نحو 12 طناً من الخيزران استُخدمت في بناء القوس الموجود في المدرسة الخضراء في بالي، إذ يتكون من سلسلة من أقواس الخيزران التي يبلغ طولها 19 متراً، ويُعتبر أحد أهم الهياكل المصنوعة من الخيزران على الإطلاق.
ويُظهر هذا المبنى اللافت للنظر قوة الخيزران وتعدد استخداماته، كما تقول هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” في تقرير لها، مضيفة أن أوراق الخيزران الخضراء، تبدو كمادة ممتازة، لمساعدة صناعة البناء والتشييد على خفض بصمتها الكربونية، بحيث تكون صديقة للبيئة.
وتقوم نباتات الخيزران – مثل الأشجار- باحتجاز الكربون أثناء نموها، ويمكن أن تكون بمثابة أحواض للكربون، حيث تخزن كمية أكبر من الكربون مقارنة بالعديد من أنواع الأشجار.
تخزين الكربون
ويمكن لمزرعة الخيزران تخزين 401 طن من الكربون لكل هكتار (لكل 2.5 فدان)، بينما على النقيض من ذلك، يمكن لمزرعة أشجار التنوب الصينية تخزين 237 طنًا من الكربون لكل هكتار، بحسب تقرير صادر عن المنظمة الدولية للخيزران والروطان (INBAR) وجامعة دلفت للتكنولوجيا في هولندا.
وتعد نباتات الخيزران واحدة من أسرع النباتات نمواً على هذا الكوكب، حيث تنمو بعض الأصناف بسرعة تصل إلى متر واحد يومياً، بالإضافة إلى ذلك، فإن الخيزران عبارة عن عشب، لذلك عندما يتم حصاد الجذع فإنه ينمو مرة أخرى، على عكس معظم الأشجار.
وللخيزران تاريخ طويل من الاستخدام في البناء في آسيا، لكنه يظل مادة بناء متخصصة في أوروبا والولايات المتحدة، وهي أسواق أصبح فيها الخيزران المعالج بالحرارة والمواد الكيميائية أكثر شيوعاً في الأرضيات وأسطح المطابخ وألواح التقطيع، ولكن نادراً ما يستخدم كمواد هيكلية.
يقول كريستوفر ماثيوز، من شركة الهندسة الإنشائية Atelier One في لندن، قد عمل في مشروع مدرسة بالي، إن جزءاً من المشكلة يكمن في الافتقار إلى المعرفة، مضيفاً: “كان أحد أكبر التحديات هو أنه لا أحد يعرف حقاً كيفية الهندسة باستخدام الخيزران، لذلك كان علينا اختباره. كنا هناك، وقمنا بتحميله بأكياس الرمل لنثبت مدى قوته”.
طلب متزايد
ويضيف ماثيوز أن الطلب على الخيزران يتزايد، حيث يستخدم 30% من عملاء شركته هذه المادة الآن، مضيفاً: “لقد بدأنا في تطوير المزيد والمزيد من هياكل الخيزران”، فيما يشير إلى حرم مدرسة بأكمله في نيو مكسيكو، وهياكل مثل استوديو اليوغا في كوستاريكا، وجسر وجناح في الفلبين، كلها استخدم في بنائها الخيزران.
ويلفت ماثيوز إلى أنه في البلدان التي تستخدم الخيزران، فهو رخيص للغاية ومتوفر للغاية، والقوى العاملة ماهرة في استخدامه، متابعاً: “إذا بدأنا استخدامه في أوروبا، فسيكون أكثر تكلفة في البداية. ولكن مع تزايد استخدامه، فلا يوجد سبب لعدم انخفاض التكلفة”.
على نفس المنوال، يقول جان ديتافيرنييه، المستشار في شركة بامبو لوجيك، التي لديها مزارع الخيزران في البرتغال: “من المؤكد أنها تحتاج إلى الكثير من أشعة الشمس، وبعض الماء أيضًا”.
يتابع: “بما أن الخيزران يلتقط ثاني أكسيد الكربون ويضعه في الأرض، فإنه يجعل الأرض أفضل بكثير”.
أما الدكتورة بهافنا شارما، أستاذ مساعد في الهندسة المعمارية في كلية الهندسة المعمارية بجامعة جنوب كاليفورنيا، وأيضا عضو في فريق العمل الذي يضع المعايير الدولية لمواد البناء المصنوعة من الخيزران، فتقول إن استخدام الخيزران في البناء يمثل تحديًا لأنه لا يزال مادة غير تقليدية.
تضيف: “يتعلق الأمر فقط بزيادة معرفتنا، وفهم كيفية أداء المادة في بيئات خدمية مختلفة، وهو ما يعني إذا كنت أقوم بالبناء في أمستردام، فكيف سيكون أداء المبنى في هذا النوع من الطقس والمناخ مقابل إذا كنت أقوم بالبناء في إندونيسيا؟ وبهذه الطريقة يمكننا المضي قدمًا فيما يتعلق بأنواع المباني التي يمكننا تشييدها”.
اقرأ أيضاً:
كيف يمكن لتقنيات البناء الحديثة أن تخفض تكاليف تشييد العقارات؟