تقنية فن

هل يقضي الذكاء الاصطناعي على الموسيقى أم يساهم في عصر جديد من الإبداع؟

الباحثين بأدوات الذكاء الاصطناعي

داخل غرفة التسجيل بجامعة كوين ماري في لندن، تعبث مجموعة من الباحثين بأدوات الذكاء الاصطناعي الجديدة لتطوير ما يسمونه “العوالم الافتراضية الجديدة” للموسيقى.

“أندريا مارتونيلي” و”ماكس غراف” هما من بين أكثر من 30 طالب دكتوراه يعملون مع الدكتور “ماتيو بارثيت”، أحد كبار المحاضرين في الوسائط الرقمية، لاستكشاف الإبداع الحسابي والذكاء الاصطناعي التوليدي.. لقد أنشأوا معًا ستوديو مستقبلي حيث تلتقي الموسيقى بالتكنولوجيا المتطورة.

وقال “غراف” في تصريحات لوكالة رويترز، أثناء عرض أداته الافتراضية: “إنها مثل الواقع الممتد، XR، وسيلة لتوسيع الواقع المادي الذي نعيش فيه”.

يتم تشغيل Netz من خلال سماعة رأس تعمل بتقنية الواقع المعزز والتي تتتبع الإيماءات لإنشاء مخرجات مقابلة، مثل الأوتار.

يعزف مارتونيلي على “HITar” وهو جيتار متطور مزود بأجهزة استشعار تعمل بالذكاء الاصطناعي، والتي تقرأ حركاته لإصدار الأصوات.

الذكاء الاصطناعي وصناعة الموسيقى

في حين أن وجود الذكاء الاصطناعي في صناعة الموسيقى يمكن إرجاعه إلى الخمسينيات من القرن الماضي، إلا أن التطورات الرائدة الحديثة في الذكاء الاصطناعي التوليدي، حيث تصنع الروبوتات الآن الموسيقى، يفتح بابًا جديدًا على صناعة الموسيقى بينما تنقسم الآراء في حول ذلك.

أصبح الذكاء الاصطناعي التوليدي شائعًا العام الماضي بفضل نظام ChatGPT، وهو قادر على إنشاء محتوى بما في ذلك الأصوات الأصلية أو كلمات الأغاني أو أغاني كاملة بمفرده، لكن الفنانين غالبًا ما يستخدمون ذكاءً اصطناعيًا أبسط لتحسين صوتهم.

وقال مغني الروك وكاتب الأغاني البريطاني “يونجبلود” لرويترز، إنه يعتقد أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد موسيقاه على الذهاب “إلى اتجاه آخر”، يشعر موسيقيون آخرون بالقلق من أن التقنية قد تذهب إلى أبعد من ذلك.

الذكاء الاصطناعي والفنانون الراحلون

قالت إيمي لوف من ثنائي الروك البديل نوفا توينز: “أشعر أنك إذا كنت بحاجة إلى الذكاء الاصطناعي لمساعدتي في كتابة أغنية، خاصة عندما تكون مشابهة، فهذا ليس رائعًا”، في إشارة إلى أصوات الفنانين التي يتم إنشاؤها اصطناعيًا.. خاصة الفنانين الراحلين.

واستخدمت عدة فرق حول العالم تقنيات الذكاء الاصطناعي لضم أصوات فنانين راحلين، عن طريق استقرائها من تسجيلات قديمة لهم، وفي نوفمبر الماضي قالت شركة “وارنر ميوزيك” إنها دخلت في شراكة مع تركة المغنية الفرنسية المتوفاة إديث بياف لإعادة إنشاء صوتها باستخدام الذكاء الاصطناعي.

وبينما تتعاون شركات الإنتاج والبث المباشر لتسويق هذه التقنية، يقول العديد من الخبراء إن الذكاء الاصطناعي يثير مخاوف قانونية وأخلاقية.

وقال عباس لايتوالا، مدير السياسة القانونية العالمية في الاتحاد الدولي لصناعة التسجيلات الصوتية (IFPI): “إن التطوير غير القانوني هو ما من شأنه أن يعرض هذا النوع من فرص الذكاء الاصطناعي التوليدي للخطر”.

لكن تنظيم الذكاء الاصطناعي التوليدي لا يزال في مراحله الأولى فقط.. يقول الدكتور بارثيت: “أعتقد أن الذكاء الاصطناعي قد يكون له مكانه في سلسلة الإنتاج الموسيقي، مرة أخرى إذا تم توجيهه بالطريقة الصحيحة وإذا تأكدنا من احتفاظ الموسيقيين بقدر معين من السيطرة، وكذلك فناني الأداء”.

“ولكن قد تكون هناك حالات حيث تعمل الموسيقى المولدة بواسطة الذكاء الاصطناعي على أشياء جديدة لم تظهر بعد”.

الذكاء الاصطناعي.. مستقبل صناعة الموسيقى

الموسيقى في عصر التقنية لم تعد كما كانت قبله

لماذا سيخسر الذكاء الاصطناعي حرب الإبداع أمام الذكاء البشري؟