روى رجل الأعمال وائل الناهض تفاصيل قصة نجاحه وبدايته التي أهلته ليُصبح أول سعودي يعمل في أكبر مصرف سويسري.
وعاش وائل طفولته في مدينة الرياض ونشأ في بيئة داعمة ومحفزة للتعليم والمعرفة.
وبعد أول زيارة له لأحد البنوك مع والدته، استوعب أن مستقبله سيكون في مجال المال والأعمال، ولذلك قرر أن يدخل جامعة الملك فهد للبترول والمعادن كخطوة أولى لتحقيق حلمه.
الحياة المبكرة
يقول وائل خلال برنامج “جسور” المُذاع على “قناة السعودية”: “والدي كان عسكريًا متقاعدًا من كبار الضباط”، والوالدة طبيبة وكانت تدرس الطب، وتعلمت منهم أشياء مختلفة”.
وأضاف: “كان مزيج جميل، تعلمت من الوالد الصبر وتأدية الواجبات، واكتسبت من أمي حب القراءة كنت دايمًا أشوف أمي إذا كانت غير مشغولة معها كتابًا”.
وتقول والدة وائل عنه: “كان طفلًا ودودًا ومحبًا للناس وابتسامته جاهزة، وسهولة التعامل معه كطفل كانت تخفي شخصية قوية”.
وتتابع: “كنت أقرأ له قصص القادة المسلمين، وكانت تستهويه وساهمت في نمو الحس الوطني لديه”.
ويقول وائل إن والدته كانت تصب تركيزها على التعليم، وكانت تهتم بإلحاقهم بأفضل المدارس.
ويضيف: “كنت في مدارس نجد الأهلية، وأهلي اختاروا هذه المدرسة لانها تتميز بالمخرجات التعليمية”.
وتؤكد والدته أنه كان طالبًا مثابرًا منذ المرحلة الابتدائية، وكان يهتم بإعداد الملخصات والقوائم الخاصة بما يريد إنجازه بدقة شديدة.
بداية التفوق
تروي والدته أن وائل أنهى المرحلة الثانوية بتفوق، ويقول: “كنا خريجين دفعة 2001 من مدارس نجد وزادني شرف وجود والدي بين الحضور”.
وأضاف وائل: “كانت لحظة مهمة بالنسبة لي وافتخر فيها”، خصوصًا أنه كان موكلًا بإلقاء كلمة خلال الحفل.
وتابع: “تخرجت من الثانوية بنسبة 92%، وكانت نسبة تؤهلني لاختيار التخصص الذي يناسبني”.
وعن بدايته مع الحسابات والرياضيات، تقول والدته: “كان وائل يدخر مصروفه ويستثمره استثمارًا جيدًا، وكان يدير أموره المالية بشكل ناجح وجيد وهذه الخصلة ساعدته في الجامعة”.
ويستكمل وائل: “اتشديت لجامعة الملك فهد للبترول والمعادن ونظرت للتخصصات المتاحة، وانتبهت وقتها لتخصص كان نوعًا ما جديد في تلك الأيام وهو إدارة نظم المعلومات”.
ويوضح: “شعرت أن هذا التخصص يمكن تطبيقه في عدة قطاعات”.
وقال: “خلال الفترة الجامعية تعلمت الاستقلالية بعيدًا عن الأهل لأول مرة، وكونت علاقات جميلة ما زالت مستمرة معي”.
التعلق بالبنوك
وتتذكر والدته: “وائل كان يستهويه أن يذهب معي إلى البنك، وكان يأتي عدة مرات وهو صغير جدًا”.
ويقول وائل عن أحد هذه الأيام: “أتذكر كان هناك موظفًا في البنك وكان سلس جدًا ويعرف كيف يتعامل مع الناس فشعرت أنه الممثل الإنساني للمؤسسة المالية”.
ويقول: “ذكرى هذا اليوم ظلت معي لفترة طويلة، فأظن كان لها تأثير على قراراتي في المستقبل، وأدى ذلك لانجذابي إلى القطاع البنكي والمصرفي”.
وتابع: “أنا كان لدى رغبة للعمل في القطاع المصرفي من زمان وتبلورت هذه الفكرة أكثر خلال الجامعة”.
وأشار إلى أنه بعد فترة بدأ في البحث عن أكبر البنوك العالمية والبرامج التدريبية التي يوفرونها.
وقال: “بالفعل وجدت برنامجًا تدريبيًا في بنك جي بي مورغان في فرع في لندن، وسبقها مرحلة التقديم في البرنامج واستشارة الوالدين الذين شجعوني على هذه الفرصة”.
