يحتفي العالم في 4 أكتوبر من كل عام باليوم العالمي للحيوان، وبهذه المناسبة نسلط الضوء على قيمة الإبل في حياة السعوديين باعتبارها الحيوان الوطني السعودي.
ولا تقتصر أهمية الإبل في المملكة على الترفيه فقط في سباقات الهجن فقط، بل إنها كانت ولازالت أفضل رفيق، ومصدر للغذاء ووسيلة للتنقل وحمل الأمتعة.
كما يهتم السعوديون بالإبل نظرًا لأنها بمثابة تاريخ يروي مقتطفات من حياتهم على مر العصور، ويتضح ذلك في العديد من النقوش المكتشفة في مناطق مختلفة من صحاري المملكة، والتي تصوّر الجمال وعلاقتها بحية البشر في حقب زمنية متنوعة.
وكان آخر هذه الاكتشافات هو كشف أثري نشرت عنه مواقع أجنبية قبل أيام، عن نقوش لإبل بالحجم الطبيعي في صحراء النفود بشمال المملكة.
ووفقًا لتقديرات عام 2011، تمتلك المملكة 53% من إجمالي الإبل الموجودة في شبه الجزيرة العربية والتي تقدر بحوالي 1.6 مليون إبل.
ولا توجد الجمال في شوارع المملكة بالشكل الذي قد يتصوره البعض، ولكن ربما يلاحظ الزائر وجودها خلال سيره في الطرق المتفرعة من الطرق السريعة.
سباق الهجن
واحد من أبرز أسباب الاهتمام بالجمال في المملكة هو سباق الهجن والتي بدأ لأول مرة عام 1964 كجزء من مهرجان التراث.
وجاء تنظيم السباق بهدف إعادة الاهتمام بالإبل الذي انخفض قليلًا تزامنًا مع الثورة النفطية، وهذ خطوة اتخذها الملك فيصل بن عبد العزيز لإعادة الإبل إلى التراث العربي من خلال تضمين السباق كجزء أساسي من مهرجان التراث.
وبعد أن حقق السباق الذي كان بطول 19 كم نجاحًا كبيرًا، بات جزءًا أساسيًا من المهرجان في السنوات اللاحقة، ليكون للمملكة الريادة في هذه الرياضة.
وخلال سنوات قليلة تقريبًا 10 أعوام، تطور سباق الهجن ليتخطى مجرد كونه هواية ليُصبح رياضة احترافية في عام 1975 عندما دشن الملك فهد المزيد من السباقات، ومن ثم تناقلت بلدان عدة هذه الرياضة.
وتولي المملكة العربية السعودية اهتمامًا كبيرًا بهذه المسابقات بتنظيم سباقات ضخمة للهجن تصل جوائز لملايين الريالات.
ويأتي مهرجان ولي العهد للهجن بالطائف على رأس المسابقات التي تُعقد لهذه الرياضة، والذي سجل رقمًا قياسيًا جديدًا في موسوعة غينيس خلال عام 2021، بأكبر عدد من الإبل المشاركة.
الحُداء على قائمة اليونسكو
كان إدراج لغة التخاطب مع الإيل “الحُداء” على قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي مطلع العام الجاري، دليلًا آخرًا على العلاقة بين الإبل وسكان المملكة، وأهميتها كموروث شعبي.
ولم يكن الحُداء وسيلة للتفاهم مع هذه الحيوانات فقط من خلال قدرة الراعي على تهدئتها وجعلها تطيع أوامره، ولكنها تحولت إلى فن شعبي يتميز به السعوديون.
وتحول الحُداء من مجرد كلمات أو أصوات أو إشارات للتواصل مع الإبل، إلى غناء شعري يتميز بجمال القافية وحُسن المصطلحات الجُمل، ويُبدع فيه العديد من أصحاب الأصوات العذبة.
وتذكر الروايات التاريخية أن بداية الحداء كانت من خلال جد الرسول مضر بن نزار، والذي كُسرت قدماه حينما كان ينزل عن بعيره فصراخ “وايداه.. وايداه”، وهو ما أدى إلى تجمع الإبل حوله، ومن هناك جاءت فكرة استخدام الشعر لمخاطبة الإبل.
ماراثون النساء
ومن منطلق الاهتمام بتطوير رياضة الهجن، استحدثت اللجنة المنظمة لمهرجان ولي العهد للهجن 2023، بالتعاون مع الاتحاد الدولي ICRF، في أغسطس الماضي إقامة شوط ماراثون دولي مفتوح مخصص للنساء.
وتم تحديد جوائز مالية لسباق النساء تصل إلى 155 ألف ريال، وذلك ضمن مهرجان ولي العهد للهجن في نسخته الخامسة على أرض ميدان الطائف التاريخي.
ويتم تنظيم شوط الماراثون الدولي المخصص للنساء تحت قوانين ولوائح وإشراف الاتحاد الدولي، على أن تلتزم المشاركات بالزي الرياضي وأدوات السلامة التي تحددها اللجنة المنظمة.
أميرة ثاج.. قصة القناع الذهبي لطفلة عاشت قبل أكثر من 2000 عام