أحداث جارية سياسة

ما الذي يقصده وزير الخارجية الأميركي بالسلام الدائم في الشرق الأوسط؟

أجرى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن جولة هي السادسة له في الشرق الأوسط منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر الماضي، وشملت جولة بلينكن المملكة العربية السعودية ومصر لبحث التهدئة في قطاع غزة.

وعبر الوزير الأميركي عن تفاؤل واشنطن بالتوصل إلى صفقة التبادل بين إسرائيل وحماس، مؤكداً قرب التوصل لاتفاق تهدئة في قطاع غزة، مشيراً إلى أنه سيناقش خلال جولته الحالية إلى الشرق الأوسط الحكم في غزة بعد الحرب.

وذكر بلينكن جملة ” السلام الدائم في الشرق الأوسط” التي توقف عندها الكثيرين، وعلى مدلولها وانعكاسه على القضية الفلسطينية، وفي هذا الصدد نستعرض لكم تحليل رئيس لجنة الصداقة البرلمانية السعودية – الأميركية د. إبراهيم النحاس لتصريحات وزير الخارجية الأمريكي.

حلول نهائية

يرى الدكتور إبراهيم النحاس إن وزير الخارجية الأمريكي يلمح إلى ضرورة وجود حلول بطريقة مختلفة عن الحلول التي كانت تحدث في الماضي بشأن القضية الفلسطينية.

وأشار النحاس إلى أن بلينكن يريد الذهاب إلى ما هو أبعد من الاتفاقيات السابقة بشأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بل إنه يريد التوسع في مسألة التطبيع ودمج إسرائيل في المنطقة وجعلها دولة مقبولة في الشرق الأوسط.

وأوضح رئيس لجنة الصداقة البرلمانية السعودية – الأميركية أن واشنطن تريد أن تشير إلى أن السلام الذي ستنعم به القضية الفلسطينية وقيام الدولة الفلسطينية سيكون مشروطًا بتقبل وجود إسرائيل وتكوين علاقات معها من قبل جميع دول المنطقة.، وأن تكون بداية جديدة للقضية الفلسطينية لا ترتبط بالضرورة بالقرارات والاتفاقيات الماضية.

الدبلوماسية الناعمة مع إسرائيل

أكد الدكتور إبراهيم النحاس أن الولايات المتحدة قادرة على إيقاف الحرب في غزة من خلال الضغط على إسرائيل باعتبارها الممول الرئيسي لها سواء بالأسلحة أو بالدعم اللوجستي، وكان يمكنها فعل ذلك على الأقل من خلال التوقف عن استخدام حق نقض “فيتو” في الأمم المتحدة ومجلس الأمن، لكنها فضلت استخدام الدبلوماسية الناعمة.

وشدد النحاس على أن الاندفاع الأمريكي في دعم إسرائيل في بداية الحرب أعطى الضوء الأخضر لنتنياهو للذهاب بعيدًا في الاستخدام المفرط للقوة وارتكاب العديد من المجازر التي تصنف إبادة جماعية لسكان قطاع غزة، وتجاوز كافة حقوق الإنسان التي دائمًا تنادي بها أمريكا وتروج أنها الحامي لها حول العالم.

وأوضح النحاس أنه على الإدارة الأمريكية أن تدرك أن تعزيز علاقاتها مع الأمة العربية مرتبط بوقف التجاوزات الإسرائيلية وتدميرها المتعمد للبنية التحتية الفلسطينية، وإلا ستعود اللهجة غير الدبلوماسية بين الطرفين مرة أخرى، وأن ذلك سيعطي الفرصة للتنظيمات الإرهابية لأن تستخدم القضية الفلسطينية كمبرر لتنفيذ عملياتها وتجنيد المزيد من العناصر وضمهام إلى صفوفها.

موازنة العلاقات الأمريكية بين حلفائها ودول المنطقة

أكد الدكتور إبراهيم النحاس أن هناك صعوبات تواجه الولايات المتحدة خلال الفترة الحالية في موازنة العلاقات بين حلفائها ودول المنطقة.

وأوضح أن التصريحات أصدرتها الإدارة الأمريكية في بداية حرب السابع من أكتوبر، كان غالبيتها يهدف إلى التعبئة الانتخابية وكسب تأييد الشارع الأمريكي، وأن الانتهاكات الإسرائيلية صعبت الأمور على الرئيس بايدن الذي أصبح لا يستطيع التراجع عن مواقفه السابقة خشية خسارة شعبيته أو التعرض للهجوم من الجهات الداعمة لإسرائيل مثل لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية “أيباك”، وأصبح تحقيق التوازن مع دول المنطقة أكثر صعوبة.

المساعدات الجوية غير كافية

قال الدكتور إبراهيم النحاس إنه مهما أسقط من مساعدات من الجو على قطاع غزة لن يكون كافيًا للصمود أمام سياسة التجويع التي تنتهجها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني في غزة.

وأشار النحاس إلى أننا نريد فتح المعابر والسماح بدخول المساعدات الغذائية والطبية بالشكل المطلوب، ووقف الاستخدام المفرط للقوة تجاه المدنيين، وتزويد القطاع بالخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء.

المصدر:

الإخبارية

إقرأ أيضًا

لمحات من حياة “مادلين أولبرايت” أول وزيرة للخارجية في أمريكا

بعد تكليفها وكيلًا لوزارة الخارجية.. من هي سارة بنت عبد الرحمن؟

اجتماع عمّان.. 3 رسائل من وزراء الخارجية العرب إلى “بلينكن”