أعلنت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية “كاوست”، بالتعاون مع نيوم، اليوم الخميس، إطلاق أكبر مشروع لإحياء الشعاب المرجانية في العالم.
ووفق ما نقلته “واس” فإن المشروع عبارة عن مبادرة بحثية علمية فريدة من نوعها لإحياء الشعاب المرجانية في المملكة.
وتُعد المبادرة المسماة “كاوست لإحياء الشعاب المرجانية KCRI”، هي الأكبر من نوعها في العالم، وقيمة كبيرة ضمن الجهود الدولية في هذا الاتجاه.
ويأتي التعاون بين نيوم وجامعة الملك عبد الله للعلوم من منطلق الالتزام المشترك بحماية البيئة، والحفاظ على مواردها.
ومن المقرر أن تموّل المبادرة بالكامل من قبل الجامعة البحثية السعودية “كاوست”، المعروفة بتفوقها العالمي، إذ إنها تأتي في المرتبة الأولى بين الجامعات العربية في أحدث تصنيف للجامعات العالمية لمجلة التايمز للتعليم العالي.
تفاصيل المبادرة
تتضمن المبادرة منشأة تم تدشينها خصيصًا على ساحل نيوم في شمال غرب المملكة بهدف تربية الشعاب المرجانية.
وتمتلك المنشأة قدرة إنتاجية للشعاب المرجانية قدرها 40 ألف شتلة مرجان سنويًا، بما يضمن إحداث تحول نوعي في جهود الإحياء.
وستحقق المنشأة استفادة للباحثين باعتبارها منشأة تجريبية، من خلال استخدامها في تصميم مبادرات واسعة النطاق لإحياء الشعاب المرجانية مستقبلًا.
وتأتي المنشأة كخطوة أولى ضمن أهداف أكبر وهي بناء أكبر حضّانة مرجانية برية في العالم، لديها أحدث تقنيات متوافرة لإحياء الشعاب المرجانية.
وسيكون لتلك الحضّانة قدرة إنتاجية تصل إلى عشرة أضعاف القدرة الحالية، فيما من المتوقع أن يتم الانتهاء من المشروع بحلول ديسمبر 2025.
وستقوم المبادرة، التي تقع ضمن موقع مساحته 100 هكتار، بنشر مليوني قطعة مرجانية؛ ما يمثل خطوة مهمة في جهود الحفاظ على البيئة.
الأزمات البيئية العالمية
تأتي مبادرة كاوست لإحياء الشعاب المرجانية في البحر الأحمر، لتتوافق مع استراتيجية الجامعة الشاملة، ودورها في الحفاظ على البيئة.
وللمبادرة أيضًا فوائد تعليمية كبرى، وهو ما يجعلها تتماشى مع الأهداف الأوسع لاستراتيجية المملكة 2030.
وقال البروفيسور توني تشان، رئيس “كاوست”، إن المبادرة تأتي في خضن الأزمات البيئية الأخيرة، وكذلك الأزمة العالمية التي تواجهها الشعاب المرجانية.
وأضاف تشان أن هذه الأزمات تتطلب إيجاد حلول وبذل جهود لوقف تراجع الشعاب المرجانية، وهو ما تسعى الجامعة لتحقيقة بدعم من الاستراتيجية الجديدة وبخبرات هيئة تدريسها.
من جانبه قال الرئيس التنفيذي لنيوم المهندس نظمي النصر،إن هذا المشروع البيئي النوعي يعكس اهتمام نيوم المستمر بتعزيز مبادئ الاستدامة وابتكار حلول للتحديات التي تواجه البيئة والعالم.
وباعتبارها واحدة من أهم النظم البحرية، أضاف النصر أن نيوم ستعمل مع كاوست على هذا المشروع لإحياء الشعاب المرجانية، وتسليط الضوء على قيمتها وأهميتها.
عن الشعاب المرجانية
تُعتبر الشعاب المرجانية موطنًا لـنحو 25% من الكائنات البحرية المعروفة.
وفي حين أنها لا تغطى سوى 1% من قاع البحر، إلا أنها منظومة حاضنة للعديد من الكائنات البحرية.
ومن هنا تأتي أهمية الشعاب المرجانية، وتخوفات العلماء من تراجعها، وخصوصًا ارتفاع ظاهرة ابيضاض الشعاب.
ويُقدّر الخبراء أن نحو 90% من الشعاب المرجانية العالمية سوف تتعرض لإجهاد حراري شديد بصورة سنوية بحلول عام 2050.
ومن هنا تأتي الضرورة الملحة لحماية وترميم الشعاب المرجانية لضمان صحة المحيطات، وخصوصًا مبادرة كاوست التي تستفيد من الأبحاث الرائدة عالميًا في مجال النظم البحرية.
المصدر: واس