باتت البيانات لغة جديدة يتحدثها العالم وتمتلك قيمة وقوة عاليتين، وهو ما أظهر أهمية مراكز البيانات التي تحميها وتدعمها.
وشهدت كمية البيانات التي يتم إنشاؤها ارتفاعًا قياسيًا على مدار عقد ماضي.
وزادت البيانات من 2 زيتابايت في عام 2010 إلى 44 زيتابايت (44 تريليون غيغابايت) في عام 2020.
وساهمت تلك الزيادة في رفع الطلب على مراكز تخزين البيانات ومعالجتها، وبالتالي إنشاء المزيد منها حول العالم.
ولتوضيح المناطق التي تضم أكبر عدد من مراكز البيانات، أعد موقع Visualcapitalist الرسم البياني التالي.
واعتمد في هذا الرسم على بيانات من شركة Cushman & Wakefield، لتسليط الضوء على أكبر مراكز البيانات.
وبحسب التقديرات، فهناك حاليًا ما يزيد عن 8 آلاف مركز بيانات حول العالم.
وفي أغلب الأحوال، تتعرض هذه المراكز للدمج للاستفادة بشكل أكبر من البنية التحتية وتسهيلات الحكومات والمرافق المحلية.
هذا بخلاف القدر الكبير من الطاقة الذي تحتاجه، والذي لا يقل في الأغلب عن 100 ميغاوات لكل مركز.
ويجعل ذلك استهلاك الطاقة إحدى أفضل الطرق لقياس الحجم الإجمالي للسوق.
أكبر أسواق مراكز البيانات
تقع غالبية أسواق مراكز البيانات في الولايات المتحدة، إلى جانب بعض المراكز الموجودة في آسيا والمحيط الهادئ وأوروبا.
ويُعد سوق شمال فيرجينيا هو أكبر الأسواق العالمية، بحوالي 300 مركز للبيانات، تضم العديد من خوادم AWS.
وتشير التقديرات إلى أن مراكز البيانات في المنطقة تتعامل مع أكثر من ثلث حركة المرور العالمية عبر الإنترنت.
واستهلكت مراكز بيانات فيرجينيا خلال عام 2023، ما قدره 2552 ميغاوات من الطاقة للتشغيل.
ويعادل هذا الرقم أربعة أضعاف قدرة أقرب الأسواق الأمريكية التالية، دالاس (654 ميغاوات) ووادي السيليكون (615 ميغاوات).
ويقع ثاني أكبر أسواق مراكز البيانات في العالم في بكين، بحجم طاقة مستهلكة تبلغ 1,799 ميغاوات.
وتُعد سوق بكين الوحيدة في منطقة آسيا التي تمتلك قدرة تشغيلية تزيد عن 1000 ميغاوات.
ولكن من الواضح أن طوكيو تشهد نموًا سريعًا يجعلها قريبة من الصدارة، إذ تستهلك طاقة قدرها 865 ميغاوات.
وفي أوروبا، تقع أكبر أسواق البيانات في لندن بإجمالي استهلاط طاقة 1,053 ميغاوات.
وتحتضن فرانكفورت بعض مراكز البيانات أيضًا بـ864 ميغاوات.
ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى الطلب من المؤسسات المحلية الكبيرة والمنظمات.
ومن الطبيعي أن ترتبط تلك الأسواق بمراكز الرئيسية للحكومة والتجارة، وبالقرب من العواصم.
وهذا لأن الحكومات وجيوشها كانت أول من استثمر في البنية التحتية للإنترنت.
مستقبل مراكز البيانات
تُشير المؤشرات إلى أن مراكز البيانات ستستمر في النمو والتوسع مستقبلًا، وذلك تلبية للطلب الكبير على الرقمنة.
ويأتي هذا الطلب المتزايد مدفوعًا بتطور الذكاء الاصطناعي وتدفق بيانات الإنترنت.
ولكن في المقابل سيزيد الطلب بالتبعية على كمية الطاقة اللازمة لتشغيل تلك المراكز.
ولذلك فالتركيز بات منصبًا ليس على مراكز وأسواق البيانات فقط، ولكن أيضًا على الطاقة اللازمة لها.
اقرأ أيضاً:
غرامات حماية البيانات في الاتحاد الأوروبي.. مستويات قياسية
القدرات الوطنية السعودية تحلق عاليًا في 2023
حساب المواطن.. أهم تفاصيل الدفعة الـ74 لشهر يناير