أشارت دراسة جديدة إلى أن الأشخاص الذين استخدموا السجائر الإلكترونية في أحد الأوقات من حياتهم لديهم فرصة أعلى لتطوير قصور في القلب مقارنةً بالذين لم يتناولواها أبدًا. السجائر الإلكترونية، أجهزة تعمل بواسطة البطارية تقوم بتسخين سائل يحتوي عادة على النيكوتين إلى رذاذ يتم استنشاقه. ودخلت هذه الأجهزة الساحة في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين كبديل آمن لتدخين السجائر العادية. ومع ذلك، تشير الأبحاث المتزايدة إلى أنها تشكل أيضًا مخاطر صحية.
ملاحظات خطيرة
قال الدكتور يعقوب بيني الحسن، الطبيب المقيم في مستشفى ميدستار للصحة في بالتيمور والمؤلف الرئيسي للدراسة: “يتزايد عدد الدراسات التي تربط بين السجائر الإلكترونية والآثار الضارة وتجد أنها قد لا تكون آمنة كما كان يُعتقد سابقًا.” وأضاف: “الفارق الذي لاحظناه كان كبيرًا. من المهم مراعاة العواقب على صحتك، خاصة فيما يتعلق بالصحة القلبية.”
تفاصيل الدراسة
شملت الدراسة حوالي 176،000 مشارك بمتوسط عمر يبلغ 52 عامًا. كان حوالي 70% منهم من البيض، و20% من السود، و10% من الآسيويين أو الهسبانيين. استخدم الباحثون بيانات سجلات الصحة الإلكترونية واستطلاعات المشاركين لتحديد ما إذا كان الأشخاص قد استخدموا السجائر الإلكترونية أو تناولوا التبغ بأي شكل، أو شربوا الكحول. كما أظهرت التقارير ما إذا كان المشاركون قد استخدموا السجائر الإلكترونية في السابق.
العوامل المحتملة للتأثير على القلب
بعد تحليل البيانات، وجد الباحثون أن الأشخاص الذين استخدموا السجائر الإلكترونية كانوا أكثر بنسبة 19% من غيرهم من المدخنين إلى أن يكونوا مصابين بنوع من أنواع قصور القلب. ولكن لم يظهر أن السجائر الإلكترونية مرتبطة بنوع آخر من قصور القلب الناتج عن ضعف عضلة القلب. وعلى الرغم من أن الدراسة كانت مراقبة، إلا أنها تشير إلى وجود ارتباط بين تدخين السجائر الإلكترونية وقصور القلب وليس إلى أن السجائر الإلكترونية هي السبب في الحالة.
لماذا قد تؤثر السجائر الإلكترونية على القلب؟
يمكن أن يؤدي استنشاق النيكوتين إلى زيادة معدل ضربات القلب وضغط الدم وتضيق الشرايين، وقد يؤدي أيضًا إلى تصلب جدران الشرايين، مما قد يؤدي إلى نوبة قلبية. تشير الأبحاث على الفئران إلى أن السجائر الإلكترونية قد تؤدي إلى تصلب القلب، مما قد يؤدي مع مرور الوقت إلى قصور القلب. كما تشير دراسات أخرى إلى أن استخدام السجائر الإلكترونية قد يؤدي إلى التهاب، وهو مرتبط بشكل جيد بأمراض القلب.
ختامًا
من المحتمل أن يستغرق العلماء عقودًا قبل أن يعرفوا بشكل كامل تأثير التدخين الإلكتروني على قصور القلب، خاصةً أن هذه الحالة تتطور على مدى سنوات عديدة. في النهاية، يجب على الأشخاص الذين لا يدخنون السجائر التبغية تجنب السجائر الإلكترونية. أما بالنسبة للذين يدخنون بالفعل السجائر التبغية، فالأدلة الحالية تشير إلى أن السجائر الإلكترونية تقدم بديلًا أكثر أمانًا.