شهدت روسيا يوم الجمعة الماضي واحدة من أسوأ الهجمات الإرهابية، بعد أن اقتحم مسلحون قاعة للحفلات الموسيقية في موسكو وقتلوا ما لا يقل عن 137 شخصًا.
يأتي ذلك بعد أيام قليلة من بدء الرئيس فلاديمير بوتين ولايته الخامسة لرئاسة البلاد بعد انتخابات كان مرجحًا فوزه بها.
الجهة وراء الهجوم
في أعقاب الحادث أعلن “داعش” مسؤوليته عن الحادث، وأن المسلحين الأربعة الذين نفذوا الهجوم هم أعضاء بالتنظيم.
ونشر التنظيم مقاطع فيديو تثبت مسؤوليته عن الحادث الذي وقع في قاعة مدينة كروكوس.
في المقابل، يزعم مسؤولون روس أن أوكرانيا هي من دبرت الحادث، من خلال تسهيليها لعبور المتهمين من خلال الحدود.
ولكن كييف تنفي تورطها، ووصف الرئيس فلاديمير زيلينسكي الادعاء بأنه “سخيف”.
وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، أدريان واتسون، إن تنظيم الدولة الإسلامية يتحمل “المسؤولية الوحيدة عن هذا الهجوم. ولم يكن هناك أي تورط أوكراني على الإطلاق”.
من هم منفذو الهجوم؟
وفق السلطات الروسية فإن منفذي الهجوم هم داليردزون ميرزوييف، وسيدكرامي مورودالي راشاباليزودا، وشمس الدين فريدوني، ومحمد سوبير فايزوف.
وتمكنت السلطات من القبض عليهم بعد 14 ساعة من الهجوم، في بلدة بريانسك على بعد حوالي 400 كيلومتر جنوب غرب موسكو.
وتم اقتياد ثلاثة منهم إلى محكمة في موسكو بينما كان الرابع على كرسي متحرك، وتم توجيه اتهامات بتنفيذ عمل إرهابي لهم.
وتم تداول مقطع فيديو يظهر ثلاثة منهم وهم يقتادون من قبل رجال شرطة ملثمين إلى محكمة منطقة باسماني في العاصمة الروسية.
وبحسب ما أوردته “بي بي سي” فإن المتهمين ظهر عليهم علامات للضرب بوحشية، خصوصًا وأنه تم تسريب مقاطع فيديو لجلسات استجواب وحشية تعرضوا لها من بينها الصعق بالكهرباء.
وكان أحد منفذي الهجوم – راشباليزودا – حضر إلى المحكمة وكان لديه ضمادة كبيرة تغطي أذنه، والتي قيل أنها قُطعت خلال الاستجواب.
وقالت المحكمة في بيان تم تداوله عبر تطبيق “تيليغرام” إن أحد المتهمين اعترف بذنبه بالكامل، وكذلك راشاباليزودا.
وقالت وكالة أنباء تاس الروسية الرسمية إن الرجال الثلاثة مواطنون من طاجيكستان.
ومن المقرر أن يبقى المتهمون في الحبس الاحتياطي حتى 22 مايو المقبل، وفق المحكمة.
ماذا حدث خلال الهجوم؟
خلال مساء الجمعة الماضية وتحديدا الساعة الثامنة مساءً، اقتحم مسلحون القاعة حيث كان من المقرر أن يتم استضافة حفل موسيقي لفرقة الروك بيكنيك.
وبحسب ما أوردته وسائل الإعلام، فإن المكان كان يضم نحو 6 آلاف شخص، في البلدة الواقعة على مسافة 20 كيلومترًا من الكرملين.
وفتح المسلحون النار بشكل عشوائي على الحضور، وتمكّن بعض الحضور من الفرار إلى داخل المسرح فور إدراكهم لإطلاق النار.
ونقل التليفزيون الروسي عن شاهدة عيان أنهم رأوا أشخاصًا يحملون أسلحة كبيرة، وبدأت الرصاصات المتطايرة في إحداث شقوق في الجدران، كما اشتعلت النيران داخل القاعة.
وأكدت لجنة التحقيقات الروسية ذات الحديث، بعد أن قالت إن الإرهابيين استخدموا أجهزة قابلة للاشتعال.
واستخدمت السلطات الروسية المروحيات لإسقاط حوالي 160 طنًا من المياه، لكن احتواء الحريق استغرق حوالي 10 ساعات.
وبخلاف القتلى الذين توفوا متأثرين بجراحهم ونتيجة الاختناق، أُصيب ما يزيد عن 100 شخص آخرين.
اقرأ أيضًا
هل تترك وفاة “نافالني” اليأس واللامبالاة في موسكو؟
وعد بوتين للروس بالأمن بات مهددًا بعد هجوم موسكو
ما هو السلاح النووي الفضائي الذي يثير التوترات بين واشنطن وموسكو؟
المصدر: BBC