أثبت سوق العقارات في المملكة المتحدة أنه صعب بالنسبة لكل من المستأجرين وأصحاب المنازل المحتملين في الآونة الأخيرة، لكن الخبراء يقولون إن هذا قد يكون على وشك التغيير.
فقد ارتفعت الإيجارات طوال عامي 2022 و2023، حيث أدى اختلال التوازن بين العرض والطلب إلى منافسة شرسة على العقارات المستأجرة.
شراء عقار في المملكة المتحدة
وفي الوقت نفسه، وصلت أسعار الفائدة على الرهن العقاري في بريطانيا إلى أعلى مستوى لها منذ 15 عامًا في وقت سابق من هذا العام، مدفوعة بارتفاع أسعار الفائدة والتحركات الصادمة التي اتخذتها حكومة المملكة المتحدة في أواخر عام 2022.
وارتفع متوسط سعر الرهن العقاري الثابت لمدة عامين إلى 6.86% في عام 2020، حسبما ذكرت شبكة CNBC.
وللوهلة الأولى، لا يبدو استئجار أو شراء عقار في المملكة المتحدة جذابًا بشكل خاص في الوقت الحالي. ولكن وفقا لتوم بيل، رئيس قسم الأبحاث السكنية في المملكة المتحدة في شركة نايت فرانك العقارية، فإن الأشهر الستة المقبلة قد تكون الوقت المناسب لدخول السوق.
ويضيف: “إذا نظرت إلى ما يفعله بنك إنجلترا، فيمكن القول إن أفضل وقت هو الآن، وذلك لأن بنك إنجلترا من المحتمل أن يكون قد رفع أسعار الفائدة – والتي تحدد أسعار الرهن العقاري للملايين من أصحاب المنازل في المملكة المتحدة. وعلى الرغم من أن التكهنات تحولت الآن إلى متى سيتم خفض أسعار الفائدة، يقول بيل إنه من غير المرجح أن تنخفض أسعار الرهن العقاري بشكل حاد: ” نحن نتحدث عن حركات صغيرة للأسفل”.
وقام بنك إنجلترا، مثل العديد من البنوك المركزية في جميع أنحاء العالم، برفع أسعار الفائدة في محاولة لتهدئة الاقتصاد. فيما تشير البيانات الأخيرة، بما في ذلك أرقام التضخم، إلى أن أسعار الفائدة المرتفعة لها تأثيرها المرغوب في خفض الأسعار – مما يزيد التوقعات بأن البنك المركزي قد يبدأ في خفض أسعار الفائدة في عام 2024.
ويحرص مقرضي الرهن العقاري أيضًا على اكتساب حصة سوقية والحفاظ عليها فيما يقول بيل إنه كان عامًا “ضعيفًا” بالنسبة لهذه الصناعة، مما يزيد الضغط الهبوطي على الرهن العقاري.
انخفاض أسعار المنازل
وعادةً ما تؤدي معدلات الرهن العقاري المرتفعة إلى انخفاض أسعار المنازل، وهو اتجاه انعكس في المملكة المتحدة، على الرغم من أن الأسعار لا تزال أعلى من مستويات ما قبل الوباء، وفقًا لريتشارد دونيل، المدير التنفيذي للأبحاث في شركة البيانات العقارية Zoopla.
وقال لشبكة CNBC: “لقد انخفضت الأسعار بشكل متواضع بأقل من 5٪ مع بقاء أسعار المنازل أعلى بمقدار 40 ألف جنيه إسترليني عما كانت عليه قبل بدء الوباء في أوائل عام 2020”.
ومع ذلك، أشار دونيل إلى أن المعاملات انخفضت بنسبة 23% هذا العام، وعلى الرغم من أن هذه ليست أخبارًا جيدة لسوق العقارات، إلا أنها قد تكون جيدة لبعض المشترين.
يوضح: “متوسط البيع المتفق عليه هو أقل بـ 18.000 جنيه إسترليني من السعر المطلوب، وهو أعلى خصم منذ أكثر من 5 سنوات. وهذا يعني أن الوقت مناسب للدخول إلى السوق للتفاوض بشكل أكثر جدية بشأن الأسعار مع زيادة عدد المنازل المعروضة للبيع بنسبة 40% مقارنة بالعام الماضي”.
ويتابع: “لقد تحسنت المعنويات بشكل ملحوظ خلال الأسابيع القليلة الماضية، لذلك أود أن أقول إذا كنت تحاول تحديد وقت الشراء، وغالبًا ما يحاول الناس ضبط توقيتهم بشكل صحيح، يبدو أن الأشهر الستة المقبلة ستكون أفضل من الأشهر الستة المقبلة. الستة أشهر الماضية”، على حد تعبيره.
وقد تستمر الأسعار أيضًا في الانخفاض، كما يشير دونيل. وقال: “من المقرر أن تنخفض أسعار المنازل بنسبة 2٪ أخرى خلال عام 2024 حيث تتكيف الأسعار مع القوة الشرائية الأضعف حتى لو انخفضت أسعار الرهن العقاري بشكل أكبر”.
اقرأ أيضاً:
لماذا يتنامى الاستثمار الخليجي في العقارات ببريطانيا؟
أكثر الدول التي يقصدها الأثرياء لشراء العقارات
ضربة جديدة.. لماذا طبقت المملكة المتحدة غرامة بالملايين على تيك توك؟
