هل يمكن قياس السعادة؟.. تقوم بعض الأساليب التي تحاول الإجابة على هذا السؤال بالتمييز بين عنصرين مختلفين للسعادة: جزء من التجربة اليومية، وتقييم أكثر عمومية للحياة، والذي يتضمن كيفية تفكير الناس في حياتهم ككل.
بذل تقرير السعادة العالمية -الذي أُطلق لأول مرة في عام 2012- خطوة جادة في قياس السعادة، من خلال فحص بيانات استطلاع غالوب، الذي يطلب من المشاركين في كل بلد تقريبًا تقييم حياتهم على مقياس من 0 إلى 10، ومن هذا المنطلق، قاموا باستقراء ” درجة سعادة ” واحدة من أصل 10 لمقارنة مدى سعادة أو تعاسة البلدان.
وبعد مرور أكثر من عقد من الزمن، يواصل تقرير السعادة العالمية لعام 2024 مهمته. وتشمل أحدث النتائج التي توصلت إليها أيضًا كيف أصبحت بعض البلدان أكثر حزناً في السنوات الفاصلة.
أكثر دولة تعيسة منذ عام 2010
تُعد أفغانستان هي الدولة الأكثر تعاسة في العالم في الوقت الحالي، وهي أيضاً أكثر تعاسة بنسبة 60% عما كانت عليه قبل أكثر من عقد من الزمان، ما يشير إلى مدى تدهور الحياة منذ عام 2010.
وفي عام 2021، عادت حركة طالبان رسميًا إلى السلطة في أفغانستان، بعد نحو عقدين من الاحتلال الأمريكي للبلاد، لقد جعلت هذه الجماعة الحياة أكثر صعوبة، خاصة بالنسبة للنساء، اللاتي جرى منعهن من متابعة التعليم العالي والسفر والعمل.
وعلى نطاق أوسع، عانى الاقتصاد الأفغاني في مرحلة ما بعد سيطرة طالبان على السلطة، وما ترتب على ذلك من تأثيرات مختلفة: البطالة الجماعية، وانخفاض الدخل، وسوء التغذية، ونظام الرعاية الصحية المتهالك.
الدول الأكثر تعاسة في العالم
وشهدت 9 دول في المجمل انخفاضًا في درجات السعادة لديها بمقدار نقطة كاملة أو أكثر، على مقياس من 0 إلى 10.
ومن الملحوظ أن العديد منها شهدت سنوات من الاضطرابات الاجتماعية والاقتصادية. لبنان ، على سبيل المثال، يعاني من عقود من الفساد، وأزمة سيولة حادة منذ عام 2019 أدت إلى انهيار النظام المصرفي، مما أدى إلى ارتفاع مستويات الفقر بشكل كبير.
وفي الأردن ، أدى النمو السكاني غير المسبوق –من اللاجئين الذين يغادرون العراق وسوريا– إلى تفاقم معدلات البطالة، كما أثار التغيير المفاجئ إلى حد ما في خط الخلافة مخاوف بشأن الاستقرار السياسي في البلاد.