منذ أن تطورت تقنيات الذكاء الاصطناعي خلال الآونة الأخيرة ومن بينها ChatGPT، وينصب التركيز على السلبيات التي من الممكن أن تحدثها هذه التقنيات في العملية التعليمية مثل تسهيل غش الطلاب واعتمادهم على الآلة أو أن تحل محل المعلم.
ولكن هذه الاتجاهات تغفل التأثير الأكبر الذي يمكن أن يحدثه الذكاء الاصطناعي، وفق الأستاذ في علم الحاسوب في جامعة تكساس في أوستن، بيتر ستون.
بمناسبة اليوم العالمي للمعلم، نفند في السطور التالية المشهد وما يمكن أن يؤول إليه مستقبلًا.
هل سيختفي دور المعلم؟
يقول ستون الذي قاد دراسة باسم “مائة عام حول الذكاء الاصطناعي “AI100″، والتي تهدف لدراسة التأثيرات طويلة المدى للذكاء الاصطناعي على المجتمع، إن المعلم لن يختفي بتطور الذكاء الاصطناعي ولكن الأدوار ستتغير.
وأوضح أن الطالب لا يزال يحتاج لمراقبة محترفة لتوجيهه ولفت انتباهه إلى ضرورة تعديل منهجه، ومساعدة الطلاب على استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي المختلفة.
وضرب ستون مثالًا بالآلة الحاسبة، متسائلًا هل استطاعت أن تحل محل المعلمين أو تقوم بدورهم في فصول الرياضيات؟، وكيف تعلم الطلاب بالأساس العمل على هذه الآلة؟.
ويقول العالم والمدون في مجال التكنولوجيا، برنارد مار، إن المعلمين لا يحتاجون للقلق بشأن وظائفهم، فعلى الرغم من أن الذكاء الاصطناعي تغلغل في مجال التعليم، إلا أن أجهزة الكمبيوتر لا تستطيع أن تحل محل الإنسان في الفصل الدراسي.
وأضاف: “مع استمرار تقدم التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي، سيصبح التفاعل البشري أكثر أهمية”، وسيكون للمعلمين من ذوي الخبرة والكفاءة القدرة على تحفيز الطلاب نحو مزيد من التعلم، إذ إن الطالب دائمًا ما يقدر المكافآت البشرية أكثر من تلك التي تمنحها الأجهزة.
كيف يساعد الذكاء الاصطناعي المعلمين؟
هناك 3 طرق يمكن من خلالها المساعدة في عملية التعليم وجعل حياة المعلمين أسهل مثل:
*تولي المهام الإدارية المتكررة والمنظمة مثل وضع الدرجات، أو قراءة وتحليل الإجابات النصية القصيرة في الاختبارات وتقييمها.
*التقييم الدوري للطلاب وتتبع تطورهم، من خلال إنشاء ملف يتضمن درجات الطلاب الفردية وتقييمها من خلال أدوات التعلم الآلي.
*تلبية احتياجات الطلاب الفردية في عملية التعلم، والتي يصعب على المعلم تحقيقها عندما يكون مسؤولًا عن أكثر من 30 طالبًا، ويمكن تحقيق ذلك من خلال التصاميم والمنصات الرقمية التي توفر التعلم والاختبار والتغذية الراجعة لطلاب.
لماذا يعجز الذكاء الاصطناعي على أن يحل محل المعلم؟
وفق مجلة فوربس، أمام الذكاء الاصطناعي عقود طويلة من الزمن قبل أن يستولي بالكامل على الوظائف البشرية، وهذا يرجع إلى أن البشر يتطورون بسرعة أكبر عن هذه التقنيات عندما يتعلق الأمر بالتصورات العاطفية، وفهم أشكال الكلام المختلفة المشاعر الأخرى مثل الفكاهة والحزن والسخرية.
ولأن العلاقة التعليمية لا تقتصر على مجرد توصيل المعلومة وإمداد الطالب بالمناهج المحددة، أشارت فوربس إلى 3 ميزات أساسية تتمتع بها العلاقة بين المعلم وطلابه، لن تحققها أدوات الذكاء الاصطناعي وهي:
العلاقات الإنسانية
سيفتقد الذكاء الاصطناعي الكثير من جوانب العلاقة بين المعلم والطلاب، فلن يستطيع توفير الدفء والتعاطف والاتصال الذي يأتي من التفاعل الإنساني الحقيقي.
تطور المعلم
يسعى المعلم بشكل مستمر لتطوير أدواته وقدرته على توصيل الرسائل والمعلومات، وهو أمر لن تستطيع فعله أي آلة باستمرار.
التواصل البشري
أحد جوانب العلاقة التعليمية بين المعلم والطلاب، ويساعد ذلك الطالب على التقدم من خلال الحصول على الدعم ومنح الطلاب الشعور بالتفرد والإثناء على التفوق، وهو أمر لن توفره أيضَا أدوات الذكاء الاصطناعي.
وتُشير التقديرات إلى أن حجم السوق العالمية للذكاء الاصطناعي في التعليم ستصل إلى 3.68 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2023.
ويقول برنارد مار، إنه مع تطور الذكاء الاصطناعي ليصبح أداة قيمة ومساعدة للمعلمين، يتعين على المعلم أن يبدأ في التعود على العمل لصحبة هذه الأدوات والتقنيات وأن يجعل منها قيمة مضافة لخبرته وقدرته على التواصل مع الطلاب.
أغرب المركبات المدرعة في العالم
الذكاء الاصطناعي سيحسم مسألة وجود حياة فضائية
عدد رسائل البريد الإلكتروني المرسلة والمستقبلة يوميًا حول العالم