صحة علوم

ما هو نظام “مايند” الغذائي الذي يؤخر إبطاء الشيخوخة ويقي من الخرف؟

تشير دراسة جديدة إلى أن اتباع خطة غذائية تسمى نظام “مايند” الغذائي قد يبطئ الشيخوخة البيولوجية.

كما وجدت الدراسة، التي نشرت في دورية Annals of Neurology، وجود علاقة بين النظام الغذائي وانخفاض خطر الإصابة بالخرف والوفاة.

نظام مايند الغذائي

نظام مايند الغذائي هو مزيج من نظام البحر الأبيض المتوسط ونظام داش الغذائي الذي يحظى بتقدير كبير، حسبما ذكرت صحيفة “هيلث“.

وقام الباحثون بتطويره خصيصًا للحفاظ على الوظيفة الإدراكية، كما قالت ماجي مون، أخصائية تغذية صحة الدماغ ومؤلفة كتاب The MIND Diet الأكثر مبيعًا.

ويؤثر الخرف على حوالي 10% من البالغين في الولايات المتحدة الذين تبلغ أعمارهم 65 عامًا فما فوق، وقد حدد الخبراء النظام الغذائي باعتباره أحد العوامل التي قد تحمي من التدهور المعرفي.

ووفقًا لمون، يركز نظام مايند الغذائي على تناول أجزاء صحية من الخضار (الورقية وغير الورقية)، والمكسرات، والفاصوليا، والتوت، والدواجن الخالية من الدهون، والأسماك، والحبوب الكاملة. يجب على الأشخاص الذين يتبعون النظام الغذائي أيضًا استخدام زيت الزيتون كدهون مضافة وشرب النبيذ باعتدال.

ويحد النظام الغذائي من تناول اللحوم الحمراء، والزبدة، والجبن كامل الدسم، والوجبات السريعة المقلية، والحلويات.

وأشارت مون إلى أن نظام مايند الغذائي ارتبط بتحسينات في جوانب مختلفة من الشيخوخة، بما في ذلك تحسين قوة القبضة، والتنقل، و”الالتهاب”، وهو مصطلح يشير إلى التهاب مزمن منخفض الدرجة. وقد أظهرت الأبحاث السابقة أيضًا أن اتباع النظام الغذائي قد يبطئ شيخوخة الدماغ بنسبة تصل إلى 7.5 سنوات.

صحة الدماغ

وتعزز الدراسة الجديدة العلاقة بين نظام مايند الغذائي وصحة الدماغ، وتشرح لماذا قد تساعد خطة الأكل في الحفاظ على الوظيفة الإدراكية.

بالنسبة للدراسة، أراد باحثون من جامعة كولومبيا معرفة ما إذا كان نظام مايند الغذائي يقلل من خطر الإصابة بالخرف عن طريق إبطاء وتيرة الشيخوخة البيولوجية، أو عمر خلايا الجسم.

ولاختبار ذلك، لجأ الفريق إلى دراسة فرامنغهام للقلب، وهي تحليل طويل الأمد مصمم لتحديد العوامل التي تساهم في الإصابة بأمراض القلب. وقاموا بسحب بيانات عن 1644 من البالغين غير المصابين بالخرف، الذين تبلغ أعمارهم 60 عامًا فما فوق، والذين كانوا جزءًا من الجيل الثاني للدراسة.

وبين عامي 1991 و2008، قام الباحثون بفحص المشاركين كل أربع إلى سبع سنوات لأخذ عينة من الدم وتقييم عوامل مثل النظام الغذائي ونتائج الاختبارات المعرفية العصبية. في المجمل، أصيب 140 مشاركًا بالخرف خلال تلك الفترة الزمنية.

ولتحديد وتيرة الشيخوخة، استخدم العلماء “ساعة لاجينية” تسمى DunedinPACE، والتي تفحص أنماط مثيلة الحمض النووي.

تباطؤ وتيرة الشيخوخة

وأظهرت النتائج وجود ارتباط بين زيادة الالتزام بنظام مايند الغذائي وتباطؤ وتيرة الشيخوخة، فضلا عن انخفاض احتمالات الإصابة بالخرف والوفاة.

كما وجد العلماء أن سرعة DunedinPACE الأبطأ تمثل 27% من العلاقة بين النظام الغذائي والخرف و57% من العلاقة بين النظام الغذائي والوفيات.

وقال مؤلف الدراسة دان بيلسكي، الحائز على درجة الدكتوراه، والأستاذ المشارك في علم الأوبئة في كلية ميلمان للصحة العامة بجامعة كولومبيا، إن النتائج تعزز الدعم للتوصية بنظام مايند الغذائي لتعزيز صحة الدماغ. ومع ذلك، أشار إلى أنه من الصعب تعميم الاستنتاجات لأن جميع المشاركين في الدراسة يعيشون في مدينة واحدة في ولاية ماساتشوستس.

وقال: “هناك حاجة إلى تكرار النتائج في الدراسات التي تمثل مجموعات أخرى داخل سكان الولايات المتحدة”.

وأشار بيلسكي، الذي ساعد في إنشاء DunedinPACE، أيضًا إلى أنه من المستحيل معرفة مدى دقة جهاز القياس لأنه “لا يوجد مقياس قياسي ذهبي لوتيرة الشيخوخة”.

لماذا يدعم نظام مايند الغذائي صحة الدماغ؟

وفي حين أن العلماء ما زالوا يستكشفون كيف يمكن لنظام غذائي صحي أن يقلل من خطر الإصابة بالخرف، فقد سلطت الأبحاث الضوء على كيفية تأثير بعض المكونات في أطعمة حمية مايند على الدماغ.

وقالت مون: “نعتقد أن إحدى الآليات الرئيسية المؤثرة هي أحماض أوميجا 3 الدهنية الموجودة في الأطعمة مثل الجوز وشار القطب الشمالي، على سبيل المثال، والتي تهدئ الالتهاب والإجهاد التأكسدي في الدماغ الذي يمكن أن يؤدي إلى مشاكل في الذاكرة والإدراك”. .

وأضافت أن السبب الآخر المحتمل لنجاح نظام مايند الغذائي هو التركيز العالي للبوليفينول ومضادات الأكسدة في الأطعمة الملونة مثل التوت والخضار الورقية والقرنبيط والفاصوليا السوداء. تعمل هذه المركبات على تحييد الجذور الحرة، وهي الجزيئات التي يمكن أن تضر الخلايا.

كما أنها تخلق بيئة غير ودية لتكوين الأميلويد، الذي يعتبر سمة مميزة لمرض الزهايمر.

اقرأ أيضاً: