عندما تفشى فيروس كورونا في العالم العام الماضي، أثر ذلك سلبًا بشكل كبير على الجهود العالمية لمكافحة الفقر، حيث عاد العالم للوراء بعد عقود من التقدم في مكافحة الفقر والفقر المدقع، ووفقًا للبنك الدولي، دفعت تلك الجائحة ما بين 88 و 115 مليون شخص إلى براثن الفقر، ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى ما بين 143 و 163 مليونًا، في عام 2021.
الفقراء حول العالم
وفقًا لإحصاءات الأمم المتحدة، يُتوقع أن يزيد عدد من يعيشون تحت خطوط الفقر الدولية في البلدان ذات المداخيل المنخفضة والمتوسطة العليا بمعدل 2.3 نقطة مئوية، إذ لا يزال هناك أكثر من 800 مليون شخص يعيشون على أقل من 1.25 دولار أمريكي في اليوم، وجدير بالذكر أن 10% من هؤلاء يعيشون في فقر مدقع، وكثير منهم يفتقر إلى الغذاء الكافي، ومياه الشرب النظيفة، والصرف الصحي، وقد تضاعفت معدلات الفقر المدقع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بين عام 2015 و 2018 من 3.8% إلى 7.2% بسبب الصراعات (خاصة الصراعات في سوريا واليمن).
[two-column]
تتركز أغلبية الفقراء الجدد في جنوب آسيا ودول جنوب الصحراء التي تتسم بمعدلات فقر مرتفعة في الأساس.
[/two-column]
الأطفال الفقراء
ذكرت منظمة الأمم المتحدة أن من بين 1.3 مليار شخص تم تصنيفهم كفقراء هناك 663 مليونًا من الأطفال دون سن الـ 18 عامًا، ومن بين هؤلاء يوجد نحو 428 مليونًا من الأطفال دون سن العاشرة، ويعيش 85% من هؤلاء الأطفال في جنوب آسيا، وكذلك في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
القضاء على الفقر
كانت جائحة كوفيد – 19 أسوأ انكفاء عن هدف الحد من الفقر العالمي خلال العقود الثلاثة الماضية، حيث يعتبر القضاء على الفقر بجميع أشكاله من أكبر التحديات التي تواجه البشرية، ورغم أن عدد الأشخاص الذين يعيشون في فقر مدقع انخفض بين عامي 1990 و2015، من 1.9 بليون نسمة إلى 836 مليون نسمة (أي أكثر من النصف)، إلا أن هناك كثيرين لا يزالون يكافحون من أجل تلبية الاحتياجات الإنسانية الأساسية، لذلك يبدأ العالم مرحلة التعافي ليعود إلى المسار الصحيح في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، فرسالة من يعيشون في فقر مدقع واضحة مفادها أنهم لا يريدون العودة إلى الماضي، أي لا يريدون الرجوع إلى العيوب الهيكلية المستوطنة وأوجه التفاوت.