يعد الفحم الحيوي مادة طبيعية تتشكل من تحلل المواد العضوية في غياب الهواء، وتستخدم عادة كوقود بديل للفحم الأحفوري.
يتميز الفحم الحيوي بتأثيره الإيجابي على البيئة، حيث يقلل من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون ويساهم في تنقية الهواء.
كما يستخدم في مجموعة متنوعة من التطبيقات بما في ذلك الزراعة وتحسين جودة التربة، كما أظهر الفحم الحيوي قدرة ملحوظة على استيعاب ما يصل إلى 3 مليارات طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً، ويشكل هذا الرقم حوالي 6% من انبعاثات الغازات الدفيئة العالمية.
مكافحة تغير المناخ وتعزيز الزراعة المستدامة
يعتبر الفحم الحيوي “الذهب الأسود”، استثماراً بارزاً لعدة أسباب أساسية، خاصة في مجالات الزراعة والاستدامة البيئية وتقليل آثار تغير المناخ، ويتم إنتاجه عبر عملية تسخين المواد العضوية مثل النفايات الزراعية وقشور الخشب في ظروف قليلة أو دون وجود أكسجين، مما يخلق كتلة صلبة من الكربون تحتفظ بشكل مستقر لعدة قرون وتقاوم التحلل.
يعد مخزن فعّال لثاني أكسيد الكربون، حيث يتم احتجازه في الغلاف الجوي وتخزينه بشكل مستقر لمئات بل لآلاف السنين، مما يساهم في التخفيف من تأثيرات تغير المناخ.
يسهم الفحم الحيوي في تحسين إنتاجية المحاصيل بشكل ملحوظ، ويعزز خصوبة التربة ويحافظ على رطوبتها، مما يعزز نمو النباتات ويزيد من محصول الزراعة، بالإضافة إلى تحسين جودة التربة من خلال امتصاص العناصر الغذائية واحتفاظها بها، مما يعزز إمكانية الوصول إليها من قبل النباتات ويقلل من تسربها.
كما يلعب أيضاً دورًا فعّالًا في تقليل انبعاثات الميثان، ويعتبر محفزًا لتحسين ظروف التربة التي تقلل من إنتاج الكائنات الحية لهذا الغاز الدفيء، وتعد عملية تحويل المخلفات الزراعية والعضوية إلى الفحم الحيوي فرصة لتحسين جودة التربة والحد من النفايات التي ترمى في المدافن، كما يساهم في تحقيق أهداف الانبعاثات الصفرية.
تقليل الانبعاثات الكربونية على مستوى العالم
سلطت دراسة حديثة الضوء على قدرة الفحم الحيوي على إزالة ثاني أكسيد الكربون على مستوى العالم، مؤكدة أنه قادر على إزالة ما لا يقل عن 10% من الانبعاثات الوطنية في أكثر من 25 دولة، حيث تتركز هذه الدول بشكل رئيسي في أفريقيا وأمريكا الجنوبية وأوروبا الشرقية.
جدير بالذكر أن المناطق ذات التأثير المحدود للفحم الحيوي غالبًا ما تكون ذات مناخ جاف، مما يعيق بشكل طبيعي الإنتاج الزراعي الذي يشكل المصدر الرئيسي لبقايا الكتلة الحيوية المستخدمة في إنتاج الفحم الحيوي.
الصناعات الكبرى
يجذب الفحم الحيوي الانتباه بفضل عملية التحلل الحراري التي يتم تطبيقها في تصنيعه، وهي تقنية مثبتة وتم تطويرها على مر الزمن، ويمكن توسيع نطاق إنتاجه من العمليات الصغيرة المحلية إلى العمليات الصناعية الكبيرة، مما يجعله حلاً مرنًا يمكن تكييفه مع مختلف الاحتياجات والمواقع.
يعتبر الفحم الحيوي حلاً متعدد الاستخدامات وقوي يمكنه معالجة التحديات البيئية والزراعية والاقتصادية المتنوعة، ليس مجرد أداة لإزالة الكربون.
تعمل شركة Carbon Streaming على تطوير مشاريع إزالة الكربون عالية الجودة، من خلال توجيه تدفقات ائتمان الكربون في منشأتين لإنتاج الفحم الحيوي في الولايات المتحدة: Waverly Biochar في فيرجينيا وEnfield Biochar في ولاية ماين.
اقرأ ايضاً :
علماء الفلك يكشفون لغز أثقل ثقب أسود ثنائي في الكون
ما هي منصة “سوار” التي أطلقها مجمع الملك سلمان للغة العربية؟