سياسة

في ظل الألاعيب الإسرائيلية.. هل تنسحب القاهرة من رعاية مفاوضات غزة؟

كشف مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير فوزي العشماوي، عن مدى احتمال انسحاب القاهرة من رعاية المفاوضات بين طرفي الحرب في غزة.

وقال خلال مداخلته في برنامج “هنا الرياض” المُذاع على قناة الإخبارية إن إسرائيل تحاول الخروج من المأزق الحالي لأن نتنياهو لا يستطيع أن يوقف المفاوضات، خصوصًا في ظل الأنباء عن أن مجلس الحرب قرر العودة إلى طاولة المفاوضات ومنح الوفد الإسرائيلي صلاحيات أكبر.

وأضاف: “الضغوط كبيرة على نتنياهو، وخاصة في ظل الأنباء أيضًا عن وجود ضابط ذي رتبة كبيرة ضمن الأسرى الإسرائيليين في قبضة حماس، والذي يبدو أنه سيشكل ضغطًا كبيرًا على الرأي العام الإسرائيلي”.

وتابع: “إسرائيل من ناحية تريد أن تستمر في التفاوض، ولكن من ناحية أخرى لا يستطيع نتنياهو أن يوقف العملية العسكرية الآن، ولذلك فالمَخرج الوحيد وسط هذه الألاعيب الدبلوماسية من خلال تقرير هنا وتقرير هناك”.

وعن احتمالية انسحاب القاهرة من المفاوضات، قال العشماوي: “لا أتصور ذلك، ونحن نعلم أن الدور المصري مهم وحساس وحاسم، لأنه لم يقم فقط بدور الوساطة بين المقاومة وإسرائيل طوال الحروب الأربعة الماضية، ولكنه أيضًا يحمي الأمن القومي المصري”.

واستكمل: “من ناحية أخرى مصر لا تستطيع أن تتخلى في هذه المرحلة عن أهالي قطاع غزة الذي يزيد عددهم عن 2 مليون شخص، يعانون خطر المجاعة وبلا مأوى ويشكلون قنبلة موقوتة يمكن أن تتحول إلى تهجير قسري”.

وقال: “إسرائيل أيضًا لا يمكنها أن تستمر في هذه الألاعيب للدرجة التي تجبر المفاوض المصري على الانسحاب من الوساطة، لأن نتنياهو يعلم جيدًا أن التواجد المصري في الوساطة هو صمام الأمان لاستمرارها، لأن المقاومة الفلسطينية تثق في المفاوض المصري وخبرته”.

ولكن لماذا يتم تشويه الوساطة المصرية؟

أشار العشماوي إلى أن هناك 3 أسباب وراء تكرار محاولات تشويه الوساطة المصرية بين حماس وإسرائيل.

وقال: “لا بد ألا ننسى أن من يحكم إسرائيل الآن هي أكثر حكومة يمينية في تاريخها منذ نشأتها، وهو ما كان دائمًا يثير الشبهات ويضع (العصي في دواليب الحركة السياسية) مع مصر وجميع الوسطاء.

وقال: “سبق لتلك العناصر اليمينية مثل بن غفير وسموتريش أن ألقت بالشكوك في دور الوساطة المصرية، والتي شملت الاتهامات بسماح مصر ببناء الأنفاق وتهريب السلاح وعدم تعاونها في معبر رفح وكلها ادعاءات كاذبة، هذا بخلاف إطلاق الكثير من الدخان حول الوساطة القطرية”.

وأضاف: “ولذلك فأول سبب هو طبيعة تشكيل الحكومة، والسبب الثاني هو المأزق الكبير الذي تواجهه إسرائيل وحكومة نتنياهو سواء على الأرض بعدم تحقيق أهداف العملية العسكرية، أو من ناحية الضغوط الدولية المتراكمة عليها من حيث تزايد الاعترافات بالدولة الفلسطينية وأيضًا طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بإصدار مذكرة توقيف بحق نتنياهو وغالانت”.

وتابع: “إلى جانب توتر العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل على خلفية عدم قيام الأخيرة بمراعاة الملاحظات والنصائح الأمريكية فيما يتعلق بالعملية العسكرية”.

واستكمل: “الأمر الثالث هو أن إسرائيل والعناصر الصهيونية هم من يسيطرون على الإعلام الدولي ببساطة، وتلك الشبكات الإعلامية لديها الكثير من العلاقات بالأوساط الصهيونية التي تلعب على أوتار المصالح والأهواء الإسرائيلية التي ربما تكون لا تروق لها الصفقة، فتحاول إيجاد سبب يعطلها”.

واختتم: “تحاول تلك الشبكات بإلقاء الكرة في الملعب المصري بعيدًا عن أي مسؤول إسرائيلي أو أمريكي، بهدف توفير الوقت لنتنياهو”.

المصدر: الإخبارية