وأضاف: “والحمد لله تم قبولي وأكملت الفترة التدريبية”.
وتقول والدة وائل: “أنا سعدت بهذا القرار وهذه الفرصة، ومازالت أعتقد أنه كان قرارًا صائبًا بالتدريب في واحد من أشهر البنوك”.
مغامرة جينيف
بعد انتهاء الفترة التدريبية، قرر وائل السفر إلى جينيف وبدأ مغامرة جديدة بالعمل في بنك جي بي مورغان.
وتمكن وائل من تخطي حاجز اللغة والحياة في الغربة، وبدأ يحصد نجاحات والتي فتحت أمامه أهم المؤسسات المالية في سويسرا.
وفي خطوة جريئة قرر وائل الاستقالة من مجال البنوك والدخول إلى عالم ريادة الأعمال.
قال وائل: “فترة تدريبي في بنك جي بي مورغان كانت على عدة مراحل، بدأت بإدارة الأصول ثم إدارة المخاطر، ثم الاستحواذ والاندماج”.
وأضاف: “كانت فترة صعبة نوعًا ما حتى أتعلم المهنة والاحترافية في أقوى البنوك العالمية، وهناك قررت أتخصص في إدارة الأصول والثروات”.
وتابع: “بنهاية فترة تدريبي في البنك، طلبت مقابلة رئيس قسم إدارة الأصول والثروات في الشرق الأوسط، وحكيت له عن طموحي وطلب مني معاودة الاتصال به بعد تخرجي لأعمل كمحلل وهي الوظيفة التي يبدأ منها الشخص في هذا المجال”.
وبعد انتهاء الفترة التدريبية عاد وائل إلى الظهران، ليتواصل معه البنك بعد فترة ويعلمه بقبوله في الوظيفة في جينيف.
تحديات الوظيفة
يتحدث وائل عن أبرز التحديات التي واجهها بعد قبول الوظيفة وهي حاجز اللغة الفرنسية، وعدم وجود أصدقاء أو معارف.
ويقول: “ولكن في نفس الوقت كنت سعيد جدًا لأن سويسرا وتحديدًا جينيف هي عاصمة إدارة الأصول والثروات في العالم”.
وأضاف: “خلال عملي في جي بي مورغان، عاصرت الأزمة المالية العالمية وكانت فترة صعبة في هذا المجال، ولكن البنك كان من المصارف التي نجحت من الخروج من هذه الأزمة”.
وعن عمله في المصرف قال وائل: “حصلت على أكثر من ترقية، وبدأت أتلقى عقودًا من البنوك الكبرى في البلاد، وكان من بينها أقوى مدير ثروات في العالم وبدأت رحلتي مع بنك UBS”.
واستطرد: “كنت أصغر التنفيذيين سنًا في القسم كامل، وتمكنت من التركيز على عملي وحصلت على أكثر من ترقية”.
وأشار وائل إلى أن أكبر مخاوفه تمثلت في البقاء في وظيفة ثابتة وعدم التغيير، أكثر من خوفه من ريادة الأعمال.
الاستقلال الذاتي
يقول وائل: “لذلك قررت أن أترك الوظيفة وأُسس شركة استثمارية في سويسرا لأنها لا تزال عاصمة إدارة الأصول والثروات”.
وبالفعل أنشأ وائل شركته في جينيف، والمتخصصة في إدارة المحافظ نيابة عن عملائها من المؤسسات والشركات والصناديق والأفراد.
كما تستثمر الشركة في العقارات في أوروبا نيابة عن نفسها وعن مستثمرين آخرين.
ويستكمل وائل: “تمكنا من الحصول على الترخيص من الجهة الرقابية التي تراقب البنوك في سويسرا، ما منحنا موثوقية كبيرة في السوق”.
كما حصلت شركة وائل على جائزة أفضل مستشار استثماري لعام 2019 في سويسرا، وكان سبب الاختيار هو فلسفة الشركة وسمعتها في القطاع البنكي.
وتمكن وائل أيضًا من بناء علاقات قوية مع مؤسسات دولية قوية، سمحت لشركته بأن تكون جسرًا بين المملكة وأوروبا لتطوير مجال الاستثمار.
اقرأ أيضًا
بعد رحيله عن عالمنا.. من هو المصرفي الشهير “جاكوب روتشيلد”
قطاع المصرفية الإسلامية بالمملكة.. أبرز الأرقام
حاكم مصرف لبنان رهن التحقيقات.. ما هي الاتهامات الموجهة إلى رياض سلامة؟
المصدر: قناة السعودية