سياسة

بعد 4 أعوام.. هذا ما حدث للشرق الأوسط في ظل رئاسة”بايدن” لأمريكا

قبل 4 أعوام، كان بايدن ينوي الانسحاب من الشرق الأوسط خلال فترة ولايته، واليوم ومع اقتراب الانتخابات المقبلة لا يسود المنطقة سوى التوترات والحروب.

وذكرت صحيفة “ذا هيل” الأمريكية أن استراتيجية بايدن للأمن القومي المعلنة في عام 2022، تركز بشكل كبير على المنافسة الأمريكية مع الصين ولا تذكر الشرق الأوسط حتى الصفحة الثانية والأربعين في الوثيقة المؤلفة من 48 صفحة.

وهذا الأمر يبيّن بوضوح توجهات بايدن وفلسفته وسياسته تجاه الشرق الأوسط والعالم.

ومن بين أولى المغالطات التي صورها الكثيرون هي ترويج بايدن قبل وصوله إلى البيت الأبيض لانتهاء زمن اعتماد واشنطن على حلفاء موثوقين وشراكات استمرت لعقود.

ثم سعت إدارة بايدن فيما بعد إلى تحقيق هدف كان رئيسيًا عند آخر رئيس ديمقراطي في سياسة أوباما الخارجية، بإعادة تركيز الموارد العسكرية بعيدًا عن الشرق الأوسط ونحو مواجهة نفوذ الصين المتزايد، وذلك فور إنهاء الحربين الأمريكتين في العراق وأفغانستان.

واتبع بايدن منذ عام 2021 نهج عدم التدخل بشكل أكبر من سابقيه، وواصل البناء على خطة ترامب لتحقيق إطار أمني إقليمي بين الجيوش العربية وإسرائيل، في شراكة تركّز على مواجهة النفوذ الإيراني.

كما قام بعدها بسحب القوات الأمريكية من أفغانستان وهو ما أدى إلى عودة فوضوية ومأساوية لحكم طالبان، متبوعًا بسحب وزير الدفاع لويد أوستن أوصلص كبيرة للدفاع الجوي من الشرق الأوسط.

ورغم تسابق الدبلوماسية الأمريكية إلى السودان لرعاية محادثات التطبيع مع إسرائيل، فقد فشلت وفق خبراء دبلوماسيين أمريكيين سابقين، في إعطاء الزخم والاهتمام الكافيين لتقديم حلول لحرب الجيشين، ما أدى إلى تفاقم الأزمة بشكل أكبر.

بعد 4 أعوام.. هذا ما حدث للشرق الأوسط في ظل رئاسة"بايدن" لأمريكا
منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة وتقدم الولايات المتحدة كامل دعمها إلى إسرائيل

قنبلة موقوتة

وبعد كل هذه الإخفاقات لم يلتفت بايدن إلى القنبلة الموقوتة التي زرعتها سياسة بلاده الخارجية في المنطقة، حتى بعد صعود حكومة من أكثر الحكومات تطرفًا إلى حكم إسرائيل، وقيامها بسياسات استفزازية وتصريحات عنصرية وما تبعها من إجراءات قمعية وتعسفية بحق الشعب الفلسطيني والأراضي المحتلة.

ورغم كثرة التحضيرات والتصريحات شديدة اللهجة من الدول العربية والإسلامية، بدت إدارة بايدن متفاجئة من الانفجار الذي قاد لهجمات حماس على إسرائيل.

وما بعد الهجوم لم ترض سياسات بايدن أحدًا على الأقل في أمريكا، على الأقل الرافضون للعنف الإسرائيلي يرون أنه يشوه صورة واشنطن الداعمة للاستقرار والتهدئة.

من ناحية أخرى، يتهم الداعمون لإسرائيل بايدن بالتخلي عن عن تل أبيب، في حين نظر البقية إلى حالة الفوضى التي تفاقمت من خارج غزة إلى أجزاء متفرقة من المنطقة.

عقيدة بايدن مقابل نتنياهو

يقول أستاذ العلاقات الدولية، الدكتور أمجد أبو العز، إن عقيدة بايدن في الشرق الأوسط اصطدمت بوجود حكومة إسرائيلية كبيرة معارضة لفكرة إنشاء الدولة الفلسطينية.

وأضاف خلال مداخلة في برنامج “هنا الرياض” المُذاع على قناة الإخبارية، أن الولايات المتحدة تسعى إلى التعاون مع إيران لعدم فتح جبهة جديدة أو حرب إقليمية، وردع جميع حلفائها في المنطقة.

وتابع: “ولكن حتى الآن لم تستطع الولايات المتحدة تحقيق تلك الاستراتيجية، وأكبر مثال على ذلك الرفض الأمريكي الأخير في مجلس الأمن ضد إنشاء الدولة الفلسطينية”.

واستكمل أبو العز: “الدولة الأمريكية لا زالت اللاعب الأكبر والأساسي في المنطقة، ولكنها فقدت السيطرة على تمديد نفوذها أو حتى تحجيم حليفتها إسرائيل”.

وقال أبو العز: “كانت هناك فكرة سائدة وهي أنه لا حاجة للتدخل الأمريكي في الشرق الأوسط، وأن إهمال القضية سيؤدي إلى حلها”.

وأضاف: “ولكن السابع من أكتوبر، وفشل حكومة اليمين في إسرائيل في إدارة الصراع، جعل الولايات المتحدة تدرك أن هناك لاعبين أساسيين لا نستطيع تجاهلهم، ولا نستطيع تهميشهم”.

وتابع: “نتحدث عن دول إقليمية مثل مصر والسعودية والأردن وهم لاعبون أساسيون في المنطقة، ولا يجوز إهمال واشنطن للصراع في وجودهم”.

المصدر: قناة الإخبارية