سياسة

اجتياح رفح هو فرصة إسرائيل الأخيرة.. لماذا؟

كشف المستشار في المركز المصري للفكر والدراسات، الدكتور محمد مجاهد الزيات، عن الأسباب التي تجعل من اجتياح رفح الفرصة الأخيرة لإسرائيل في غزة.

وقال خلال مداخلة في برنامج “هنا الرياض” المُذاع على قناة الإخبارية: “أحد الأهداف الرئيسية لنتنياهو هو أن يحقق نصرًا في غزة”.

وأضاف: “200 يوم وأكثر ولم يحقق نصرًا حتى الآن، أكبر جيش كما يزعمون في المنطقة ولم يتمكن من القضاء على 40 ألف مقاتل في حماس، وفق أرقامهم”.

وأشار الزيات إلى أن العدوان بدأ بهدف القضاء على حماس وتحرير الأسرى، ولم تتمكن إسرائيل حتى الآن من تحقيق أي منهما.

وتابع: “نتنياهو يريد أن يقول إنه لم يفشل، لأنه لو توقفت العملية العسكرية بدون تحقيق الأهداف الرئيسية له سيذهب إلى المحاكمة”.

واستكمل: “وبالتالي هو الأكثر إلحاحًا على إتمام العملية العسكرية بغض النظر عن الأطراف المؤثرة الأخرى”.

هل ستدخل إسرائيل رفح؟

إجابة على هذا السؤال يقول الزيات: “هي بالتأكيد رتبت لاجتياح رفح ووضعت خطة لتقسيم المدينة وضواحيها إلى مربعات، ويتم إخلاء السكان في كل مربع وتتكرر العملية العسكرية فيه”.

وأضاف: “هي لا زالت تعتقد أن عناصر حماس مختبئة في تلك المناطق، وهي  أحد الأهداف الرئيسية، كما ترى أن الأسرى أوالمخطوفين موجودين في تلك المنطقة أيضًا”.

وأوضح: “إسرائيل تستخدم القوة العسكرية وتلوّح بها من أجل أن تنفذ لها حماس كل ما تريده، وقد حشدت كل الدبابات بالفعل حول المنطقة استعدادًا للدخول”.

شريك في الجريمة

بدوره، يقول رئيس مركز الخليج للأبحاث، الدكتور عبد العزيز بن صقر، إن الولايات المتحدة بحكم دعمها اللامحدود لإسرائيل، سواء كان ماديًا أو عسكريًا أو معلوماتيًا، ستكون شريكة في الجريمة حال اجتياح رفح.

وأضاف: “هذه جريمة إنسانية كبرى لأن هناك أكثر من مليون ونصف شخص موجودن في منطقة رفح، والولايات المتحدة ستكون طرفًا، وهو أمر لا تريده واشنطن في ظل تلك المرحلة الانتقالية الحرجة”.

وأوضح بن صقر أن الولايات المتحدة ما بين أمرين، الأول هو عدم رغبتها في تنفيذ إسرائيل لاجتياح رفح حتى لا تكون شريكة في هذه الجريمة التي تُرتكب لاعتبارات دولية، كما أنها لا تريد خسارة الدعم الانتخابي من اللوبي اليهودي الموجود في الولايات المتحدة الأمريكية”.

وتابع: “ولكن تغيير المعادلة يمكن أن يأتي من حجم وقدرة الدول العربية بقيادة المملكة والجهود الموفقة التي تبذلها للضغط على أمريكا وإسرائيل”.

واستكمل بن صقر: “لأن الدول العربية التي لديها اتفاقيات تطبيع مع إسرائيل لن تستطيع أن تمارس ضغطًا مباشرًا على إسرائيل، ولكنه يأتي من خلال الضغط على الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي”.

وأشار إلى أن الحراك المجتمعي الملحوظ خلال الآونة الأخيرة في الجامعات في الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، يُعتبر بمثابة ضغوط اجتماعية، وتؤكد فشل التضليل الإعلامي الممارس من قبل بعض وسائل الإعلام.

تطلعات الولايات المتحدة في غزة

يقول بن صقر إن الموقف العربي يقوم على نقطتين أساسيتين وهما وقف إطلاق النار الدائم وتعزيز المسار السلمي، في المقابل يرتكز الموقف الأمريكي على الحل المؤقت وهو إطلاق سراح الرهائن في الوقت الحاضر وهدنة مؤقتة.

وأضاف: “ولكن استمرار ضغوط الجانب العربي بقيادة المملكة لإيجاد خارطة طريق واضحة للوقت الراهن وفيما بعد أيضًا، بمعنى ما الذي سيحدث بعد وقف إطلاق النار وشكل حل الدولتين على حدود عام 1967”.

وأوضح بن صقر أن وزير الخارجية الأمريكي يريد أن يقدم كلا الجانبين تنازلات سواء من إسرائيل التي لم تتمكن من تحقيق أهدافها المعلنة منذ 7 أكتوبر، وكذلك حماس”.

وتابع: “الموقف أصبح يحتاج إلى مفاوضات مختلفة، والرئيس بايدن يريد أن يظهر بمظهر الشخص الذي استطاع أن يحقق السلام خصوصًا في ظل الاستعدادات للانتخابات الرئاسية”.

المصدر: قناة الإخبارية