علوم

أرصدة الكربون.. فرص هائلة أمام السوق لسد فجوة تمويل المناخ

تحاول الحكومات في جميع أنحاء العالم أن توفي بالتزاماتها نحو تحجيم التغيرات المناخية، من خلال خفض الانبعاثات الدفيئة التي تساهم في رفع درجة حرارة الكوكب.

ويُعد إبقاء درجة الحرارة عن 1.5 درجة مئوية أحد أهم أهداف اتفاقية باريس للمناخ، ولكنه هدف يتطلب خفض الانبعاثات العالمية بنسبة 45% بحلول 2030.

للوصول إلى هذا الهدف سيكون على الدول اتخاذ إجراءات سريعة، وهو أمر يتطلب تمويلًا ضخمًا لتوفير الموارد اللازمة.

ولتوضيح الدور الذي يمكن أن تلعبه أرصدة الكربون والكربون التطوعي في سد فجوة تمويل المناخ، أعد موقع Visualcapitalist الرسم البياني التالي بالتعاون مع Carbon Streaming.

أرصدة الكربون.. كيف تساعد في سد فجوة تمويل المناخ؟
رسم بياني يوضح مساهمة أرصدة الكربون في سد فجوة تمويل المناخ

ولكن في البداية.. ما هو رصيد الكربون؟

هو مصطلح يُشير إلى التصاريح أو الائتمانات التي تمتلكها شركة ما أو دولة، والذي يسمح لها بإنتاج ثاني أكسيد الكربون والغازات الدفيئة الأخرى الملوثة للبيئة ولكن بحدود معينة.

ولكن في نفس الوقت تلتزم تلك الجهات بتقليل ملوثاتها المنطلقة في الغلاف الجوي تدريجيًا.

ويمكن للشركة أو الدولة أن تبيع جزءًا من تلك الأرصدة الكربونية لدولة أو شركة أخرى إذا كانت فائضة عن حاجتها.

الحاجة إلى المزيد من التمويل

بحسب تقديرات مبادرة سياسة المناخ، فإن الأموال اللازمة لإجراءات مواجهة تقلبات المناخ، تحتاج لأن تزيد بخمسة أضعاف على الأقل.

وبذلك ترتفع الأموال من 1.3 تريليون دولار في 2021/2022، إلى متوسط ​​8.6 تريليونات دولار سنويًا حتى عام 2030، ثم ترتفع إلى أكثر من 10 تريليونات دولار في العقدين التاليين حتى عام 2050.

وفي حين أنه رقم كبير، إلا أنه تم تخصيص 7.0 تريليونات دولار لدعم الوقود الأحفوري في عام 2022.

وهذا يُشير إلى أن النفقات السنوية المقدرة اللازمة لدعم وقف تطرف المناخ يمكن توفيرها بضغط بسيط على الحكومات.

أرصدة الكربون.. كيف تساعد في سد فجوة تمويل المناخ؟
يُشير مصطلح أرصدة الكربون إلى التصاريح أو الائتمانات التي تحصل عليها الشركات أو الدول لإنتاج ثاني أكسيد الكربون بحدود معينة

تحديات البلدان النامية

في الواقع قد تكون البلدان النامية هي الاستثناء في القاعدة السابقة، خصوصًا في ظل المعاناة من الديون والفقر وعدم المساواة، والتي تحجم عمل الحكومات.

وهنا يأتي دور أرصدة الكربون، والتي يمكن من خلالها نقل التصاريح من الدول المتقدمة إلى نظيرتها النامية الأكثر حاجة لها، بحسب تحليلات Ecosystem Marketplace .

على سبيل المثال، في عام 2019، تم شراء 69.2% من أرصدة الكربون من حيث الحجم في سوق الكربون التطوعي من قبل المشترين في أوروبا، وما يقرب من الثلث من أمريكا الشمالية.

وبالمقارنة، بلغ حجم أرصدة الكربون المباعة في عام 2022 بأكثر من 90%، معظمها جاءت من مشروعات خارج أوروبا وأمريكا الشمالية.

ولذلك فأرصدة الكربون قد تلعب دورًا في تكملة جهود إزالة الكربون بين الشركات، إذ تقوم المزيد من الشركات بالتسجيل لتقليل الانبعاثات.

وفقًا لتقرير الرصد لعام 2022 الصادر عن مبادرة الأهداف المستندة إلى العلوم، وافقت 4,230 شركة حول العالم على الأهداف والالتزامات، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 88% عن العام السابق.

حجم ائتمان سوق الكربون

في عام 2022، بلغ حجم سوق ائتمان الكربون الطوعي حوالي 2 مليار دولار.

ويتوقع المحللون أن يرتفع حجم السوق بحلول عام 2030 ما بين 5 إلى 250 مليار دولار.

أرصدة الكربون.. كيف تساعد في سد فجوة تمويل المناخ؟
توقعات بعض الشركات والبنوك لحجم سوق أرصدة الكربون العالمية بحلول عام 2030

وغلب التفاؤل على توقعات كل من مورغان ستانلي وباركليز بشأن سوق ائتمان الكربون الطوعي بحلول 2030.

ولكن باركليز كان أكثر تفاؤلًا بشأن عام 2050، إذ يتوقع أن ينمو هذا السوق بحوالي 1.5 تريليون دولار.

وبشكل عام، قد تكون أرصدة الكربون مؤثرة بشكل كبير على الاتجاه العالمي نحو صفر انبعاثات كربونية بحلول عام 2050، وتجنب النتائج الكارثية الناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة.

المصدر: Visualcapitalist