عالم

كيف ارتفعت كلفة المياه عالمياً؟

عالم

تبلغ القيمة الاقتصادية للنظم البيئية للمياه والمياه العذبة نحو 58 تريليون دولار أمريكي، أي ما يعادل 60% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، حسب تقرير للصندوق العالمي للطبيعة WWF، لعام 2023.

أشار التقرير إلى ارتفاع كلفة المياه عالمياً، لافتاً إلى أن “المياه، وهي أثمن مورد في العالم، تقع في قلب أزمة عالمية متصاعدة لا تهدد الأمن الغذائي فحسب، بل تهدد أيضًا صحة الإنسان والكوكب”.

ويكشف تقرير التكلفة العالية للمياه الرخيصة، الذي صدر في يوم الأغذية العالمي، أن تدهور الأنهار والبحيرات والأراضي الرطبة وطبقات المياه الجوفية يهدد قيمتها الاقتصادية ودورها الذي لا يمكن الاستغناء عنه في الحفاظ على أمننا الغذائي فحسب، بل أيضا صحة الإنسان والكوكب.

استهلاك المياه

ويخلص التقرير إلى أن الفوائد الاقتصادية المباشرة، مثل استهلاك المياه للأسر والزراعة المروية والصناعات، تصل إلى ما لا يقل عن 7.5 تريليون دولار أمريكي سنوياً. وتشير تقديراته أيضًا إلى أن الفوائد غير المرئية – والتي تشمل تنقية المياه، وتعزيز صحة التربة، وتخزين الكربون، وحماية المجتمعات من الفيضانات الشديدة وموجات الجفاف – تزيد سبع مرات لتصل إلى حوالي 50 تريليون دولار أمريكي سنويًا. لكن النظم البيئية للمياه العذبة في العالم تمر في دوامة هبوطية، مما يشكل خطرا متزايدا على هذه القيم الاقتصادية.

فمنذ عام 1970، فقد العالم ثلث أراضيه الرطبة المتبقية، في حين انخفضت أعداد الحياة البرية في المياه العذبة بنسبة 83% في المتوسط. وقد ساهم هذا الاتجاه الكارثي في تزايد أعداد الأشخاص الذين يواجهون نقص المياه وانعدام الأمن الغذائي، حيث جفت الأنهار والبحيرات، وتزايد التلوث، وتضاءلت مصادر الغذاء، مثل مصايد الأسماك في المياه العذبة.

وفي حوض الدانوب، فُقِد 80% من السهول الفيضانية ــ التي تشكل ضرورة أساسية لتخفيف مخاطر الفيضانات والجفاف، وإعادة تغذية المياه الجوفية، وتنقية المياه ــ على طول نهر الدانوب وروافده. واليوم، يحتفظ 16% فقط من الأنهار في حوض الدانوب بحالته الطبيعية أو شبه الطبيعية، وأقل من 20% أخرى هي شبه طبيعية أو متغيرة قليلاً.

الممارسات الزراعية غير المستدامة

وتعد الممارسات الزراعية غير المستدامة من بين التهديدات الرئيسية للأنهار والسهول الفيضية. وفقا للبنك الدولي، إذ تمثل الزراعة حاليا أكثر من 70% من المياه العذبة التي تستخدمها البشرية. فالإفراط في استخراج المياه لأغراض ري المحاصيل يؤدي إلى انخفاض المياه المتاحة لاستخدامات أخرى، مثل التدفقات الطبيعية التي تدعم مصايد الأسماك، ويساهم في نقص المياه.

يقول التقرير: “التهديدات التي تتعرض لها أنظمة الأنهار هي تهديدات للأمن الغذائي. فقط من خلال حماية واستعادة الأنهار وسهولها الفيضية النشطة والسابقة، والحفاظ على المياه في المناظر الطبيعية مع تدابير الاحتفاظ بالمياه الطبيعية، يمكننا أن نأمل في الحفاظ على إنتاجية النظم الزراعية في المستقبل. وللقيام بذلك، يجب علينا أن ندعم إنتاج الغذاء بشكل إيجابي على الطبيعة؛ الحفاظ على الأنهار المتدفقة بحرية؛ تطبيق ممارسات الاستخدام المستدام للأراضي والتكيف بشكل أفضل مع الظروف الطبيعية وتسهيل الاحتفاظ بالمياه الطبيعية؛ وتقول إيرين لوسيوس، مديرة الحفظ الإقليمية في الصندوق العالمي للطبيعة في أوروبا الوسطى والشرقية: “تبني أنظمة غذائية تقلل الطلب على المنتجات التي تستنزف موارد المياه العذبة”.

ولمعالجة أزمة المياه العالمية، دعا الصندوق العالمي للطبيعة الحكومات والشركات والمؤسسات المالية إلى زيادة الاستثمار بشكل عاجل في البنية التحتية المستدامة للمياه.

عالم

اقرأ أيضاً:

المياه القلوية باهظة الثمن.. هل لها فوائد صحية أكبر من مياه الشرب العادية؟
المواهب السعودية.. حضور دولي وتألق استثنائي في 2023
السياحة.. المملكة تتجاوز المعدل العالمي في التعافي من آثار الجائحة