ثقافة

الباحة في رمضان.. عادات ترسم ثقافة وتقاليد المنطقة

الباحة رمضان

تتميز مناطق المملكة كافة بعاداتها وتقاليدها التي تميز كل منها في استقبال شهر رمضان وخلال أيامه، ومن بينها منطقة الباحة.

وخلال الشهر الفضيل، تبرز عادات أهالي الباحة لتعكس كرم الضيافة والترابط الاجتماعي بين أفراد المجتمع.

التجهيزات الرمضانية

وفق المواطن محمد بن أحمد الزهراني، يبدأ أهالي الباحة التحضيرات للشهر الكريم قبل حلوله بأسابيع.

ويقول الزهراني إن أبرز مظاهر التجهيز تتمثل في تنظيف المنازل وشراء احتياجات الشهر الكريم من مواد غذائية وملابس جديدة.

شراء اللوازم والاحتياجات من أبرز عادات الباحة للشهر الكريم

ولفت إلى أنه على المستوى الخاص، يعكف على تهيئة الأجواء المناسبة لدى أسرته ليعيشوا في أجواء روحانية خلال الشهر الفضيل.

وفيما يخص الروحانيات، قال عبدالله بن صالح العمري، إمام لأحد المساجد، إن أهالي الباحة يحرصون على أداء صلاة التراويح في المساجد.

وتابع: “كما يزداد الإقبال على قراءة القرآن الكريم والدعاء والصلاة، إلى جانب حضورهم للعديد من الدروس الدينية والمحاضرات في المساجد”.

من ناحية أخرى، تشجع الأسر خلال شهر رمضان أطفالها على المشاركة في الفعاليات الرمضانية، مثل: حلقات تحفيظ القرآن الكريم، ومسابقات الأناشيد الدينية.

وأشار المواطن سفر بن فاضل الغامدي، إلى أجمل العادات الرمضانية في الباحة وهي تجمع الأسرة لتناول وجبة الإفطار على مائدة واحدة، بوجود الوالدين.

ولفت إلى أن هذا السلوك يخلق الألفة والمحبة، مؤكدًا حرص الأهالي على تبادل الزيارات وصلة الرحم خلال الشهر الفضيل.

مائدة الإفطار

تتميز منطقة الباحة بأطباقها الرمضانية الخاصة، مثل: الخبزة المقنا، والعصيدة والعريكة، والقرصان والمرق، إلى جانب الشوربة والسمبوسة والمقلقل وغيرها من أطباق الحلا والمعجنات .

يحرص أهالي الباحة عن تحضير أصناف متنوعة من الطعام على مائدة الإفطار

وفي هذا الشأن تقول ربة الأسرة نجمة بنت احمد الباشة، إنها تبدأ تجهيزات مائدة الإفطار لأسرتها قبل صلاة العصر.

وتحرص الباشة على تجهيز أطباق مختلفة من الأطعمة المفضلة لدى أفراد أسرتها، ومن بينها الشوربة والسمبوسة والحلى.

ويتميز أهالي الباحة بتبادل أصناف الطعام مع الجيران والأقارب، وذلك تعبيرًا عن كرم الضيافة والترابط الاجتماعي.

تبادل الطعام والحلى خلال شهر رمضان من أبرز العادات في الباحة

النسيج الثقافي

 شكلت عادات أهالي الباحة في رمضان جزءًا هامًا من ثقافتهم وتقاليدهم، وتسهم في تعزيز الروحانيات والترابط الاجتماعي بين أفراد المجتمع.

وتحرص الجهات المعنية في منطقة الباحة مثل: أمانة المنطقة، والبلديات التابعة لها، وبعض المحال التجارية التي تُزين شوارع وأسواق المنطقة بالفوانيس والزينة الرمضانية، مما يخلق أجواءً روحانية مميزة.

وتتسم الباحة بتنظيم عدد من الفعاليات الاجتماعية الموجهة لكل فئات المجتمع خلال رمضان، والتي يقوم عليها شباب الباحة وبعض لجان التنمية.

ومن بين تلم الفعاليات: برنامج ليالي رمضان وفوانيس رمضان التي تشمل الأمسيات الشعرية والفعاليات الرياضية والأسر المنتجة والألعاب الشعبية.

 فيما يحرص الكثير من أهالي على ممارسة رياضة المشي قبيل الإفطار، كما تُنظم بعض القرى “القرقيعان” في منتصف رمضان، حيث يخرج الأطفال في مجموعات ويطوفون على البيوت لجمع الحلويات والمكسرات.

جانب من تزيين المنازل استعدادًا لاستقبال شهر رمضان في الباحة

الاستعداد للعيد

تحرص الأسر في نهاية شهر رمضان على التحضير لعيد الفطر، مثل شراء مستلزمات العيد من الملابس والحلوى وتحضير المنازل، وفق المواطنة فوز بنت عبدالله الزهراني.

وترى الزهراني أنها نهاية سعيدة لشهر رمضان المبارك الذي نعيش خلاله في أجواء روحانية عامرة بالإيمان والأعمال الصالحة.

من جانبه أفاد المواطن خالد بن عبدالله الدوسي، بأن الأهالي يحرصون على إخراج زكاة الفطر قبل حلول عيد الفطر المبارك.

وأشار إلى أن الأهالي يحرصون على اصطحاب الأبناء إلى مصلى العيد وأداء الصلاة مع الأقارب والجيران والأهالي، حيث يتبادل الجميع التهاني بالعيد السعيد.

هذا إلى جانب زيارة البيوت وتناول وجبة الإفطار صباح يوم العيد فضلًا عن زيارة كبار السن من الأهالي ومعايدتهم والاطمئنان على صحتهم.

 وقد تختلف بعض العادات والتقاليد من قرية إلى أخرى، لكن تبقى الروحانيات والترابط الاجتماعي هي السمة الغالبة على شهر رمضان في منطقة الباحة.

المصدر: واس

اقرأ أيضًا

أشهر الأطباق الوطنية السعودية المعتمدة من “فنون الطهي”

النظم البيئية في المملكة.. ثراء كبير وفرص متنوعة

تركّز السكان في مناطق المملكة.. الأعلى والأقل كثافة