أحداث جارية سياسة

صراع القوى الدولية في الشرق الأوسط ينتقل إلى مجلس الأمن.. ماذا يحدث؟

انتقل صراع القوى الدولية في الشرق الأوسط إلى مجلس الأمن، بعد التصعيدات العسكرية في المنطقة خلال الأيام الأخيرة.

وشنت الولايات المتحدة قبل أيام ضربات على سوريا والعراق، ردًا على مقتل 3 جنود لها في قاعدة عسكرية في الأردن على الحدود السورية وإصابة آخرين.

ولكن هناك تضاربًا في الرواية الأمريكية بشأن إخبار العراق قبل شن الضربات عليها.

ويقول المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي، إن بلاده أخطرت بغداد قبل بدء الضربات الجمعة الماضية.

ولكن يوم الإثنين الماضي، أكد المتحدث باسم الخارجية الأميركية، فيدانت باتيل، أن بلاده لم تخبر العراق بأي تفاصيل محددة للضربة.

وشنت الولايات المتحدة الجمعة الماضية، سلسلة من الضربات على أهداف تتعلق بإيران في سوريا والعراق.

واعتبر العراق هذه الضربات بأنها انتهاك للسيادة، وتقويض لجهود الحكومة وتهديد ربما يجر المنطقة إلى منزلق جديد، وفق المتحدث باسم القوات المسلحة العراقية.

من ناحية أخرى، شنت تركيا أيضًا ضربات جوية استهدفت مسلحين أكراد في العراق وسوريا، بعد يوم من الهجوم على قاعدة عسكرية لها في العراق أسفر عن مقتل 9 جنود أتراك.

اجتماع مجلس الأمن

في أعقاب الضربات الأمريكية في المنطقة، عقد مجلس الأمن اجتماعًا طارئًا بناء على طلب من روسيا.

وشهدت الجلسة سجالًا بين مندوبي أميركا وروسيا والصين واتهامات متبادلة بـ “توتير المنطقة”.

وتحول مجلس الأمن من مقر لحل الأزمات، إلى ساحة لتصفية حسابات “القوى الكبرى”.

وأدانت العراق وسوريا وسط الضوضاء الضربات الأميركية، واعتبراها اعتداء على السيادة.

وقال مندوب أميركا لدى الأمم المتحدة، روبرت وود، إن روسيا دعت إلى هذا الاجتماع بحجة كاذبة مفادها أن الولايات المتحدة ليس لديها أي أساس للرد على الهجمات التي أودت بحياة أفراد أميركيين.

وأضاف: “لذا فإن الإجراءات التي اتخذتها القوات الأميركية في 2 فبراير ضرورية ومتناسبة، وتتوافق مع القانون الدولي”.

وتابع وود: “ممارسة لحق الولايات المتحدة الأصيل، في الدفاع عن النفس”.

وقال مندوب الصين لدى الأمم المتحدة، تشانغ جون: “في مواجهة هذا الوضع المعقد، يتعين علينا أن نكون واضحين، بشأن عدة أسئلة”.

وأضاف: “من الذي يخلق التهديدات سواء في الشرق الأوسط أو أي مكان آخر؟، من يشارك في الاستخدام المفرط للقوة؟، ومن الذي يضلل الرأي العام؟”.

وتابع: “في هذه القضايا يجب أن نحترم الحقائق، ونتمسك بالعدالة ونلتزم بالمبادئ”.

وأشار إلى أنه ليس من الصواب ببساطة أن ندع الصوت الأعلى هو الذي يحدد النغمة، أو ندع الكلمة الأخيرة للقبضة الأقوى.

بدوره، قال مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا: “إننا ندين بشدة العمل العدواني الجديد والوقح، من جانب الولايات المتحدة ضد دولة ذات سيادة.

وأضاف: “أن هذا العمل يخلق المزيد من المخاطر ويزيد من مستوى عدم الاستقرار في منطقة مشتعلة بالفعل”.

وتابع: “من الواضح أن هذه الحادثة التي نناقشها هنا اليوم، لا تؤدي إلا لزيادة التوترات الإقليمية”.

واستكمل: “الناجمة عن العنف غير المسبوق في قطاع غزة الذي يعاني منذ 4 أشهر من علمية دموية وغير إنسانية من إسرائيل والتي تعتم عليها الولايات المتحدة بكل جهودها”.

واتهم نيبينزيا الولايات المتحدة بعرقلة جهود مجلس الأمن لفرض وقف فوري لإطلاق النار لأغراض إنسانية.

صراع البيانات

علق أستاذ الإعلام السياسي في جامعة الملك سعود، مطلق المطيري على المناوشات بين القوى الدولية في الجلسة الطارئة لمجلس الأمن.

وقال خلال مداخلة في برنامج “هنا الرياض” على قناة الإخبارية، إن صراع البيانات بين روسيا والصين من ناحية والولايات المتحدة من ناحية أخرى كان بمثابة تسجيل موقف.

ولفت المطيري إلى أن الضربات الأميركية هي رد فعل على قتل جنودها في المنطقة، و”لا شك أنها تتعامل مع ميليشيات خارجة على القانون ولا تحتاج لتشريع دولي حتى تقوم بهذه الضربات”.

وتابع: “نحن الآن أمام صراع ما يُطلق عليه “صرع الاستراتيجية السياسية الأمريكية مع أدواتها”.

وأوضح: “الولايات المتحدة دائمًا ما تصنع السياسة وتتورط فيها، وهذه مشكلتها في المنطقة”.

وأشار المطيري إلى ما يسمى بـ “الحشد الشعبي”، قائلًا إنه يتشكل من مجموعة من الأحزاب والقوى السياسية مثل حزب الدعوة والحشد الشعبي المسيحي والتركماني.

وقال: “هذا الحشد خارج عن إطار الدولة، وهذه ورطة الولايات المتحدة بوجود قوات تحارب باعتبارات السيادة العراقية دون أن تأخذ الصفة الرسمية”.

وشدد على أن: “ضرب الولايات المتحدة لهذه لمجموعات لا يعتبر اعتداء على الجيش العراقي”.

وقال أستاذ الإعلام السياسي: “نحن أمام ارتباك أمريكي نتيجة معالجتها لخطأ بخطأ آخر”.

وأوضح: “القوات الأمريكية في المنطقة تحركت لدعم إسرائيل في حربها على غزة، ولكنها الآن تفتح أكثر من جبهة أخرى للصراع”.

اقرأ ايضًا:
الصناعات العسكرية في المملكة.. خطوات في طريق الريادة

نيوم تطلق مشروع “زينور” السياحي على خليج العقبة
ما موقف الأمير “هاري” بعد إصابة والده بالسرطان؟