السعودية

النظم البيئية في المملكة.. ثراء كبير وفرص متنوعة

الاستدامة البيئية

تحركات دؤوبة ومتسارعة ومساعٍ تنموية طموحة تشهدها المملكة، لتحقيق الاستدامة البيئية والحفاظ على البيئات الطبيعية، تتلائم مع ما تتمتع به المملكة من مكانة استراتيجية، وتنوع لافت وثراء كبير في النظم البيئية.

وتشغل المملكة ثلثي مساحة شبه الجزيرة العربية والتي تمثل مليوني كيلومتراً مربعاً، فيما يساهم الموقع الجغرافي الفريد للمملكة إضافة الى وجودها ضمن نطاقين من نطاقات الأقاليم الجغرافية الصحراوية (الإقليم الأوروبي الآسيوي والإقليم الأفريقي الاستوائي)، في تباين المناخ والمكونات الأحيائية الذي بدوره ساهم في تعدد النظم البيئية والتنوع الاحيائي في المملكة، بحسب ما أفادت المنصة الوطنية الموحدة.

تنوع النظم البيئية في المملكة

وتتنوع النظم البيئية في المملكة، إذ تسود الغابات الشجرية النظم البيئية في المناطق الجبلية، وخاصة غابات العرعر المنتشرة بجبال السروات بالمنطقة الجنوبية الغربية، علماً بأن هذه المنطقة تشهد نمو أنواع اخرى مثل بعض أشجار الطلح والزيتون البري وغيرها.

وتحتوي هذه البيئات على أعلى معدلات التنوع الأحيائي في البيئات البرية السعودية بالإضافة إلى أهميتها البيئية في اجتذاب المطر والمحافظة على التربة، بالإضافة إلى ذلك، فهي تنتج بعض المنتجات مثل بعض الأعشاب الطبية والعطرية والمناحل، كما تتسم بوجود أهم المتنزهات الوطنية في عسير والطائف والباحة.

أنواع كثيرة من الحيوانات الفطرية

أما في سلسلة جبال طويق في المنطقة الوسطى ومرتفعات المناطق الشمالية من المملكة، فتتميز هذه المناطق بوجود أنواع كثيرة من الحيوانات الفطرية، أهمها الوعل النوبي وظبي الإدمي، علماً بأن المملكة كانت قد عملت إعادة تأهيل المواقع الغابية المتدهورة خاصة في المنطقة الجنوبية الغربية بجبال السروات؛ إذ تم إعادة النظام البيئي للعرعر بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، وذلك ضمن جهود المملكة للمحافظة على تلك البيئات.

وإلى جانب النظم البيئبة الجبلية، ثمة نظام بيئي صحراوي تشغل فيه المراعي الطبيعية في المملكة مساحة تبلغ نحو 171 مليون هكتار تتوزع على جميع مناطق المملكة بنسب متباينة، فيما يقع معظمها في المناطق التي تتلقى معدل هطول مطري أقل من 200 ملم كل عام.

أما الجزء الأكبر من مساحة مراعي المملكة فيقع في المنطقة الشمالية والشرقية والوسطى والجنوبية، فيما توجد مساحات واسعة منها في المناطق الرملية المختلفة والسهول الحصوية والهضاب الصخرية، فضلاً عن أن أكثر من ثلثي هذه المساحة يقع في المناطق التي تتلقى معدل هطول مطري يقل عن 100ملم/عام.

ونتيجة لذلك، فإن معظم مراعي المملكة عبارة عن أعشاب وشجيرات صحراوية متفرقة قليلة الكثافة، ونسبة تغطيتها لسطح الأرض قليلة، فيما تتسم بانخفاض طاقتها الإنتاجية الرعوية وتذبذب الإنتاج من سنة إلى أخرى ومن منطقة إلى أخرى، حسب تذبذب كمية الأمطار ودرجة انتظام توزيعها؛ إذ يكون معظم الإنتاج الرعوي خلال مواسم الأمطار.

النظم البيئية البحرية

وعلى صعيد النظم البيئية البحرية، يشكل أخدود البحر الأحمر، ذو المجرى الضيق الذي يمتد بطول 2000 كم، واحداً من أعظم البحار الثانوية غير العادية في العالم، علماً بأنه يزداد أقصى عمق له عن 2500 م.

ويتصل أخدود البحر الأحمر في الجنوب بالمحيط الهندي عبر مضيق باب المندب، ويمتد إلى الشمال الشرقي مكوناً خليج العقبة، وإلى الشمال الغربي مكوناً خليج السويس الذي يتصل بالبحر المتوسط عن طريق قناة السويس.

ويختلف البحر الأحمر عن غيره من البحار؛ إذ إن مياهه جيدة الاختلاط بشكل يجعل درجة حرارته متساوية على مدى عمقه، ما يجعله أحد أعظم مستودعات التنوع الأحيائي البحري في العالم.

ويشبه الخليج العربي البحر الأحمر في كونه ضيق المجرى، وهو يتصل بالمحيط الهندي عن طريق مضيق هرمز، فيما يبلغ متوسط العمق فيه 35 متراً وأقصى عمق له لا يزيد عن 120 متراً.

ويحتوي التنوع الأحيائي في الخليج العربي على أنواع نباتية وحيوانية تتميز بكونها على درجة عالية من التكيف مع الظروف البيئية المتطرفة، كما يتميز الخليج العربي بكونه يضم تنوعاً كبيراً في النظم البيئية الساحلية والبحرية.

فيما يؤدي المعدل العالي للترسيب فيه إلى تعكير مياهه وخاصة مستوى نفاذية الضوء خلالها مما يشكل إجهاداً بيئياً مستمراً على الأحياء البيئية فيه.

النظم البيئية للشعاب المرجانية

وعلى طول الساحل السعودي للبحر الأحمر، تنتشر الشعاب المرجانية بشكل لافت، كما توجد على أشكال حواجز مرجانية تقع بعيداً عن الشاطئ وعلى أشكال قطع مرجانية في المناطق الضحلة، كما تحيط بالجزر المتناثرة على شكل حيود مرجانية.

ويوجد في البحر الأحمر نحو 270 نوعاً من الشعاب المرجانية الصلب و40 نوعاً من المرجان الطري، أما في الخليج العربي فالشعاب المرجانية محدودة الانتشار لقلة وجود الطبقات الصلدة وسيادة الظروف البيئية غير ملائمة، إذ يوجد 60 نوعاً من الشعاب المرجانية الصلبة على الساحل السعودي، تنتشر حول الجزر البعيدة عن الشاطئ وفي مناطق قليلة قريبة من الشاطئ.

الاستدامة البيئية

 

وتتوزع مهاد الحشائش البحرية في المياه الضحلة المحمية من الأمواج، علماً بأنها تؤمن الحماية والغذاء لأنواع كثيرة من الأحياء البحرية، مثل: الرخويات والقشريات والأسماك والسلاحف وعرائس البحر.

إلى ذلك، فتجدر الإشارة إلى أنه تم تسجيل 12 نوعاً من الحشائش البحرية في البحر الأحمر، منها 10 أنواع في مياه المملكة، كما تم تسجيل 4 أنواع من الحشائش البحرية في الخليج العربي، وجميعها توجد في مياه المملكة.

اقرأ أيضاً:

اكتشاف منحوتات غامضة في صحراء النفود بشمال المملكة

وادي “لجب”.. جنة المملكة “الغريبة” التي تعكس عبقرية الطبيعة

ما المقصود بمصطلح الحلول البيئية المستدامة؟