من المتوقع أن تشهد أيسلندا خلال الأيام القادمة ثوران محتمل لأحد البراكين، وسط مخاوف من تداعيات الانفجار.
وقامت السلطات الأيسلندية بتنفيذ عمليات إخلاء لبلدة غريندافيك، التي تقع فوق منطقة الصهارة مباشرة.
وتخشى السلطات أن تتعرض البلدة إلى خطر الحمم والأبخرة المتصاعدة، وفق بي بي سي.
لماذا تستعد أيسلندا لثوران بركاني؟
كان زيادة النشاط الزلازلي في أيسلندا من أواخر أكتوبر الماضي في المنطقة المحيطة بالعاصمة الآيسلندية ريكيافيك في الجنوب الغربي، هو السبب وراء التخوفات.
بالإضافة إلى ذلك، تقع أيسلندا فوق نهر من الصهارة وهي مواد سائلة شديدة السخونة، تمتد بطول 15 كيلومترًا.
ويُنذر صعود هذه السوائل إلى سطح الأرض، بخطر ثوران بركاني وشيك.
ووفق تقديرات مكتب الأرصاد الجوية الأيسلندي فإن الصهارة الآن على بعد أقل من 1000 متر من نقطة الثوران.
ولذلك فإن احتمالية حدوث الثوران البركاني مرتفعة جدًا، وقد يكون خلال الأيام المقبلة.
ماذا سيحدث إذا انفجر البركان؟
حال حدوث الثوران، ستتعرض أيسلندا إلى تداعيات في بنيتها التحتية، وتصاعد لأبخرة سامة.
وسيعتمد تأثير ثوران البركان الذي يمتد تحت البلد وكذلك جزء من المحيط الأطلسي، على المكان الذي ستخترق فيه الصهارة السطح.
ويقول الأستاذ الفخري للمخاطر الجيوفيزيائية والمناخية بجامعة كاليفورنيا، بيل ماكغواير، إن تدفق سوائل البركان إلى الشاطئ، سينتج عنها انفجارات ضخمة من الرماد، نتيجة تلامس الصهارة شديدة السخونة مع مياه البحر الباردة.
كانت سحابة الرماد الناتجة عن ثوران بركان إيجافجالاجوكول الذي شهدته البلاد في عام 2010، تسببت في أكبر إغلاق للمجال الجوي الأوروبي منذ الحرب العالمية الثانية.
واكتسب هذا الثوران قوته نتيجة تفاعل الصهارة مع الجليد، ما نتج عنه انفجارات شديدة.
وقُدرت خسائر هذا الثوران البركاني من 1.5 إلى 2.3 مليار يورو.
ولكن عالمة البراكين في إمبريال كوليدج لندن، الدكتورة ميشيل بولاتو، إن ظروف البركان الحالي مختلفة تمامًا، ولا ترتقي لتكون بنفس القوة التأثيرية.
اعتياد البراكين
تُعد أيسلندا من أكثر المناطق النشطة بركانيًا منذ قرون، وهو ما دفعها لستغلالها في تنشيط السياحة.
وفي عام 1783، شهدت أيسلندا انفجارًا بركانيًا نتج عنه فيضانات من الحمم البركانية استمر لـ8 أشهر.
وتسبب الثوران في إنتاج سحب كبريتية على نطاق واسع فوق شمال أوروبا استمر لخمسة أشهر.
وعلى الرغم من ضعف الزلازل عما كان في السابق، إلا أن التشوهات الموجودة في القشرة الأرضية والتي تمتد إلى عمق واحد متر تحت سطح الأرض تُشكّل خطورة.
ويعني هذا أن الصهارة ربما تكون قريبة جدًا في الوقت الحالي من سطح الأرض، وبالتالي فالخطر وشيك.
وقالت عالمة الجيوفيزياء الأيسلندية والمديرة المشاركة للشبكة الدولية للمخاطر الصحية البركانية، الدكتورة إيفغينيا إيلينسكايا، إن الأدلة الحديثة تُشير إلى أن الثوران سيكون أصغر بكثير مما كان يعتقد في السابق.