شهدت الساحة السياسية الأمريكية جهودًا من قبل بعض أعضاء الحزب الجمهوري لتقليل أو إيقاف المساعدات الأمريكية المقدمة إلى أوكرانيا، وتحفل هذه المحاولات بخلافات حيال السياسات الخارجية والأولويات الاستراتيجية.
ويُشدد بعض الجمهوريين على ضرورة إعادة تقييم الدعم المالي والعسكري لأوكرانيا، مبررين ذلك بالحاجة إلى توجيه الموارد إلى قضايا داخلية أمريكية، في حين يروج آخرون لتبني استراتيجيات خارجية تخدم مصالح الولايات المتحدة بشكل أكبر.
حجم المساعدات الأمريكية لأوكرانيا
قدمت الولايات المتحدة حتى الآن نحو 46 مليار دولار من المساعدات العسكرية لأوكرانيا، بالإضافة إلى 29 مليار دولار أخرى من المساعدات المالية.
وتبلغ المساعدات العسكرية أقل من 5% من ميزانية الدفاع الأمريكية، المخصصة جزئيًا لمواجهة روسيا، ويريد الرئيس بايدن 60 مليار دولار أخرى لأوكرانيا ، وقد قامت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين بصياغة تشريع من شأنه أن يوفر الكثير من تلك المساعدة، مع تمويل إصلاحات الهجرة وأولويات أخرى أيضًا.
رهان بوتين
يقول المحلل السياسي ريك نيومان إن انسحاب الجمهوريين من أوكرانيا سيشير إلى أن تخمينات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كانت صحيحة، فمن الواضح أن بوتين كان يأمل في استسلام أوكرانيا سريعًا بعد غزو القوات الروسية في فبراير 2022، وهو ما لم يحصل عليه، لكن خطة بوتين البديلة كانت عبارة عن حرب طويلة حيث يتلاشى تصميم الغرب على مساعدة أوكرانيا قبل أن تتمكن روسيا من مواصلة الحرب.
وأضاف نيومان أن ذلك يحدث الآن على الرغم من أن غالبية الأمريكيين لا يزالون يريدون مساعدة أوكرانيا، فقد انخفض الدعم الجمهوري من 80% عندما بدأت الحرب في عام 2022 إلى 50% فقط الآن، مما يمنح الجمهوريون المحافظون في الكونجرس مساحة كبيرة لعزل أوكرانيا.
وأشار نيومان إلى أن بوتين يعلم جيدا أن مجموعة صغيرة من الرافضين قادرة على عرقلة السياسة الأميركية إذا سيطر حزب الأقلية على مجلس واحد فقط في الكونجرس، كما يفعل الجمهوريين في مجلس النواب.
فتح جبهات أخرى
ويرى نيومان أن نجاح الجمهوريين في مرادهم قد تمتد تداعياته إلى ما هو أبعد من أوروبا، فإن تخل الولايات المتحدة عن أوكرانيا يمكن أن يكون بمثابة الضوء الأخضر للصين وكوريا الشمالية وإيران للاستيلاء على الأراضي التي يتنازعون عليها مع أطراف أخرى، حيث سيتأكدون من قدرتهم على الصمود أمام المقاومة الغربية بقيادة الولايات المتحدة المتقلبة.
وأضاف نيومان أن الصين هي السيناريو الأكثر إثارة للقلق، حيث يبدو أن الرئيس شي جين بينغ أكثر تصميماً من أي زعيم صيني خلال السنوات الخمس والعشرين الماضية على “إعادة توحيد الصين مع تايوان.
اقرأ أيضًا
حجم العقوبات المفروضة على روسيا منذ بدء حرب أوكرانيا
تقرير: “بوتين” يبدي اهتمامه بوقف إطلاق النار في أوكرانيا
أنظار العالم على غزة وأوكرانيا.. صراعات جديدة قد تندلع في 2024