأنفاق
وفق ما نقلته صحيفة “الغارديان البريطانية” عن قناة القاهرة الإخبارية المصرية، فإن إسرائيل تزعم وجود أنفاق تحت الحدود المصرية مع غزة، وتستخدمها كذريعة للهجوم على رفح.
وقالت القناة نقلًا عن مصدر مصري رفيع المستوى، إن تلك المزاعم غير صحيحة، مضيفًا أنها مجرد ادعاءات لتبرير مواصلة العمليات الإسرائيلية لتبرير العمليات المميتة على رفح الفلسطينية، وإطالة أمد الحرب لأغراض سياسية.
وكانت مصر أعلنت من قبل أنها دمرت مئات الأنفاق تحت الحدود بين مصر وغزة منذ عام 2013.
وقال المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، إن الاستيلاء على ممر فيلادلفي سيكون متسقًا مع العملية البرية “المحدودة” التي أطلع المسؤولون الإسرائيليون فريق الرئيس جو بايدن عليها في مدينة رفح.
وأضاف كيربي في تصريحات للصحفيين يوم الأربعاء، أن الخطط الإسرائيلية بشأن رفح والتي اطلع عليها الجانب الأمريكي، كانت تتضمن التحرك على طول هذا الممر وخارج المدينة للضغط على حماس في المدينة.
ويُعد ممر فيلادلفيا جزءًا من منطقة أكبر منزوعة السلاح تقع على الحدود الفاصلة بين مصر والأراضي المحتلة من إسرائيل، وتنص اتفاقية السلام بين الطرفين على أن تنشر كل منهما قوات محدودة على طول الحدود.
وكانت الولايات المتحدة الحليف الأقرب إلى إسرائيل عارضت خطة الهجوم على رفح، وطالبتها بالتراجع عن فكرة اجتياح المدينة الجنوبية.
وعبرت الولايات المتحدة عن مخاوفها من أن يتسبب الغزو الإسرائيلي في رفح في أزمة إنسانية أكبر ومجزرة بحق المدنيين.
وقتلت إسرائيل منذ عدوانها على القطاع في 7 أكتوبر الماضي ما يزيد عن 36 ألف فلسطيني، جراء الهجمات على غزة أغلبهم من النساء والأطفال.
ولكن هل تنتهي الحرب في غزة بعد تلك الخطوة؟
تهدد التحركات الإسرائيلية في رفح وخصوصًا بعد السيطرة على معبر فيلادلفيا العلاقات مع مصر، نتيجة لتعميق الهجوم الإسرائيلي في جنوب غزة .
وتوسعت إسرائيل في هجماتها التي شملت قلب مدينة رفح لأول مرة يوم الثلاثاء الماضي، متجاهلة أوامر محكمة العدل الدولية بالوقف الدولي لإطلاق النار.
ونتيجة لهذا الهجوم الواسع، قال مسؤول إسرائيلي كبير إن حرب إسرائيل مع حماس من المرجح أن تستمر “حتى نهاية العام”.
وبحسب تقديرات مستشار الأمن القومي الإسرائيلي “تساحي هنغبي” التي صرح بها لإذاعة “كان” العامة، إنه يتوقع أن تستمر الحرب لمدة 7 أشهر أخرى.
وقال إن الجيش الإسرائيلي قال منذ اليوم الأول إن تلك الحرب ستكون طويلة، وأن عام 2024 هو عام الحرب.
وتُنذر تلك التصريحات بأن إسرائيل لن تستجيب لمطالب حماس بإنهاء الحرب، والتي عرضتها ضمن اتفاقية لوقف إطلاق النار وتبادل الرهائن
وقال هنغبي إن “القتال في رفح ليس حربا لا طائل من ورائها”، مؤكدًا أن إسرائيل تهدف إلى إنهاء حكم حماس في غزة ومنعها وحلفائها من مهاجمة إسرائيل.