تستعد الصين لتدخل على خط التنافس بين عمالقة صناعة الطائرات التجارية الأمريكية إيرباص وبوينغ، من خلال شركة “كوماك”.
وتتولى الصين مهمة تفكيك الاحتكار الثنائي من شركتي الطيران الأوروبية والأمريكية لصناعة الطائرات التجارية بإطلاق طراز Comac C919 المصنوع محليًا في الأسواق الخارجية.
ويصف الرئيس الصيني، شي جين بينغ، تلك الطائرة بأنها “حلم الأمة”، والتي من المتوقع أن تكون بديلًا لطرازات إيرباص A320 وبوينغ 737، حال نجاحها.
ومع ذلك، لا تزال هناك العديد من العقبات التي يتعين على كوماك تجاوزها قبل أن تتمكن من السيطرة على عملاقي الطيران الفرنسي والأمريكي.
من يشتري طائرات كوماك؟
في الوقت الحالي، يُعد المستهلكون الأكبر لطائرات C919، التي يمكن تجهيزها بما يصل إلى 192 مقعدًا، هم شركات الطيران المحلية وشركات الطيران الوسيطة التي تؤجر الطائرات.
وكانت شركة GallopAir، وهي شركة طيران جديدة مقرها بروناي، أول شركة طيران خارج الصين تطلب طائرة C919.
وطلبت الشركة 15 طائرة من طراز C919 و15 طائرة من طراز ARJ21، وهي طائرات نفاثة صغيرة تابعة لشركة كوماك.
ومن المتوقع أن تبدأ شركة الطيران الجديدة عملها بحلول نهاية العام الحالي، من خلال طائرة ARJ21.
وبحسب ما نقلته شبكة “سي إن بي سي” عن الرئيس التنفيذي للشركة، شام تشي، فإن الشركة باعتبارها مشغلًا لشركة كوماك الصينية، يمكنها الحصول على دعم مالي من بنك الاستيراد والتصدير الصيني، وكذلك البنوك المركزية.
ويقول تشام إن كوماك تدرس إمكانية إنشاء مراكز لصيانة الطائرات وإصلاحها في بروناي.
ولكن لحين تسليم خمس طائرات إلى الشركة، ستضطر الطائرات لإجراء صيانتها في شنغهاي.
حضور قوي
وخلال معرض سنغافورة للطيران 2024، كان حضور كوماك طاغيًا لدرجة أنه سرق الأنظار من إيرباص وبوينغ.
ولم يصدر الرؤساء التنفيذيون من الشركتين الأكبر في سوق الطائرات التجارية أي تعليقات على كوماك.
ولكن كريستيان شيرير، رئيس الأنشطة التجارية لدى إيرباص، قال إن كوماك لن تتمكن من خلق التأثير المزمع على مكانة إيرباص في السوق.
وكان رد فعل المدير الإداري للتسويق التجاري في شركة بوينغ، ديف سولت، مماثلًا.
وقال شولت إن طراز C919 الذي تنتجه كوماك مماثل لطرازات أخرى تنتجها شركتي إيرباص وبوينغ، ولذلك فإن أمر المنافسة متروك لإثبات كل منهما جودة منتجه.
تحديات المنافسة
تتعلق المنافسة وإمكانية إزاحة كبار الشركات المصنعة من السوق على حجم إنتاج شركة كوماك من طائرات C919، إذ إنها سلمت 4 طائرات فقط خلال الأعوام القليلة الماضية.
وبحسب المدير الإداري لشركة ألتون لاستشارات الطيران، وقال آدم كاوبورن، فإن مراقبة صناعة الطائرات سيركزون على معدل الإنتاج للوقوف على قدرة كوماك التنافسية.
وفي الوقت الحالي تُشير الأرقام إلى أنها بحاجة لمزيد من الوقت، وفق الخبراء.
وقال المحلل المستقل من شركة سوبي للطيران، بريندان سوبي، إن طموح كوماك هو الحصول على مبيعات دولية، رغم أن الأمر سيستغرق بعض الوقت.
ويقول سوبي إن كوماك يمكنها أن تصبح الخيار الثالث الأفضل، خصوصًا بعد المشكلات والأزمات التي عانت منها كلا من إيرباص وبوينغ خلال الفترة الماضية.
وكانت شركة Boeing العديد من مشكلات السلامة، لا سيما تلك المتعلقة بطائرتها من طراز Boeing 737 Max.
ولكن بريندان قال إنه لا يستطيع الجزم بمدى قدرة كوماك على المنافسة على المدى الطويل، وهو أمر من المبكر التحدث عنه.
وتُعد الصين واحدة من أكبر أسواق السفر الجوي في العالم، إلى جانب الولايات المتحدة والهند.
وبحلول عام 2042، من المتوقع أن تمثل الصين 20% من الطلب العالمي على الطائرات، وهذا يعني أكثر من 8500 طائرة جديدة خلال العقدين المقبلين.
المصدر: CNBC