حذرت الأمم المتحدة من أن إعلان المجاعة في غزة بات وشيكًا، في ظل انعدام الأمن الغذائي في مناطق كثيرة من القطاع.
وقال تقرير الأمن الغذائي الأممي إن شبح المجاعة سيلوح في الأفق بحلول شهر مايو المقبل، خصوصًا وأن هناك أجزاء من القطاع تجاوزت بالفعل مستويات المجاعة.
ماذا يحدث في غزة؟
أشار التقرير إلى أن نصف سكان غزة يعانون من جوع “كارثي”، والأزمة ستتفاقم ما لم يكن هناك حل سريع.
وبحسب شراكة التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي (IPC)، فإن هناك 1.1 مليون شخص – بما يقرب من نصف سكان القطاع – يواجهون ظروفًا كارثية.
ووصفت نائبة المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو)، بيث بيكدول، لوكالة فرانس برس، ظروف المجاعة التي تحيط بنحو 50% من سكان القطاع بأنها”غير مسبوقة”.
فيما قالت رئيسة برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، سيندي ماكين، إن السرعة التي انتشرت بها المجاعة “مرعبة”.
ووفق برنامج الأغذية العالمي، فإن هذا العدد هو الأكبر الذي تم تسجيله لأشخاص يعانون جوعًا كارثيًا بموجب نظام التصنيف المتكامل للبراءات، الذي تم تطويره في عام 2004.
ودعا مارتن غريفيث، منسق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة، إسرائيل إلى السماح بوصول المساعدات دون قيود إلى الأراضي الفلسطينية المحاصرة، قائلا إنه “ليس هناك وقت نضيعه”.
وقال: “على المجتمع الدولي أن يحني رأسه خجلاً لفشله في وقف هذا الأمر”.
واتهمت منظمة أوكسفام الخيرية، أمس الإثنين، إسرائيل بمواصلة “منع وتقويض بشكل منهجي ومتعمد” تسليم المساعدات إلى غزة، في انتهاك للقانون الإنساني الدولي.
وبحسب تقديرات برنامج الأغذية العالمي فإن الوفاء بالاحتياجات الأساسية للسكان من الغذاء سيتطلب دخول 300 شاحنة على الأقل إلى القطاع.
ومنذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على غزة في 7 أكتوبر الماضي، لم تتمكن وكالة الإغاثة الأممية “الأونروا” من إدخال سوى 18 شاحنة محملة بالمواد الغذائية إلى غزة.
وقال بيكدول من منظمة الأغذية والزراعة، إن سكان غزة “يلجأون إلى مصادر بديلة” للغذاء، بما في ذلك أعلاف الحيوانات و”المواد غير الصالحة للأكل، بسبب اليأس فقط”.
شروط إعلان المجاعة
يتم تقييم المجاعة من خلال التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي أو IPC، وهي مبادرة تضم أكثر من اثنتي عشرة وكالة تابعة للأمم المتحدة وهيئات إقليمية ومجموعات إغاثة.
وخلال المجاعة يتناقص الغذاء الأساسي بشكل كبير، ويعقبه ارتفاع في حالات سوء التغذية، ثم وفيات جماعية.
ويتطلب الإعلان الدولي عن وجود مجاعة في منطقة ما، معاناة 20% من السكان من نقص حاد في الغذاء.
وتتضمن تلك النسبة معاناة طفل من كل 3 أطفال من سوء التغذية، ووفاة 2 من كل 10 آلاف شخص يوميًا بسبب الجوع وسوء التغذية والمرض.
وفي حين أن اللجنة الدولية للبراءات ليس لديها حتى الآن بيانات واضحة عن معدل الوفيات في غزة، ولكن التقديرات تُشير إلى أن شبح الموت بسبب المجاعة يلوح في الأفق.
وأشارت إلى أنه ربما دخل الأطفال دون سن الرابعة إلى هذا النطاق بالفعل.
وأبلغت السلطات الصحية في غزة عن وفاة أطفال بسبب سوء التغذية أو الجفاف، لكن النظام الصحي المنهار جعل من الصعب مراقبة الوضع، حسبما يقول مسؤولون في الأمم المتحدة.
وحمّلت الأمم المتحدة إسرائيل مسؤولية تسهيل العمليات الإنسانية في القطاع، وفق اتفاقية جنيف لعام 1949.
وتنص قوانين الحرب في الاتفاقية على ضرورة أن تضمن قوات الاحتلال وصول الإمدادات الغذائية والطبية للسكان.
ومنذ بداية العدوان، تراجعت أعداد شاحنات المساعدات التي تدخل إلى القطاع من 500 شاحنة يوميًا قبل الحرب إلى 97 شاحنة في فبراير الماضي، وفق الأونروا.
وتسبب الهجوم الإسرائيلي على غزة الذي أعقبه حصار كامل، في مقتل أكثر من 31 ألف فلسطيني، بحسب السلطات الصحية في غزة.
وفي الوقت الذي تنتقد فيه الأمم المتحدة التعامل الإسرائيلي مع مسألة إدخال المساعدات، ألقت سلطات الاحتلال باللوم عليها في مشكلات التسليم.
تأثير إعلان المجاعة
ليس من المرجح أن يساهم إعلان المجاعة في غزة إلى أي رد فعل رسمي من أي جهة، ولكنه قد يساعد في تركيز الاهتمام العالمي على الأزمة.
وخلال السنوات الـ 13 الماضية، تم إعلان المجاعة مرتين فقط، إحداهما في الصومال عام 2011 والأخرى في السودان عام 2017.
ولكن كما أشار أحد مكاتب الأمم المتحدة، “بمجرد إعلان المجاعة، يكون الأوان قد فات بالنسبة للكثير من الناس”.
اقرأ أيضًا:
عدد الدول الأعضاء في عصبة الأمم والأمم المتحدة من 1950
ما الذي نعرفه عن مزاعم إسرائيل ضد موظفي الأمم المتحدة في غزة
متحدث “الأمم المتحدة” يثني على دور السعودية في سبيل إنهاء الصراع بغزة