تمنح الغفوة الخفيفة أو القيلولة القصيرة في منتصف النهار الشخص فوائد مذهلة، إذ تساعد في تعزيز قوة الدماغ واتخاذ قرارات حاسمة.
وأظهرت العديد من الدراسات الفوائد الكبيرة من الراحة في منتصف النهار، إذ أوضحت الأبحاث الحديثة أن الأنواع المختلفة من القيلولة لها تأثيرات مختلفة، ويعتقد عدد من العلماء الآن أن الغفوة الخفيفة المثالية تستغرق نحو 20 إلى 30 دقيقة.
وتخضع الرغبة في ذلك إلى عمليتين فسيولوجيتين؛ أحدهما يسمى ضغط النوم المتوازن (HSP)، وهو يزيد كلما طالت فترة استيقاظك، أما الآخر فيتضمن إيقاعات الساعة البيولوجية اليومية، والتي تجعل الجميع يشعرون بالنعاس قليلاً في فترة ما بعد الظهر، بحسب scientificamerican.
فوائد مذهلة
يقول مايكل تشي من مركز النوم والإدراك في جامعة سنغافورة الوطنية إن القيلولة القصيرة لها بالفعل فوائد معرفية. وفي تحليل أجري عام 2022، وجد فريقه تحسينات مهمة بشكل خاص في أنواع معينة من الذاكرة، وسرعة معالجة المعلومات، واليقظة (القدرة على الاستجابة لحدث غير متوقع، على سبيل المثال، سيارة منحرفة)، وأضاف أن القيلولة أيضًا تجعل الكثير من الناس يشعرون بالتحسن.
يوضح تشي: “حتى القيلولة القصيرة لمدة 10 دقائق سوف تنعشك. إذا نمت لفترة أطول قليلاً، فإن الفوائد المعرفية تستمر لفترة أطول قليلاً أيضًا”، فيما تنصح روث ليونج، التي تعمل مع تشي في سنغافورة الأشخاص الذين يعملون لساعات نهارية عادية بتجنب القيلولة كثيرًا بعد الساعة الخامسة مساءً، حتى لا يتخلوا عن نومهم أثناء الليل.
وتظهر الفوائد المعرفية بعد القيلولة التي تمتد لأكثر من 30 دقيقة، وتستمر هذه الفوائد لفترة أطول. لكن القيلولة الطويلة تسمح للشخص بالانتقال إلى نوم أعمق وزيادة “القصور الذاتي أثناء النوم”، وهو الشعور بالترنح عند الاستيقاظ، وعلى الرغم من أن الترنح يمكن أن يمر بسرعة نسبية ولا يصاب به الجميع، إلا أن الكثير من الناس يجدونه مزعجًا، وفق ما ذكر scientificamerican.
مشاكل صحية
وتساعد الغفوة على اتخاذ قرارات صعبة، وتُمكن من اكتساب المعرفة قبل المرور إلى مرحلة اتخاذ القرارات الهامة، إذ إن قيلولة قصيرة بعد الظهر يمكن أن تعزز الذاكرة والمزاج بشكل جيد للغاية.
وترتبط القيلولة الطويلة أيضًا ببعض المشاكل الصحية، ففي دراسة أجريت عام 2023 على أكثر من 3000 أوروبي يتمتعون بصحة جيدة بمتوسط عمر 41 عامًا، وجدت الدراسة أن أولئك الذين أخذوا قيلولة لأكثر من 30 دقيقة في المرة الواحدة كانوا أكثر عرضة للسمنة بنسبة 23% مقارنة بأولئك الذين لم يأخذوا قيلولة، وكانوا أيضًا أكثر عرضة للإصابة بمزيج من ارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول ومشاكل صحية أخرى.
بالإضافة إلى ذلك، فإن القيلولة الطويلة تقلل من قدرة الجسم على فقدان الدهون عند اتباع نظام غذائي، بحسب الدراسة.
اقرأ أيضاً:
لماذا يحتاج الإنسان إلى النوم؟
6 عادات قبل النوم للأشخاص الذين لا يمرضون أبدًا
دراسة حديثة: النوم العميق يعزز صحة القلب