تتميز المملكة بالعادات والتقاليد الاجتماعية التي تتوارثها الأجيال من الأجداد والآباء منذ مئات السنين، ومن بينها “خشرة العيد” المرتبطة بالأعياد.
وتُعد الخشرة من أقدم العادات التي يُحييها أهالي منطقة حائل خلال عيد الفطر المبارك، والتي تجسد الكرم والجود وتعزز الروابط الأسرية والاجتماعية.
ما هي “الخشرة”؟
تبدأ تلك العادة بتوزيع الهدايا على الأطفال، والتي تشمل الحلويات والمكسرات والألعاب، وتُقام في مختلف أحياء حائل.
ومن بين الأحياء التي تُقام بها لُبدة والبزيعي وحدري البلاد وبقية الأحياء العريقة في المنطقة.
ويجتمع الأقارب في بيت كبير العائلة ليُعدوا الخشرة وهي مزيج من الحلوى والمكسرات، تُخلط جميعها وتوضع في أكياس لتوزيعها على أفراد العائلة.
وعادة ما تتم التوزيعات بالتساوي على الأقارب والأطفال ليلة العيد أو في صباح يوم العيد.
وخلال اجتماع النساء والأطفال في أحد منازل الحي، يحرصون على تناول الأكلات الشعبية الخفيفة والحلويات والمكسرات.
وعلى الجانب الآخر تستعد ربات البيوت للطهي وإعداد المائدة للعيد وتتكون من الأكلات الشعبية التي تشتهر بها حائل، خاصة الكبسة مع اللحم التي تزين بالفقع والقرصان والخضار.
وتتنافس النساء في إضافة النكهات الجميلة للوجبات والتي تعد مقياسًا لمدى مهارة ربة البيت في الطهي، وهو ما تحرص عليه ربات البيوت لإحياء عادات العيد بأفضل شكل.
ويرى مواطنو حائل أن الخشرة عادة أساسية للاحتفال بالعيد، ويحرصون على استمرار إحيائها من خلال توريثها للأطفال.
ويستعيد سكان أحياء حائل من خلال تلك العادة ذكرياتهم مع الآباء والأجداد، ويجدون فيها استمرارًا للفرحة ومواصلة للتراث القديم الذي يأملون ألا ينقطع.
مبادرة خشرة العيد
في محاولة للحفاظ على هذا الموروث الشعبي، أطلق المواطن مطلق السرور، مبادرة “خشرة العيد”.
وقال في لقاء سابق مع قناة الإخبارية، إن هذه الخطوة جاءت بهدف الحفاظ على هذه العادة بعد كانت على وشك الاختفاء خلال الأعوام الأخيرة.
وأضاف: “حبينا أن نحيي الزمن الجميل للطفل، وعادات أجدادنا وأهلنا”.
وتُقام الخشرة منذ عقود ولكن مع اختلاف تفاصيلها، ويتم تكليف شخص بشراء خاماتها للبدء في التحضير.
ولا تتوقف العادات خلال الأعياد عند الخشرة فقط، بل أنها بداية لتحضرات أول يوم العيد ولبس أفخر الملابس للتجمع في الساحات المجاورة في جو أسري اسوده المحبة وتبادل التهاني.
المصدر: قناة الإخبارية/ واس
