وصلت العلاقات بين الولايات المتحدة والصين إلى واحدة من أكثر الفترات توترًا، ربما منذ عام 1972، عندما أقامت الدولتان العلاقات الدبلوماسية.
خلال العام الماضي شهد البلدان مواقف وهزات متعاقبة كادت تزلزل علاقات أخذت عقودًا من البناء.. بالون التجسس الصيني، مواجهات قريبة في كل من الجو ومضيق تايوان، خلافات دبلوماسية حول سرقة التكنولوجيا والقرصنة والتجارة، جفاف المحادثات العسكرية بين العسكريين.
كلها مواقف تشير إلى تدهور العلاقات الذي سيخيم على اجتماع الأسبوع المقبل بين الرئيس جو بايدن والرئيس الصيني شي جين بينغ، وهو أول اجتماع شخصي لهما منذ حوالي عام، والمرة الأولى منذ عام 2017 التي تطأ فيها قدم “شي” الأراضي الأمريكية.
توقعات لقاء جو بايدن وشي جين بينغ
تقول كولين كوتل، نائبة مدير مركز الصين العالمي في المجلس الأطلسي، إنه لا توجد توقعات قوية فيما يتعلق بالنتائج الملموسة والمنجزات.. “ربما يكون هذا الاجتماع أكثر رمزية وإظهار التزام بين الزعيمين بالحفاظ على اتصالات رفيعة المستوى والحفاظ على تدفق الاتصالات على مدار العام المقبل”.
وأجرى كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية تفصيلات عدد من بنود جدول الأعمال خلال مؤتمر مع الصحفيين، وقال مسؤول إنه من المتوقع أن يناقش الزعماء القضايا الساخنة بما في ذلك الاتصالات العسكرية وحقوق الإنسان وبحر الصين الجنوبي.
وقال مسؤول كبير في الإدارة للصحفيين: “نحن لا نتحدث عن قائمة طويلة من النتائج أو الإنجازات.. الأهداف هنا تتعلق حقًا بإدارة المنافسة، ومنع المخاطر السلبية للصراع وضمان قنوات الاتصال مفتوحة”.
وقال الخبراء إنه لا يبدو أن الولايات المتحدة ولا الصين تستعدان لتحول إيجابي كبير في العلاقات.
الصين وأمريكا.. تمهيد لمناقشات مستقبلية
يوضح توماس فينجار، الخبير الصيني في جامعة ستانفورد والرئيس السابق لمجلس الاستخبارات الوطني، إنه على الرغم من التوقعات المنخفضة، فإن الاجتماع يمكن أن يمهد الطريق لمناقشات مستقبلية حول حلول القضايا التي تؤثر على كلا البلدين.
وحذر من فكرة أن هدف القمة هو حل بعض المشاكل “الحرجة، والتي قد تكون غير قابلة للحل لولا ذلك”.
يقول الخبراء إن هناك مجالات محتملة لتحريك البوصلة في العلاقات الأمريكية الصينية، كما ذكرت شبكة NBC News سابقًا أن الولايات المتحدة تأمل في الإعلان عن التزام الصين بخفض دخول مخدر “الفنتانيل” إلى الولايات المتحدة، بالإضافة إلى تحسين الاتصالات العسكرية.
ويأتي ذلك في وقت اعترضت فيه الصين عددًا تاريخيًا من الطائرات الحربية الأمريكية، وقال إيلي راتنر، مساعد وزير الدفاع لشؤون الأمن في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، في بيان لوزارة الدفاع، إن هناك أكثر من 180 حادثة لاعتراض طائرات صينية لطائرات أمريكية منذ خريف عام 2021، موضحًا أن هذا أعلى من عدد الحوادث التي وقعت في العقد السابق لذلك.
انتخابات في أمريكا وتايوان
يأتي اجتماع بايدن وشي أيضًا في الفترة التي تسبق الانتخابات الرئاسية في تايوان لعام 2024 في يناير، تليها الانتخابات الأمريكية.
وتايوان دولة ديمقراطية تتمتع بالحكم الذاتي وتدعي الصين أنها ديمقراطية تابعة لها، وتؤكد سياسة الولايات المتحدة أن واشنطن لا تدعم استقلال تايوان، على الرغم من وجود سياسة الغموض الاستراتيجي بشأن الكيفية التي قد ترد بها الولايات المتحدة إذا قامت الصين بغزو الجزيرة.
#تايوان.. قصة «نقطة التوتر» التي قد تفجر الحرب العالمية الثالثة
كيف تتعامل #الصين مع خاصرتها الموجعة؟ و #ماذا_بعد تمسك أمريكا بموطئ قدمها المُحاصر للتمدد الصيني؟https://t.co/beeZll3uGW#العلم pic.twitter.com/kVk89BM7kz— العلم (@AlelmMedia) November 10, 2022
الصين تنتج روبوتات بشرية قادرة على “إعادة تشكيل العالم”!
لماذا اتُهمت الصين بخرق الأنظمة البيئية والمساهمة في انقراض بعض الحيوانات؟