صحة أحداث جارية

لماذا تكثُر الأخبار والتقارير عن علاج السرطان دون تغيير حقيقي؟

السرطان

يتحد العالم بأجمعه في الرابع من فبراير سنويًا لمكافحة مرض السرطان، إذ تسعى الجهود العملية والطبية في مختلف أنحاء العالم لإنقاذ أرواح الملايين من هذا المرض الفتاك.

ومن منطلق هذه المناسبة سنجيب على تساؤل يراوض الكثير من الناس، وهو: لماذا نسمع عن الكثير من الأبحاث والاكتشافات لعلاج مرض السرطان، ولكن دون القضاء عليه؟

من المهم أن العلماء قطعوا شوطًا كبيرًا بشكل عام في زيادة معدل البقاء على قيد الحياة للمصابين بمرض السرطان خلال الأربعة عقود الماضية ففي السبعينيات، كان 25% فقط من المصابين بالسرطان يعيشون لمدة 10 سنوات أو أكثر بعد تشخيصهم، واليوم يصل هذا الرقم إلى 50%.، لكن يبقى السرطان مرض معقد والحقيقة هي أننا لن نجد علاجًا واحدًا على الإطلاق لهذا المرض وذلك لعدة أسباب إليكم أبرزها:

السرطان ليس مجرد مرض واحد

لكي نفهم سبب عدم شفاءنا من السرطان حتى الآن، فإن أهم شيء يجب أن نعرفه هو أن السرطان ليس مرضًا واحدًا، وبدلاً من ذلك فهو مصطلح شامل لأكثر من 200 مرض مختلف، ولهذا السبب تقوم الدول والمراكز العلمية والمؤسسات الأهلية بتمويل الأبحاث في أي نوع من أنواع السرطان.

يحتوي كل نوع واسع من السرطان على العديد من الأنواع الفرعية، وكلها تبدو وتتصرف بشكل مختلف لأنها مختلفة على المستوى الجيني والجزيئي، وذلك لأن السرطان ينشأ من خلايانا، لذلك يمكن أن يكون كل سرطان مختلفًا ومتنوعًا مثل البشر.

يوجد عدد لا يحصى من الطفرات

يكمن وراء أكثر من 200 نوع مختلف من السرطان عدد لا يحصى من الطفرات الجينية المختلفة، ينجم كل سرطان عن مجموعة مختلفة من الطفرات، ومع نمو الورم تتراكم المزيد والمزيد من الطفرات، وهذا يعني أن كل ورم لديه مجموعة فردية من الطفرات، وبالتالي فإن الدواء الذي ينجح مع مريض بالسرطان، قد لا يكون له أي تأثير على الإطلاق على مريض آخر.

ولهذا السبب يتم تمويل الباحثين لفهم السبب الذي يجعل طفرة معينة تجعل بعض أنواع السرطان أكثر عرضة للتطور.

الخلايا السرطانية الموجودة في ورم واحد ليست متطابقة

لا تحتوي كل خلية سرطانية في الورم على نفس الطفرات الجينية الموجودة في الخلية السرطانية المجاورة، وهذا يعني أن العلاجات يمكن أن تقتل في كثير من الأحيان نوعًا واحدًا من الخلايا في الورم، بينما تنجو أنواع أخرى من العلاج، مما يسمح للورم بالنمو مرة أخرى.

يمكن أن تتوقف العلاجات في النهاية عن العمل

الطفرات الجينية التي تكتسبها الخلايا السرطانية بمرور الوقت تعني أن الخلايا تغير الطريقة التي تتصرف بها، فيمكن أن تكون هذه مشكلة صعبة للغاية أثناء العلاج لأن الطفرات يمكن أن تؤدي إلى تطوير الخلايا السرطانية لمقاومة العلاج بمرور الوقت، مما يجعله غير فعال.

إذا حدث ذلك، فسيتعين على المريض بعد ذلك أن يخضع لعلاج مختلف، ولكن مرة أخرى، يمكن أن يطور السرطان مقاومته للدواء الجديد، ولهذا السبب يتم تمويل الباحثين الذين يحاولون معرفة كيفية التغلب على هذه المقاومة.

الخلايا السرطانية جيدة حقًا في البقاء على قيد الحياة

تمتلك الخلايا الطبيعية آليات معينة تمنعها من النمو أو الانقسام أكثر من اللازم، لقد فقدت الخلايا السرطانية آليات التحكم هذه، ويمكنها تطوير ترسانة من الحيل لتجنب القتل.

ولهذا السبب يتم تمويل الباحثين الذين يهدفون إلى فهم كيف تصبح الخلايا السرطانية، قادرة وخبيرة في البقاء على قيد الحياة.

إن أبحاث السرطان، مثل المشاريع التي تمولها مؤسسة أبحاث السرطان العالمية، تقدم الأمل في أننا في يوم من الأيام سوف نتمكن من التغلب على كل هذه المشاكل والقضاء على السرطان – وقد أحرزنا بالفعل تقدماً لا يصدق.

اقرأ أيضًا: 
كيف يمكن لتناول الفاصوليا أن يساعد في الوقاية من السرطان وعلاجه؟
التدفق الزائد للكالسيوم قد يقتل الخلايا السرطانية!
اختراق جديد.. ثورة في علاج السرطان باستخدام التعلم الآلي