صحة

المياه القلوية باهظة الثمن.. هل لها فوائد صحية أكبر من مياه الشرب العادية؟

لا شك في أن المياه هي أحد العناصر الأساسية بالنسبة للإنسان، وخصوصًا في فصل الصيف، إذ يحتاج الجسم للترطيب بشكل أكبر.

ويختلف الأشخاص في كميات المياه التي يشربونها يوميًا، كما أن الأطباء يختلفون في حجم الكميات التي ينصحون بتناولها.

كيف نحصل على المياه القلوية؟

وهناك العديد من الأنواع والعلامات التجارية الجديدة التي تُصنّع المياه النقية، وهو ما خلق المزيد من الخيارات أمام المستهلكين ما بين مياه الصنبور ومياه لينابيع والمياه الفوارة، إلى جاني الصيحة الجديدة وهي “المياه القلوية”.

وفق تقرير فيديو بثته شبكة “بي بي سي”، فإن الماء بشكل عام محايد أو يحتوي على درجة حموضة بمقدار 7، ويكون أي نوع أقل من 7 حامضيًا، فيما تكون الأنواع الأعلى من 7 أكثر قلوية.

وهناك مياه قلوية بشكل طبيعي، ويتم جمعها من مناطق تحتوي على معادن طبيعية، ولكن المياه القلوية المصنعة تتم صناعتها من خلال طريقتين.

الطريقة الأولى من خلال إضافة معادن مثل الكالسيوم أو البوتاسيوم أو الصوديوم، أو باستخدام الأقطاب الكهربائية لفصل أو إزالة المكونات الحمضية في الماء.

ولكن لماذا يرتفع ثمن المياه القلوية بهذا القدر؟

غالبًا ما تكون المياه القلوية أغلى بـ 50 أو 100% من المياه المعبأة العادية، بما يصل إلى ضعف السعر.

ويتم الترويج لهذه المياه بأنها تحتوي على العديد من الفوائد الصحية، من خلال مساعدتها على الترطيب بشكل فعال وفقدان الوزن ومقاومة الأمراض، وزيادة كثافة العظام وخفض حموضة المعدة.

وينتشر عبر الإنترنت الكثير من النصائح حول أن المياه القلوية تزيد من قلوية الجسم أو حموضته، وهو ما يساعد على تفادي خطر الإصابة بالسرطان.

ولكن الدراسات التي أُجريت عن الفوائد الصحية للمياه القلوية على الناس، قليلة ومتباعدة إلى حد كبير، إذ تقول دكتور طبيبة الطوارئ، شانون بيكيب، إنه لا توجد تجارب أو دليل حول هذه المنافع من المياه القلوية.

تجربة عملية

وأجرى الصحفي الذي أعد التقرير في شبكة بي بي سي تجربة حول هذه المياه، من خلال إجراء فحص للبول قبل وبعد شرب 2 لتر من المياه القلوية خلال ساعتين.

وكان الصحفي يهدف إلى زيادة الرقم الهيدروجيني في دمه لأعلى من 7، وقام باختبار البول الخاص به كل ساعة لمدة 3 ساعات.

قبل شرب المياه القلوية سجل الرقم الهيدروجيني للبول الخاص بالصحفي 6.0 أي في المعدلات الطبيعية، والتي يتراوح بين 6 و7.5 عند جميع الناس.

وبعد شرب المياه القلوية، بلغ الرقم الهيدروجيني للبول 6.75، قبل أن يعود إلى 6.0 بعدها بساعة تقريبا، ثم أقل إلى 5.75 بعد ساعة أخرى.

ومن هذه التجربة يتضح أن درجة الحموضة والقلوية تعتمد بشكل كبير على عوامل أخرى، مثل الطعام الذي نأكله وكمية السوائل الموجودة في الجسم.

كما أن أجسامنا لديها آليات خاصة موازنة درجة الحموضة، من خلال نظام فعال يحافظ على الرقم الهيدروجيني في مستويات مناسبة عند 7.3 أو 7.4.

وبحسب بيكيب، تعمل أجسمانها على تنظيم البيكربونات من خلال الكلى، وكذلك معدلات ثاني أكسيد الكربون من خلال عملية التنفس، ومن خلال تلك العمليتين يستطيع الجسم الحفاظ على الرقم الهيدروجيني عند معدل ثابت.

المحيطات قد تنقذ البشرية.. كيف ينوي العلماء استخدامها للتخلص من الانبعاثات الكربونية؟

أزمة المناخ.. ما الذي سيحدث لعالمنا إذا استمر تقاعس الدول عن وقف الاحترار؟