واصلت المملكة جهودها الدبلوماسية والإنسانية الضخمة لإيجاد حل للأزمة السودانية ووقف الاقتتال بين أبناء الشعب الواحد.
وعلى الرغم من تعدد المنابر والمحاولات من أطراف كثيرة للعب دور الوسيط في إنهاء الأزمة، إلا أن الحكومة السودانية أكدت أن طاولة جدة تظل الأنسب والأكثر أمانًا لجمع الجيش وقوات الدعم السريع للتفاوض، ورفضت محاولة نزع البساط من هذا المنبر، معتبرة ذلك تملصًا من الالتزامات.
بداية الأزمة
اندلع نزاع مسلح في الخامس عشر من أبريل 2023 بين القوات المسلحة السودانية التي يقودها عبد الفتاح البرهان وبين قوات الدعم السريع تحتَ قيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”.
تركزت الاشتباكات في يومها الأول في العاصمة الخرطوم “ولاية الخرطوم” وخصوصًا في محيطِ القصر الرئاسي وفي مطار الخرطوم الدولي لكنها امتدَّت في الأيام اللاحقة لمدن وبلدات أخرى تقع في ولايات ثانية وتحديدًا الولاية الشمالية وولايات دارفور “الشمال، والجنوب، والشرق، والغرب”.
تسببت الاشتباكات في تفاقم الوضع الإنساني في السودان وفي موجات نزوح كبيرة كما نجم عنها حتى مقتل وإصابة الآلاف من المدنيين بحسبِ إحصائيات نقابة أطباء السودان.
فيما أشارت منظمة الصحة العالمية لأرقام أكبر وتكاد تصل الضعف بحيث شملت عدد القتلى في صفوف المدنيين وفي صفوفِ الطرفين المتحاربين مع توقعات بارتفاع الأرقام في حال استمرار المعارك وصعوبة الحصول على أرقام دقيقة للضحايا من على الأرض.
مسار المفاوضات
تعود المساعي للتفاوض في جدة إلى مايو 2023، حيث شهدت مبادرة سعودية أمريكية محادثات بين الجيش وقوات الدعم السريع، ولكن تم انتهاك الإعلان الإنساني الذي أعلن في تلك اللقاءات من قبل الطرفين في يونيو من نفس العام.
وفي أكتوبر 2023، علق الوسطاء المفاوضات بسبب التعنت من الطرفين، حيث أصر الدعم السريع على اعتقال قيادات من أتباع نظام البشير، بينما شدد الجيش السوداني على ضرورة خروج الدعم السريع من المدن التي يحتلها.
كما تم الاتفاق في قمة “إيغاد” 41 الاستثنائية على وقف الحرب في ديسمبر 2023، إلا أن الخارجية السودانية رفضت البيان الختامي للقمة، قاطع الجيش السوداني قمة “إيغاد” 42 في مطلع العام الجاري احتجاجًا على مشاركة حميدتي، مما دفع البرهان إلى تجميد عضوية السودان في الإيغاد.
وتم اعتماد جدة كمنصة وحيدة للتفاوض في اجتماع مشترك برئاسة البرهان في فبراير 2024، مع تأكيد وزير الإعلام السوداني، جراهام عبدالقادر، أن أي تفاوض سيتم فقط من خلال منبر جدة، موضحًا أنه لن يتم التفاوض مع أي جهة إقليمية أو دولية خارج هذا الإطار.
اقرأ أيضًا
المدن الذكية.. مستقبل التنمية في المملكة والعالم
الأولى بالمملكة.. إطلاق كلية لتعليم الفنون في جامعة الملك سعود
إسرائيل تتمسك بالتطبيع رغم رفض المملكة المتكرر.. لماذا؟