أحداث جارية سياسة

سياسة أفريقية جديدة.. النيجر تشهر البطاقة الحمراء في وجه أمريكا

التعاون العسكري بين النيجر

يستعد حوالي ألف عسكري ومدنى أمريكي لمغادرة النيجر، بعد إلغاء البلد الأفريقي اتفاقية التعاون العسكري مع الولايات المتحدة في مارس الجاري.

كان دور البعثة الأمريكية المنفّذة للاتفاقية يتمثل في “محاربة الجماعات المتطرفة”، وتمركز عدد كبير من القوات التابعة للولايات المتحدة في قاعدة جوية أنشئت بقيمة 110 ملايين دولار عانم 2018، واليوم أصبحت على وشك الخروج من الخدمة.

ويأتي هذا القرار بعد أشهر قليلة من انسحاب آخر جنود القوات الفرنسية من أراضيها، فما الذي تعنيه هذه الإجراءات المتتابعة؟

ما الذي يعنيه إلغاء اتفاقية التعاون العسركي بين النيجر وأمريكا؟

بالنسبة للجيش الأمريكي، سيتم تعطيل رقابة الطائرات المسيرة على نشاط “داعش” و”القاعدة” في منطقة الساحل الأفريقي، وفقدان قدراته على توجيه الضربات للتنظيمات الإرهابية.

وبالنظر إلى الصورة الأوسع، يبدو أن القارة السمراء تغيّر سياساتها الخارجية، وتعيد النظر في تحالفاتها مع الغرب.

وينظر المحللون إلى قرار النيجر بإلغاء الاتفاقية أن البلد الأفريقي يريد توجيه رسالة للعالم مفادها أن الولايات المتحدة ليست صاحبة الرأي الأهم فيما يتعلق بشؤونها الداخلية.

ورغم أن الولايات المتحدة حاولت الاحتفاظ بتواجدها الأمني في النيجر، حتى ولو بشكل أقل كثافة، رفضت إدارة البلد الأفريقي هذا المطلب بشكل قاطع، معتبرة إياه ينتهك السيادة الوطنية.

من جانبه، قال الباحث في الشؤون الأفريقية، إدريس آيات، إن “إلغاء الاتفاقية قد تعني أن النيجر تود أن تبدأ مرحلة جديدة من المفاوضات بهدف إلزام الولايات المتحدة بإشراكها في العمليات البرية التي تنفذها على أراضيها”.

وأضاف إدريس آيات في مقابلة مع برنامج “هنا الرياض” مع قناة “الإخبارية”: “تريد النيجر من خلال المفاوضات الجديدة إن تمت أن تلتزم الولايات المتحدة بدفع الضرائب على دخول وخروج طائراتها من وإلى حدودها الجغرافية”.

وتابع: “هناك نقطة أخرى مهمة أيضًا تتمثل في مشاركة الولايات المتحدة المعلومات الاستخبارية التي تلتقطها المسيرات الأمريكية مع الأجهزة الأمنية النيجرية”.

وأشار أن “الاتفاقية السابقة لم تكن تلزم أمريكا بمشاركة المعلومات الاستخبارية مع الأجهزة النيجرية، وهو ما يفسر ما قاله أمادو عبدالرحمن، المتحدث باسم المتحدث العسكري، حول أن الاتفاقية غير عادلة”.

ووصل: “إذا لم يتم الاتفاق، ربما تريد النيجر أن توصل رسالة للولايات المتحدة أنها بموقعها الاستراتيجي الممكن لمراقبة وسط وغرب وشمال أفريقيا قد تجذب قوة أخرى للتحالف معها وتحقق متطلباتها”.

اقرأ أيضًا:

انهيار جسر بالتيمور في أمريكا.. الكارثة الأسوأ من نوعها منذ 17 عامًا

ترامب يهدد الصين بهذا الإجراء حال انتخابه رئيسًا لأمريكا

مبيعات شركة جنرال موتورز في أمريكا في الربع الرابع من 2023

المصادر:

قناة الإخبارية